حمّلت فصائل المقاومة الفلسطينية، اليوم السبت، الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية التصعيد جراء استمرار عدوانه على المسجد الأقصى المبارك وعلى الأسرى، ولاستمرار حصار قطاع غزة. وقال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس: «لقد خطط العدو الذي يحاصر غزة إلى مباغتتها وتصعيد العدوان على شعبنا في القطاع، فضلًا عن الاستيطان والعدوان المستمر كل لحظة في الضفة، الذي يسعى لاقتلاع شعبنا وطرده من أرضه وجرائم الاحتلال ضد شعبنا في ال48 حيث يقف وراء كل عمليات القتل والاغتيال هناك، واستمرار الاحتلال في احتجاز أسرانا عشرات السنين، ونكثه للاتفاقات عندما أعاد اعتقال المحررين من صفقة وفاء الأحرار». وأضاف هنية، في بيان صدر عنه: «لذلك كله نخوض معركة الشرف والمقاومة والكرامة للدفاع عن المسرى والأقصى تحت العنوان الذي أعلنه الأخ القائد العام أبو خالد الضيف طوفان الأقصى، هذا الطوفان بدأ من غزة وسوف يمتد للضفة والخارج، وكل مكان يتواجد فيه شعبنا وأمتنا». وتابع: «تخوض المقاومة الفلسطينية في هذه اللحظات التاريخية ملحمة بطولية عنوانها الأقصى ومقدساتنا وأسرانا إذ إن سببها المركزي والأساس العدوان الصهيوني الإجرامي الذي تم على المسجد الأقصى المبارك، وبلغ ذروته خلال الأيام الماضية، حيث قام الآلاف من المستوطنين المجرمين الفاشيين بتدنيس مسرى الرسول عليه الصلاة والسلام، وأداء صلواتهم فيه تمهيدًا لفرض السيادة الصهيونية عليه، وهي الخطوة التي كان لدينا المعلومات بأنه ذاهب نحوها بفرض السيادة على المسجد الأقصى ولو سكت العالم ما كنا لنسكت على هذا التدنيس وعلى هذه النية للعدوان». طوفان الأقصى وقال الدكتور محمد الهندي، نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، إن فلسطين تشهد اليوم يوما تاريخيا ومشهدا غير مسبوق، حيث أن المقاومة تبادر والصواريخ تطلق على الكيان، والمقاتلون بالعشرات يقتحمون الحدود الزائلة لمسافة عشرات الكيلومترات، ويقتلون ويأسرون الجنود الصهاينة ويغتنمون غنائم كثيرة بما فيها آليات عسكرية. وأكد الهندي، في تصريح صحفي، أن العدو في حالة صدمة كبيرة، وأن المنطقة كلها في حالة ارتباك، بعد ضربة معنوية ساحقة تم توجيهها للعدو الذي فقد السيطرة في العمل مع غزة. وتساءل الهندي: «أين قبككم الحديدية ومقلاع داود والجيش الذي لا يقهر والمنظومة الأمنية والجبهة الداخلية المحصنة وصفوة سلاح المشاة وفرقة غزة والطائرات المسيرة التي تراقب حدود غزة؟». وأوضح أن العنوان اليوم (لا مقام لكم في أرضنا وقدسنا وأقصانا)، مشددا على أن المعركة ستلقن إسرائيل درسا لن تنساه على مدى طويل من الزمن. وأضاف د. الهندي: «هذه هي البداية وانتظروا رحيلكم من أرضنا ان شاء الله.. يوم تاريخي ومعادلات تتغير.. كلمة تاريخية كالرصاص من أبو خالد الضيف”. كذلك أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، اليوم، عن موقفها من عملية «طوفان الأقصى». وقال أبو حمزة الناطق العسكري لسرايا القدس: «نحن جزء من هذه المعركة ومقاتلينا بجانب إخوانهم في حماس كتفًا إلى كتف حتى النصر». من جهته، قال المتحدث باسم حركة “فتح” منذر الحايك: «حكومة نتنياهو تخطت جميع الخطوط الحمراء واعتدت على المقدسات الإسلامية والمسيحية وقتلت دون أي رادع اعتقاداً منها أن الشعب الفلسطيني سيقف مكتوف الأيدي». وأضاف الحايك: «فتح تؤكد على حماية الجبهة الداخلية والوحدة الميدانية التي تتجسد على أرض الميدان، على الاحتلال تحمل المسؤولية الكاملة عن حماقاته بحق الشعب الفلسطيني”. الجرائم الوحشية بدورها، قالت حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، أن المقاومة الفلسطينية أثبت قدرتها وجبروتها، رغم التفاوت الهائل في الامكانيات، على انتزاع زمام المبادرة و مفاجئة جيش الاحتلال و منظوماته الاستخبارية وأسر جنوده بصورة لم يسبقها مثيل منذ خمسين عاما. وأكدت حركة المبادرة أن حكومات الولايات المتحدة ودول كثيرة أخرى تتحمل المسؤولية لسكوتها المتواصل على الجرائم الإسرائيلية وخروقاتها للقانون الدولي، ولتشجيعها للتطبيع المشين على حساب الشعب الفلسطيني وبهدف تصفية قضيته الوطنية. وحذرت حركة المبادرة من أن العالم سيتحمل مسؤولية الجرائم الوحشية التي قد يقدم جيش الاحتلال على ارتكابها بعد الإهانة الكبرى وغير المسبوقة التي تلقاها على يد الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة. وأُطلقت فصائل فلسطينية، صباح اليوم السبت، رشقات صاروخية متتالية ومكثفة من قطاع غزة، تجاه المستوطنات المحاذية لقطاع غزة، وكذلك سقوط صواريخ في مناطق بئر السبع وتل أبيب. وأفاد مراسل قناة الغد أن أعداد كبيرة من الصواريخ انطلقت صوب المستوطنات والمناطق الإسرائيلية، وأن صافرات الإنذار دوت في كل مكان من المناطق والمدن الإسرائيلية. وقال المتحدث العسكري للاحتلال الإسرائيلي، إنه تم تفعيل القبة الحديدية وإطلاق صفارات الإنذار إثر قصف استهدف عددا كبيرا من بلدات من جنوب تل أبيب إلى شمالي حدود غزة، ومستوطنات غلاف غزة وبئر السبع وعراد في النقب.
مشاركة :