متى يجب التوقف عن التبرع بالدم رغم فوائده؟

  • 10/8/2023
  • 00:25
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

  على كل فرد أن يتحلى بالمسؤولية الاجتماعية، ومن بين أشكال تلك المسؤولية التبرع بالدم الذي يمكن اعتباره "إكسير الحياة" ليس فقط للمُتبرع لهم، ولكن للمانحين أيضًا، ورغم أن عملية التبرع بالدم قد تبدو مُخيفة ومُقلقة لدى البعض لأنها ليست من العادات الصحية الدارجة لدى البشر، ولكن ماذا لو قلنا لك أن التبرع بالدم سيعيد شحن حياتك بالصحة من جديد، هل ستتغير نظرتك لهذا الأمر؟ إذا كانت تساورك بعض المخاوف تجاه سحب 450 مللي من دمائك تقريبًا، فإن المنافع الطبية المُكتسبة مُقابل هذا التبرع، التي سنعرضها في التقرير التالي ربما تجعلك تُعيد النظر في التبرع بالدم مرة أخرى. قبل الشروع في التعرف على فوائد التبرع بالدم، يمكننا تعريف عملية التبرع بالدم بأنها إجراء طبي يتم من خلاله سحب الدم من المانح والحصول عليه كاملاً، أو يتم تجزئته واستخلاص منه عدة مكونات مثل الصفائح الدموية، والبلازما، وخلايا الدم الحمراء.   التبرع بالدم عادة صحية، لها العديد من الفوائد ليست جسدية فقط، بل نفسية وعقلية والتي وفقًا للمؤسسة الأمريكية للصحة العقلية يمكن تلخيصها في الآتي: التخلص من الأفكار السلبية المُحبطة.تحسين معدلات الاستيعاب والتفكير من خلال تحسين المزاج العام للشخص المُتبرع.الحد من الشعور بالتوتر والضغط النفسي ومنح الصفاء الذهني للمتبرعين.التقليل من حب العزلة واعتزال البشر قدر الإمكان، وهي أحد المشاعر النفسية السلبية لدى الكثيرين بسبب الخبرات الحياتية السلبية السابقة. حساسية التبرع بالدم يجعلها إجراء طبي يحتاج إلى ترتيبات مُسبقة قبل القيام به، فالمانح لن تُسحب دماؤه قبل أن يخضع لاختبارات التهاب الكبد الوبائي بأنواعه، و الإيدز، وفيروس غرب النيل، بالإضافة إلى داء الزهري. لهذا سيطمئن المانح على الأقل من تمتعه بصحة جيدة، وعدم حمله لأمراض خطيرة تُشكل خطرًا على الحياة إذا لم يتم التعامل معها طبيًّا في مراحلها المُبكرة. تُجبر عملية التبرع بالدم الجسم على تجديد خلاياه التي فقدها بسبب التبرع، ومن ثم يحصل المُتبرع على دماء جديدة مُفرغة من الكوليسترول الضار، والدهون الثلاثية، والحديد الزائد، ما يساعد على تحسين ورفع كفاءة الدورة الدموية، وذلك بفضل الخلايا الجديدة القوية المُنتجة حديثًا. اقرأ أيضًا:أنواع فصائل الدم والتبرع.. تعرف على الأساسيات ليس هناك ما هو أفضل من التمتع بقلب شاب وقوي، وهذا ما يضمنه التبرع بالدم، حيث يتخلص الجسم من خلايا الدم الحمراء القديمة، ويستبدل بها أُخرى جديدة تُشكل مُتنفسًا للقلب بمساعدتها الرئتين على إخراج غاز ثاني أكسد الكربون بداخلها، وهو بلا شك أمر رائع لصحة الإنسان. وربما سيتمتع الأشخاص المصابين بلزوجة الدم بفائدة رائعة تحافظ على حياتهم، من خلال الوقاية من انسداد الشرايين بالدماء اللزجة، ومن ثم ستقل إمكانية الإصابة بالجلطات والسكتات الدماغية. التخلص من الحديد الزائد في الجسم نتيجة التبرع بالدم ميزة من شأنها وقاية الإنسان من الأمراض المميتة، وفي دراسة نشرتها مجلة المعهد الأمريكي للسرطان أوضحت أن هناك علاقة قوية بين تراكم الحديد في الدم وبين ظهور علامات الشيخوخة المبكرة والإصابة بالسرطانات التي تُصيب الكبد، الرئة، القولون، والحنجرة. يعد التبرع بالدم من الإجراءات الطبية المفيدة للغاية لمرضى السكري بشكل خاص، بسبب التخلص من خلايا الدم الدماء المليئة بالغلوكوز الزائد، ومن ثم يتجنب المرضى المضاعفات المرتبطة به مثل السكتة الدماغية، ومشاكل القلب، وبتر الأعضاء، والاعتلال العصبي والبصري.   التبرع بالدم إجراء طبي حساس سواء للمانح أو المُستقبِل لذلك يوجد أسباب تمنع الشخص من التبرع بالدم وهي: هناك بعض أنواع الأدوية والعقاقير التي تمنع مستخدميها من التبرع بالدم لفترة مؤقتة وفق ما يراه الطبيب المُعالج، ومن أهمها المضادات الحيوية والأسبرين والأدوية التي تتكون من مادة الأسبرين. الخضوع للعمليات الجراحية بمختلف درجاتها من أهم الأسباب المانعة للتبرع بالدم، لكن لحُسن الحظ أن المنع مؤقت حسب رأي الطبيب، فالعمليات الجراحية البسيطة لا تحتاج لوقت طويل للعودة مرة أخرى للتبرع بالدم، بعكس التدخلات الجراحية الكبيرة والصعبة التي تتطلب إجراء فحوصات للتأكد من عودة الهيموغلوبين لمستواه الطبيعي قبل السماح للشخص بالتبرع بالدم. القدوم من بلاد تعاني تفشي الأمراض المُنتقلة عن طريق الدم مثل الملاريا، أو حمى الضنك، وفيروس زيكا تُلزم الشخص الراغب في التبرع التوقف مؤقتًا، وإجراء الفحوصات الطبية للتأكد من سلامته أولاً. اقرأ أيضًا:أعراض وأسباب ارتفاع ضغط الدم وطرق منزلية للتعامل معه احتواء التطعيمات الطبية على الفيروسات الضعيفة ليتغلب الجسم عليها، ويكتسب المناعة تجعل دم المانح ناقلاً للعدوى، ومُسببًا للمرض بالنسبة للمُستقبِل، لهذا يجب التوقف عن التبرع بالدم بعد تلقي التطعيمات لفترة تتراوح ما بين الأسبوعين والثمانية أسابيع.   يعد الوزن والتمتُع بالصحة الجيدة من الشروط المهمة للشخص المُتبرع بالدم، خاصة بالنسبة لمن تخطى الثامنة عشرة من العُمر، وذلك لتجنب الإصابة بالإغماء، أو حالات الضعف والدوار، خاصة للأشخاص الذين يعانون نقص نسبة الحديد عن معدلاتها الطبيعية في الدم. أمراض خطيرة ومزمنة كأمراض القلب والرئة والسرطان، بالإضافة إلى نزلات البرد الشديدة، والحمى، وبالطبع الأمراض المنتقلة جنسيًّا من أهم موانع التبرع بالدم، لأنها تُشكل خطرًا على حياة المانح والمُستقبِل.   لا توجد مضاعفات سلبية خطرة للتبرع بالدم بالنسبة للأشخاص الأصحاء البالغين، لكن قد يشعر البعض بوخز بسيط، أو تنميل في الذراع، وربما يتورم موقع الإبرة لعدة أيام، كما يعد الدوار البسيط، أو الغثيان لدقائق معدودة بعد عملية التبرع بالدم من المضاعفات الجانبية الأكثر شيوعًا لدى بعض المُتبرعين.

مشاركة :