دبي - محمود عبدالرازق - وأضاف وسيم بزي: "وجّه الحزب ضربته من ضمن الحدود اللبنانية بخطوة محسوبة جدا لأنه من المعروف أن لبنان، يحتفظ بحقه الطبيعي بتحرير مزارع شبعا، التي هي خارج أمر عمليات القرار 1701، إضافة إلى أن الضربات في طريقة توجيهها وتوقيتها هي فعل محدود حتى الآن، لكن في مضامين الضربة رسائل كبيرة جدا للشعب الفلسطيني بأن الحزب يقف إلى جانبه في مستوى كبير من الجاهزية، وللقوى الدولية بأنه لا يمكنها إعطاء الضوء الأخضر للكيان الإسرائيلي للاستفراد بغزة من دون احتمال التدحرج والذهاب إلى مسرح الجبهات المتعددة". وتابع بزي: "دخول كبير على مسرح العمليات العسكرية وفرض أمر واقع على العدو ببداية إشعال نيران على الجبهة الأخطر، التي تخافها إسرائيل في هذه اللحظة وهي الجبهة الشمالية مع لبنان، نظرا إلى حاجتها إلى عديد كبير من قواتها المنتشرة أساسًا، وبالتالي لن تتمكن من التعامل مع خطر الجبهة الشمالية بالحجم اللازم". وأردف، قائلا: "إرساء الخوف من سيناريو الجبهات المتعددة من خلال ضربة اليوم خصوصا أن الصواريخ لم تُطلق عشوائيًا أو مجهولة المصدر كي تُنسب إلى الفلسطينيين، بل كان هناك هجوم منسّق بقذائف صاروخية وصواريخ موجّهة تبنّاها "حزب الله" رسميًا، وهذه رسالة للدول الداعمة لكيان العدو بأن تستدرك أي تطورات خطيرة". وفي حديث لإذاعة "الخليج 365"، أشار بزي إلى أن رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، كان قد تلقى رسائل من الفرنسيين والأوروبيين والأمريكيين بعدم دخول "حزب الله" في المواجهة. واعتبر بزي أنه "من الطبيعي أن توجّه بعض السفارات الأجنبية بعدم الاقتراب والوجود في تجمعات كبيرة في منطقة الجنوب، في هذا التوقيت، كون العدو الإسرائيلي لم يلملم نفسه، حتى الآن، لكي يتعاطى بأداء احترافي"، ومضى، قائلا: "هذا التحذير يشي بأن هناك مخاطر كبيرة قد نكون بصددها"، مشددا على أنه " لا إرادة لبنانية من جهة "حزب الله" بالدخول المباشر، في الحرب حاليا، إنما هو يفرض عمليا على العدو تحد إضافي خصوصا أن ما جرى في غزة هو محاكاة للسيناريو الأكبر، الذي كان ينتظره الإسرائيليون وهو الدخول إلى الجليل". واختتم، قائلا: "ما حصل في موضوع مزارع شبعا جزء منه رسالة إلى أمريكا، التي لا مصلحة لها بتوسيع المعركة وإعطاء الضوء الأخضر لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بما يقلب الأوضاع ويؤثر على أولوية النزاع الروسي - الأوكراني، لا سيما أنه من المعروف أن الإدارة الأمريكية تدخل عمليًا اعتبارا، من تشرين الثاني(نوفمبر) المقبل، مدار الانتخابات الأمريكية وتصبح كل القرارات الكبيرة محسوبة التداعيات مسبقا".