اليابان | تقنيات جديدة لإحياء متعة الدراما التاريخية على الشاشة الصغيرة في اليابان

  • 10/8/2023
  • 23:50
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

منذ عام 1963، أصبحت مسلسلات الـ تايغا الدرامية التي تعرضها هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية (NHK)، وهي المسلسلات التاريخية السنوية التي تبث على مدار العام، عنصرًا أساسيًا في التلفزيون الياباني. وفي ظل المنافسة المستمرة من القنوات التجارية، لجأت (إن إتش كيه) هذا العام إلى التكنولوجيا المبتكرة والأساليب الجديدة لإدماجها مع هذه المواد الترفيهية التقليدية للحفاظ على معدلات المشاهدة العالية. بصفتي عاشقًا لأفلام الساموراي، نشأت على مشاهدة أفلام رائعة للمخرج الكبير كوروساوا أكيرا كما في فيلمي ”كاغيموشا“ من إنتاج عام (1980) و ”ران“ إنتاج (1985)، حيث قام المخرج المخضرم بتصوير مشاهد المعارك الحاشدة والمخيفة من خلال تحريك آلاف المجاميع السينمائية (الممثلين الكومبارس) عبر السهول الشاسعة. لذلك دُهشت عندما دعتني إن إتش كيه لمشاهدة تصوير معركة سيكيغاهارا التي وقعت أحداثها في عام 1600 داخل أروقة الاستوديو. وبالطبع، استوديو (كادوكاوا دايئه) في حي تشوفو كبير إلى حد ما، ولكن من الصعب تصور كيف سيتم تصوير أكبر وأهم معركة في تاريخ اليابان الإقطاعية داخل أحد الاستوديوهات، حيث كانت هي المعركة التي أنهت فترة الـ سينغوكو أو حقبة الممالك المتحاربة (1467-1568)، والتي أدت إلى تأسيس شوغونية توكوغاوا (الحكومة العسكرية لسلالة توكوغاوا). وعندما دخلت المبنى، كانت معظم أراضي الاستوديو مغطاة بالأتربة والشجيرات، وكان هناك عشرات من الرجال في ساحة المعركة. بالتأكيد لم يكونوا بالعدد الكبير. وخلال فترات ما بين التصوير، يقوم منسق العمليات الحركية موروكاجي يوتا بإعطائهم التعليمات اللازمة. ويقوم الجنود بالتدرب على حركاتهم، مثل اللكم والركل والطعن، بحركات بطيئة قبل أن يقوم مساعد المخرج من خلال مكبر الصوت في يده، بالنداء على الجميع والتأكيد على مواقعهم الصحيحة. وفي النهاية، يصيح قائلًا ”أكشن!“ وكل شيء يحدث في بضع ثوان. وكأن الأمر فوضى من الهجمات والصرخات والأجسام المتطايرة. موروكاجي يوتا، مرتديًا القفازات، ويعطي التعليمات للممثلين (© جياني سيمون). ولكن ما لفت انتباهي أكثر من مشهد الحركة الذي كنت أناظره، الجدار الخلفي. حيث كانت هناك شاشة إلكترونية (LED) عملاقة تعرض آلاف الجنود يحتشدون عبر مشهد مُحاك بواسطة الكمبيوتر في ساحة المعركة. وظهرت نفس الخلفية على شاشة الكاميرا. وتم توليفها مع حركاتها. معركة سيكيغاهارا. الشاشة التي تحاكي المعركة تقريبا مثل المشهد الحقيقي. (© جياني سيمون) هذه المشاهد هي جزء من المسلسل الدرامي التلفزيوني ”تايغا“ للعام الحالي 2023 والتي تحمل عنوان ”ما العمل، إيياسو؟“. والمسلسل الدرامي ”تايغا“ هو سلسلة تاريخية تُنتج سنويًا من قبل قناة إن إتش كيه، وهي المؤسسة الإعلامية العامة في اليابان. وتُعرض حلقات المسلسل كل يوم أحد في تمام الساعة 8:00 مساءً، طوال أيام السنة، وهي الإنتاج الأضخم في التلفزيون الياباني والأكثر تكلفة بكل بساطة. ولإعطاء فكرة عن مقدار العمل المطلوب لإنتاج حلقات هذا العام، يشارك حوالي 150 شخصًا في مهام مختلفة، وتكون مسؤوليتهم الرئيسية تقديم الدعم الفني للإنتاج. وعمليات التصوير وحدها تستغرق 15 شهرًا، بينما يستغرق المشروع بأكمله، من البداية إلى النهاية، أكثر من عامين. التصوير الداخلي للمشاهد الضخمة. (© جياني سيمون) هذا هو المسلسل رقم 62 في تاريخ سلسلة حلقات ”تايغا“ الدرامية التي تُنتجها قناة إن إتش كيه حتى الآن. وتعرض معظم الحلقات المصوّرة في هذه السلسلة قصصاً تاريخية حقيقية. ولكن في بعض الأحيان تكون بعض الشخصيات خيالية، ولكن تتمحور معظم الأحداث الدرامية حول شخصيات تاريخية. على سبيل المثال، تدور دراما ”ما العمل، إيياسو؟“ حول حياة توكوغاوا إيياسو، القائد الإقطاعي الذي وحد اليابان في بداية القرن السابع عشر ونعُمت البلاد على يده بالسلام لأكثر من قرنين من الزمان. ويوضح مخرج العمل لهذا العام، كاتو تاكو، قائلاً: ”حوالي 60 في المائة من جميع حلقات الـ تايغا تدور أحداثها في حقبة الممالك المتحاربة أو في فترات قريبة منها. وهي على كل حال واحدة من أكثر الفترات إثارة وتشويقًا في التاريخ الياباني. حيث أنها تتضمن العديد من المعارك وثلاثة من أشهر الشخصيات التاريخية: أودا نوبوناغا، و تويوتومي هيدييوشي، وتوكوغاوا إيياسو. وهي شخصيات معروفة لدى اليابانيين جميعًا، وقد عاشوا جميعًا في نفس الفترة تقريبًا وكانت لديهم علاقات معقدة، حيث قاتلوا وشكلوا تحالفات مع بعضهم البعض، على حسب مجريات الأحداث. الأمر الذي يجعلها مادة مثالية للدراما التلفزيونية“. حتى من مسافة قريبة يبدو مشهد القتال حقيقيًا. (© جياني سيمون) وعلى الرغم من أن حلقات مسلسل تايغا كانت تعتبر لفترات طويلة أفضل المسلسلات الدرامية في التلفزيون الياباني، وحتى أنها أدت إلى زيادة معدلات السياحة في المواقع الحقيقية، إلا أن نسب المشاهدة انخفضت بشكل كبير في السنوات الأخيرة. حيث أصبحت النسب العالية التي كانت تتجاوزت الـ 30% في الأيام الخوالي مجرد ذكرى جميلة بعيدة المنال الآن. وقد ظلت السلسلة تحقق أرقامًا محترمة في نطاق 24%–26% حتى أوائل التسعينات، ولكن معظم فترات العقد الأخير ظلت النسب دون الـ 15%. ومن أجل إعادة إحياء هذا النوع من الدراما، قامت إن إتش كيه مؤخرًا بالاستعانة بشخصيات محبوبة تتمتع بشعبية كبيرة (بما في ذلك ماتسوموتو جون من فرقة أراشي الغنائية وكوساناغي تسويوشي العضو السابق لفرقة سماب الفنية) وعملت على اختيار قصص تثير اهتمام المشاهدين المعاصرين. ويقول كاتو: ”إحدى الأشياء التي جذبتنا إلى حياة إيياسو هو أنه عاش في فترة كانت مليئة بالتحديات والمخاطر جعلت من الصعب للغاية التنبؤ بمستقبله، الأمر الذي يسمح لقصته بأن تلقى صدى بين الناس الآن“. ويواصل كاتو قائلاً: ”نحن نعيش الآن في أوقات اقتصادية عصيبة، ونتعافى لتونا من جائحة فيروس كورونا. فخلال السنوات الثلاث الماضية، شعر الكثيرون منا بالقلق والغضب والعزلة، والآن أكثر من أي وقت مضى ندرك أنه إذا لم نستجمع قوانا ونستخدمها في التصدى للأزمات مع أصدقائنا، فلن نتمكن من التغلب على تلك الصعوبات. بمعنى آخر، ندرك الآن أن البقاء في هذه الأوقات ليس معني بإظهار القوة والقيادة بقدر ما هو معني بحماية ما هو مهم بالنسبة لنا. فما يهم هو الطيبة الكامنة في البشر، والتفكير في أصدقائنا ورفاقنا. وهذا ما يجعل إيياسو شخصية معاصرة للغاية. فقد استندت أفعاله على تلك المشاعر، وكانت انتصاراته على أساس علاقات طويلة الأمد مبنية على الثقة“. لا شك أن الورقة الرابحة لهذا العام هي استخدام التكنولوجيا المتطورة. ووفقًا لكاتو، كان التحدى الأكبر يكمن في إتقان هذه التقنيات هذه المرة. ويقول: ”هناك حوالي 4,000 ممثل رقمي في المشهد. وإذا تمت العملية بنجاح، سيتم التناغم بين الخلفية والمشهد الذي يم تصويره في المقدمة، ويمكننا تحقيق نفس الصور الرائعة المصورة على المخطوطات القديمة من القرن السابع عشر. وفي حقيقة الأمر هذا لم يحدث من قبل. وفيما سبق، إذا أردت أن يكون لديك مثل هذه الجموع الكبيرة للقوات والأشخاص على نطاق واسع، كان عليك أن تفعلها كما قام بها المخرج كوروساوا، وتستخدم أعددًا هائلة من المجاميع السينمائية (الممثلين الكومبارس)“. تم استخدام الكومبارس أصحاب المهارات الرياضية الخاصة في المشاهد الحربية. (© جياني سيمون) مسألة إعادة إحياء تلك المخطوطات الجميلة واللوحات الزخرفية التي تصف هذه الوقائع التاريخية الشهيرة كانت أمرًا يمثل تحديًا غير مسبوق، وكما يقول كاتو. ”إذا حاولت تصوير ذلك على أرض الواقع، يجب أن تأخذ جميع أفراد طاقم وفريق العمل إلى موقع التصوير. وهناك سوف تتعرض إلى جميع أنواع العوامل التي لا يمكن التحكم فيها، مثل الظروف الجوية غير المتوقعة أو القاسية. كذلك لا توجد متاجر قريبة، والجميع يتعرضون للإتساخ ويغطيهم الوحل. من هذا المنطلق، كان الغرض الأكبر من الإنتاج الافتراضي هو استخدام التكنولوجيا الجديدة لخلق وسيلة مختلفة لإنتاج حلقات المسلسل، بالإضافة إلى تعدد وسائل الراحة والأمان في الاستوديو“. ويعترف كاتو بأن ضبط الجانب التقني لهذا النوع من الإنتاج لم يكن سهلاً على الإطلاق. ”المرة الأولى التي جربنا فيها كانت في يناير/ كانون الثاني الماضي، أي حوالي ستة أشهر قبل موعد التصوير، ولكن النتائج كانت مخيبة للآمال. وكانت هناك لحظة خشيت فيها من فشل الأمر برمته. لكن لحسن الحظ، تم كل شيء على أكمل وجه في النهاية، ونتاج ذلك يظهر بوضوح في المشاهد الجماعية، مع تطاير الأعلام، والآلاف من الأشخاص الذين يركضون حول السهول الشاسعة“. وبخلاف المعارك، تتخلل حقبة الممالك المتحاربة فترة تميزت بالفن الياباني والعمارة الرائعة عرفت باسم (أزوتشي-موموياما– فترة انتقالية بين حقبة الممالك المتحاربة وحقبة إيدو السلمية) 1568–1603، مثل اللوحات القابلة للطي المزخرفة التي كانت شائعة في تلك الفترة. ويقول المخرج كاتو: ”في النصف الثاني من أحداث القصة، التي تتضمن مشاهد حركة أقل، نرغب في تقديم العمارة الداخلية الفاخرة لقصور الساموراي على نطاق كبير، وهذه التكنولوجيا الجديدة ستكون ضرورية لعرض ثراء القلاع الإقطاعية بطريقة لم يسبق لها مثيل. أنا متحمس للغاية لهذا الأمر“. وهذه هي المرة الرابعة التي يشارك فيها كاتو في إنتاج مسلسل تايغا الدارمي، والمرة الثانية له كمخرج. ويقول: ”هذه المرة نريد التركيز على عامل الترفيه. نريد من الناس أن يشعروا بالإثارة والمتعة. بالطبع، الحروب دائمًا مأساة حقيقية مهما كانت الظروف، لكننا نقدم أزياء الساموراي الرائعة، تمامًا مثل تلك الموجودة في المخطوطات القديمة. وهناك الكثير من مشاهد الحركة، من ضمنها الخاصة بأفراد من النينجا، والكثير من المفاجآت والتحولات الدرامية. وفي الحقيقة نحن نستمتع بتصوير حلقات هذا المسلسل، ونأمل أن يشعر الجمهور ويشاركنا هذه المتعة. وبالطبع، سيكون من المفيد كذلك إذا استطاع المشاهدون التعرف على معلومات جديدة عن هذه الحقبة التاريخية. وفي نهاية المطاف، أريد أن أقدم شيئًا يستمتع به الناس من جميع الأعمار على الشاشات، تمامًا مثلما كانوا يستمتعوا بالأعمال الدرامية السابقة“. النص الأصلي باللغة اليابانية، الترجمة من اللغة الإنكليزية. صورة الموضوع: طاقم العمل يستعد للتصوير بينما تحتدم المعركة الافتراضية على الشاشة. (© جياني سيمون) كانت هذه تفاصيل خبر اليابان | تقنيات جديدة لإحياء متعة الدراما التاريخية على الشاشة الصغيرة في اليابان لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد. كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على نيبون وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

مشاركة :