... هكذا خُدعت إسرائيل ووقعتْ في الفخ

  • 10/8/2023
  • 20:54
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لم ينطلق «طوفان الأقصى» هذا الأسبوع بل بدأ بحسب خطة وُضعت سابقاً مع المحور، الذي يضم إيران و«حزب الله» وحركة «حماس» وحلفائهم في المنطقة، قبل نحو ستة أشهر، حيث اجتمع القادة من فلسطين ولبنان والعراق وسورية واليمن لتنسيق العمل في ما بينهم حول الخطة المعدّة بما تنطوي عليه من خداعٍ وقعتْ فيه إسرائيل. وهذا يعني أن أمام رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خياران لا ثالث لهما: إما التفاوض على عشرات المعتقلين وإنهاء الحرب وإما الاستعداد لحرب أكثر شمولية.وتقول مصادر قيادية في «المحور» لـ«الراي» إن خطةَ رُسمت قبل 6 أشهر بين قادة المحور تَقَرَّرَ فيها وضْع سيناريو لخداع إسرائيل وجرّها إلى المفاوضات لإطلاق سراح الأسرى في سجونها وإظهار ضعفها، وتوجيه رسالة واضحة لأكثر من طرف بأنها ضعيفة في جيشها المتهالك، وفي واقعها السياسي الذي قدّم فرصة كبيرة لتنفيذ الخطة.ومن هنا حَشَدَ «حزب الله» قوةً ضخمةً من وحداته الخاصة، «الرضوان»، على الحدود موحياً لإسرائيل بأنه يستعد لعمل عسكري ما «وهذا ما دفع نتنياهو لحشْد قوات عسكرية على الحدود مع لبنان خوفاً من تنفيذ الحزب تهديده بخرق الحدود اللبنانية للسيطرة على بعض المستوطنات الحدودية».وتضيف المصادر أن «قادة المحور تحضّروا في غرفة عمليات لتنسيق العمل في ما بينهم عبر الحدود، وتجهّزوا من خلال مناورة وخطة عمل عسكرية عندما تحين ساعة الصفر. وهذا يشرح كيف أن ثكنات عسكرية إسرائيلية في غلاف غزة لم تكن تحوي القوات المعتادة لأن الحركة العسكرية على الحدود اللبنانية أوهمت القادة الإسرائيليين بأن المعركة، إذا حصلت، ستقع في مكان آخَر».وتؤكد المصادر أن «الهجوم الصاروخي (من حزب الله) على تلة الرادار وتلال كفرشوبا ومزارع شبعا المحتلة (صباح أمس الأحد) لم يكن مَرْحلياً ولا لجذْب الأنظار أو لحرْف الاهتمام عما يحصل في غزة ومحيطها، بل هو بداية لعمل عسكري متدحرج من المحتمل أن يصل إلى حرب شاملة إذا لم يرضخ رئيس الوزراء الإسرائيلي ويتقبّل خسارته ويكتفي بالقصف الذي قام به على غزة ويجلس إلى طاولة المفاوضات، وإلا فإن الأمور ستتوسع لتضم دولاً أخرى داخل (المحور) في وقت لاحق ومن دون حرق مراحل واستعجال الأمور»، معتبرة «أن الجيش الإسرائيلي أثبت عدم تماسكه بينما تعاظمتْ قوة (المحور) وهو مستعدّ للمواجهة، إذا أصرّ نتنياهو على تعنّته وحاول إيجاد منطقة عازلة بتهجير عدد أكبر من الفلسطينيين على حدود غزة».وتَعتقد المصادر «أن الأمور مفتوحة على جميع الاحتمالات، إلا أن ليس من مصلحة أميركا رؤية الشرق الأوسط يذهب نحو حرب بينما إدارة الرئيس جو بايدن مشغولة بروسيا والصين»، مشيرة إلى أن الأمر بات يتعلّق «بمستقبل نتنياهو الذي سيَسقط لا محالة هو وحكومته المتطرفة بعد انكشاف الغبار وانتهاء المعركة إذا بقيت في حدود غزة».وهكذا تبقى الأوضاع مفتوحةً على مصرعيها لاحتمال أكثر خطورة، إلا في حال قبول إسرائيل بأن هيبتها دمّرتها حفنة من الفلسطينيين الذين يريدون استعادة الأرض ومعاملتهم بإنسانية وعدم إذلالهم والتعدي على حقوقهم الإنسانية والشرعية والدينية. فهل تتدحرج الأمور نحو الأسوأ؟ الأيام المقبلة ستحمل الجواب الشافي.

مشاركة :