«هوليوود» تعيد إحياء أفكار قديمة لجني الأرباح

  • 10/9/2023
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

لقد عاد كتّاب «هوليوود» إلى العمل سعداء بعقودهم الجديدة بعد 5 أشهر حامية من الإضراب، وإذا تمكّن الممثلون المضربون من التوصل إلى اتفاق مع الاستوديوهات في غضون أسبوع أو اثنين، كما يأمل الكثيرون، فستعود الأضواء لتسطع فوق «هوليوود» من جديد عمّا قريب. بيد أن أي احتفالات في «هوليوود» قد تكون وجيزة؛ إذ لا يزال يتعين على «ديزني» والاستوديوهات التقليدية الأخرى أن تحقق أرباحاً من خدماتها للبث، وسط تراجع حاد لأعمالها التلفزيونية التي اتسمت بالقوة في يوم من الأيام. ويعني خفض الاستوديوهات للتكاليف، بالنسبة للكُتّاب والممثلين، أنه بينما سيكسبون مبالغ أكبر بفضل عقودهم الجديدة، فمن المحتمل أن يقل عدد العروض التي ستحصل على الضوء الأخضر، مقارنة بفترة «ذروة التلفاز»، وهي فترة امتدت منذ 2009، وتبدو وكأنها انتهت هذا العام. وصرح أحد كبار المديرين التنفيذيين في «هوليوود» قائلاً: «لقد أبلى الكتّاب بلاءً حسناً بالفعل» في مفاوضات العقود، لكنه لفت إلى أنه ستكون هناك «تداعيات» من جراء الصفقة. وذكر: «ستكون منصات البث أكثر تحفظاً» فيما يتعلق بميزانياتها، متابعاً: «سيكونون أكثر وعياً بالتكلفة، وسيطوّرون قدراً أقل من المحتوى». لقد تمكّن الكتّاب من الحصول على أجور أعلى على نطاق واسع في اتفاقهم الجديد الذي يمتد لثلاثة أعوام، إضافة إلى إمكانية الحصول على عائدات تتعلق بحقوق المؤلف من العروض الناجحة. وبصفة عامة، تصل قيمة الحزمة الجديدة إلى 233 مليون دولار إضافية سنوياً، أي أقل من الـ429 مليون دولار التي كانوا يطالبون بها، لكنها أكبر بكثير من العرض الأولي الذي تقدمت به الاستوديوهات. من المؤكد أن يرفع الاتفاق الجديد مع الممثلين التكاليف على الاستوديوهات. ويشدد أعضاء من كلتا النقابتين على قدرة الاستوديوهات على تحمل زيادات الأجور رغم المعوقات التي تواجه الصناعة، ويشيرون إلى المرتبات المرتفعة للمسؤولين التنفيذيين وحسابات الربحية طويلة الأجل للشركات، معتبرين إياها دليلاً على قدرة هذه الاستوديوهات على تحمل زيادة الأجور. مع ذلك، وبعد ضخ المليارات في خدمات البث، تتعرض الاستوديوهات إلى ضغوط للحفاظ على حجم الإنفاق على المحتوى. وقد أبقت «نتفليكس» على ميزانية مستقرة تقارب 17 مليار دولار منذ 2021، لكن الفرق هنا يكمن في أن «نتفليكس» تجني أرباحاً، خلافاً لخدمات البث التي أطلقتها استوديوهات مثل «والت ديزني» و«إن بي سي يونيفرسال» التابعة لـ«كومكاست»، و«باراماونت». وأعلنت «وارنر براذرز ديسكفري» أن خدماتها للبث حققت ربحاً هذا العام، بينما خسرت عمليات البث لـ«ديزني» ما يفوق 11 مليار دولار منذ إطلاقها في 2019. ولا تتوقع الشركة أن تبلغ نقطة التعادل حتى العام المقبل. وفي خضم الاندفاع إلى تحقيق الربحية، ترفع غالبية خدمات البث من أسعارها، بل وأعلنت عرض إعلانات، وهي فكرة كانت تُعد من المحرمات سابقاً في صناعة كان من المفترض أن تنتعش بفضل الزيادة المتواصلة للاشتراكات الجديدة، لكن يبدو أن الأفكار القديمة عن كيفية جني المال من التلفاز قد عادت فجأة إلى الطاولة. وتشمل الاستراتيجيات القديمة التي تستعيد بريقها من جديد منح منصات العرض المباشر تراخيص بث عروضها لبعضها البعض؛ ما يسمح للشبكة الأصلية بمواصلة جني المال من عرض ما، بعد عرضه الأول. ومن المرجح أيضاً مواصلة رفع أسعار الاشتراك في بعض خدمات البث، بما في ذلك «نتفليكس». وثمَّة استراتيجية أخرى تنطوي على إلغاء العروض الباهظة أو ذات الأداء الضعيف. ويبدو أن منصات البث شرعت بقوة في إيقاف عدد من العروض، خاصة في الأشهر الأخيرة، فألغت «هولو» مسلسل «ذا غريت»، وأوقفت خدمة «ماكس» التابعة لـ«وارنر براذرز» مسلسل «ويننغ تايم» بعد موسمين فقط من انطلاقه. وكان هناك نقاش أيضاً حول اتخاذ خطوة أكثر جذرية، من شأنها تقليل خيارات الانغماس في عادة غالباً ما ارتبطت بمنصات البث، وهي ما يطلق عليه «نهم المشاهدة». وكانت «هولو» سباقة في هذا الصدد بعرضها حلقات أسبوعية منتظمة لعروض ناجحة، مثل «وايت لوتس» و«ساكسيشن» و«ويننغ تايم». وذكر المدير التنفيذي: «قد تقول بعض خدمات البث: نحن نضيع كل ما في جعبتنا في وقت واحد». وتساءل: «هل يبدأ بعضها في (بث) عروضها بطريقة مختلفة؟ وهل سيعني هذا أنها لن تكون مضطرة إلى إنتاج الكثير من العروض؟». ومع عودة رواج فكرة شد الأحزمة في «هوليوود»، فقد يبدو أن هذه الفكرة تحظى بفرصة للحصول على الضوء الأخضر. كلمات دالة: FT طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

مشاركة :