كان الاسرائيليون يعدّون العدة ويضربون الاخماس بالاسداس انتظاراً لـ"مفاجآت" حزب الله في اي مواجهات مرتقبة بين الجانبين، ومن اسوأ السيناريوهات التي كانوا ينتظرونها إمكان دخوله الى المستوطنات عبر انفاق حدودية والعمل على زعزعة الداخل الاسرائيلي. ما حصل في اليومين الماضيين لم يكن ابنة ساعته، وكثير من المحللين والمتابعين العسكريين، يجزمون (ولو لا يملكون اي دليل حسي)، على انّ عناصر من حزب الله والحرس الثوري لا بد وان يكونوا ضمن عداد الالف فلسطيني الذين خرقوا الجدران الاسرائيلية وقاموا بالعمليات العسكرية الميدانية. ويقول هؤلاء ايضاً انه -ومن دون التقليل من اهمية عناصر حماس- لا يمكن لفصيل حماس ان يشنّ كهذه العملية الدقيقة بمثل هذه الكفاءة العالية، من دون تواجد عناصر للحزب والحرس الثوري في عداد المنفذين، فكيف يمكن تفسير التخطيط المتقن بهذا الحجم وعلى اكثر من 50 مركز اسرائيلي في الوقت نفسه، واين تدرّب عناصر الحركة على عمليات الانزال الجوّي وهم لا قدرة لهم على التنقل من منزل الى آخر من ون الخضوع لمراقبة دقيقة من الاستخبارات الاسرائيليّة، ومن يستطيع القيام بمثل هذه الحملات الاعلاميّة العسكريّة تحت اسم "الاعلام العسكري" بهذا الاحتراف؟. ويجدد هؤلاء الخبراء تأكيدهم ان كل هذا لا يقلّل من شأن عناصر حركة "حماس" الذين تواجدوا على الارض بكثافة، انما يشير الى انّ الحزب بالتكافل والتضامن مع "حماس" وايران، تمكن بغفلة من الاسرائيليين، من الضرب في الصميم للمرة الاولى منذ عقود كبيرة من الزمن، وهزّ اسس الكيان الاسرائيلي القائم على الامن والعسكر والتفوق النوعي بالاسلحة والتكنولوجيا، اذ لطالما تفاخر الاسرائيليون بأنهم"اسياد" المنطقة عسكرياً، فإذا بهم يتلقون لكمة قاسية طرحتهم ارضاً لم يستطيعوا بعد الاستيقاظ من تأثيرها. لغة الارقام لا تكذب، فإن الخسائر البشرية التي تكبدها الاسرائيليون في يوم واحد تفوق بأضعاف ما تكبدوه خلال عقود من الزمن، ناهيك عن انّ الهالة المعنويّة التي كانت تواكب الجيش الاسرائيلي انهارت تماماً بعد ان استغرق الوقت، باعتراف المستوطنين الاسرائيليين انفسهم، اكثر من سبع ساعات على بدء وصول قوافل الجيش لمواجهة العناصر الفلسطينيّة المسلحة، فضلاً عن انّ اعداد الاسرى الاسرائيليين كبيرة جداً وهي كفيلة بأن تشكّل "قبة حديدية" لايّ عمل عسكري شامل قد يخطّط له المسؤولون الاسرائيليّون. ولا يخطئن احد بإغفال اهمية الروح المعنويّة في مثل هذه الحالات، فمشاهد القتلى والجرحى والاسرى تحفر عميقاً في ذهن الجنود الاسرائيليين وتذكّرهم بأنّهم فشلوا في المهمّة التي نشأوا على تنفيذها، وهي ابقاء الحرب خارج الحدود التي رسموها بالقوّة وبرضى دولي، ولن يكونوا بمنأى عن الخطر الفعلي لانّهم اصبجوا من دون حماية وسقطت كل النظريات والاستراتيجيات التي دأبوا على وضعها منذ العام 1948 وحتى الامس القريب. بات لسان حال الاسرائيليين بعد يوم السبت 7/10/2023، ما قاله الراحل جمال عبد الناصر بعد نكسة العام 1967 لتبرير تدمير سلاح الجو المصري "انتظرناهم من الشرق فأتوا من الغرب". هذا ما يقوله الاسرائيليون اليوم في قرارة نفسهم: انتظرنا حزب الله من الشمال، فأتى من الداخل، ولكنّ هذا التبرير لن يمحو الضربة القاسية جداً التي مني بها الاسرائيليون والتي ستلاحقهم عبر التاريخ، وقد تكون بداية تغيير في المشهد العام للوضع في المنطقة ككل، بعد التطورات السّياسية التي شهدها ويشهدها الشرق الاوسط. من المؤكد اننا لا نزال بعيدين عن زوال اسرائيل، ولكن قد يكون من المفيد الاخذ في الاعتبار إمكان حصول كلام جدّي في قيام دولة فلسطينيّة، ما لم تنجح العقول الاستخباراتيّة الاجنبيّة في قلب المعايير مجدداً. كانت هذه تفاصيل خبر الاسرائيليون انتظروا حزب الله من الشمال فأتى من الداخل لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد. كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على النشرة (لبنان) وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.
مشاركة :