تواصل القتال العنيف بين مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية حماس والجيش الإسرائيلي لليوم الثاني في ظل مواجهة دامية غير مسبوقة منذ سنوات. وصرح الناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحماس أبو عبيدة في تسجيل صوتي بأن " مقاتلي الكتائب لا يزالون يخوضون اشتباكات ضارية وبطولية ويواصلون القتال على محاور عدة ". وذكر أبو عبيدة أن قيادة القسام تمكنت منذ ليلة أمس باستبدال بعض قوات القتال بقوات أخرى، كما تقوم مدفعية القسام بالدعم الناري بقذائف الهاون والصواريخ. من جهته قال الجيش الإسرائيلي في بيان إن اشتباكات تجرى في هذه الساعة في كفار عزة، فيما يتم تمشيط العديد من القرى والمدن، مؤكدا أن القوات تتواجد في جميع القرى والمدن. وأعلن الجيش أنه سيتم إجلاء جميع سكان المنطقة المحاذية لقطاع غزة خلال الـ 24 ساعة القادمة. فيما أفادت الإذاعة العبرية العامة بأن مجموعة من عناصر حماس اختطفوا مركبة في منطقة مبيكيم ويتجهون بها نحو الشمال باتجاه أشدود وتجري مطاردتهم من قبل قوات الأمن إلى أن يتم إلقاء القبض عليهم في نهاية المطاف. وقالت الشرطة الإسرائيلية في بيان "نحن بعيدون كل البعد عن الإعلان عن نجاحنا في القضاء على جميع المسلحين الذين تسللوا من غزة". وأضاف البيان "لا زال هناك مسلحون في الغلاف، وعلى المواطنين الاستمرار في الالتزام بتعليمات القيادة الداخلية". وشنت كتائب القسام في ساعة مبكرة من صباح أمس هجوما مباغتا على إسرائيل حمل اسم "طوفان الأقصى" تضمن إطلاق آلاف الصواريخ من طائرات مسيرة انتحارية وتسلل عشرات المسلحين إلى البلدات والمستوطنات الإسرائيلية المحاذية للقطاع. في المقابل رد الجيش الإسرائيلي بإطلاق عملية "السيوف الحديدية" تضمنت شن عشرات الغارات المكثفة على مواقع عسكرية لكتائب القسام وأبراج ومنازل سكنية بينها لقادة حماس ومؤسسات حكومية وأراض زراعية. وأدى القصف المتبادل بين الجانبين حتى الآن إلى مقتل 313 فلسطينيا بينهم أطفال وإصابة أكثر من 1900 بجروح متفاوتة بينها حالات خطيرة، في المقابل قتل 350 شخصا في إسرائيل وإصابة أكثر من 1800 آخرين بجروح مختلفة وفق إحصائيات فلسطينية وإسرائيلية رسمية. ونفذ سلاح الجو الإسرائيلي ما لا يقل عن 426 غارة جوية في قطاع غزة، ودمرت مباني سكنية متعددة الطوابق. وذكر الجيش أن الطائرات المقاتلة قصفت مجمعا استخباراتيا لحماس، ومجمعا عسكريا جويا، وموقع لإنتاج الأسلحة الجوية تابع لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية التي انضمت إلى القتال مع حماس. يأتي ذلك فيما قرر المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية للحكومة الإسرائيلية أن هدف الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة هو تدمير القدرات العسكرية لحماس والجهاد الإسلامي بطريقة تمنع قدرتهم واستعدادهم لتهديد ومهاجمة المواطنين الإسرائيليين لسنوات عديدة، بحسب بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وقال نتنياهو في البيان: "إننا مقبلون على حرب طويلة وصعبة تم فرضها علينا"، مضيفا أن المجلس الوزاري قرر كذلك وقف إمدادات الكهرباء والوقود والسلع إلى قطاع غزة. من جانبه، أعلن حزب الله اللبناني الموالي لإيران أنه قصف ثلاثة مواقع إسرائيلية بالصواريخ والقذائف في مزارع شبعا اللبنانية، فيما رد الجيش بقصف مناطق في جنوب لبنان. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن المدفعية الإسرائيلية قصفت المناطق التي أطلقت منها القذائف، فيما أغارت مسيرة بدون طيار على موقع يتبع لحزب الله. ودعت حماس مرارا حلفاءها في المنطقة إلى الانضمام إليها في جولة القتال مع إسرائيل وإطلاق ما تعتبره حرب وحدة الساحات، فيما هدد المسئولون الإسرائيليون بالرد العنيف على أي هجوم يستهدف البلاد.
مشاركة :