قتل وأصيب 4 أشخاص مدنيين من أسرة واحدة، أمس، بقصف شنته جماعة الحوثي على الأحياء السكنية بمدينة تعز جنوب غرب اليمن. وأفادت مصادر محلية بأن جماعة الحوثي استهدفت منزلاً لأحد النازحين في حي الدعوة شرقي مدينة تعز، بقصف مدفعي، ما أدى إلى مقتل طفلة وإصابة والديها وشقيقتها بجروح متفاوتة، فيما جرى نقل الجرحى إلى مستشفى الثورة العام لتلقي العلاج. وفي سياق منفصل، أفاد تقرير دولي حديث، بأن توقف تصدير النفط في أعقاب الهجمات الحوثية، كلف الشعب اليمني خسائر بأكثر من مليار دولار في 10 شهور، ما أعاق مواجهة الحكومة الشرعية للتحديات الاقتصادية والإنسانية المتردية في البلاد. وقال تقرير صادر عن «شبكة نظام الإنذار المبكر بالمجاعة»، إن تهديدات الحوثيين باستهداف منشآت وموانئ تصدير النفط الحكومية، والمستمرة منذ أكتوبر 2022، كلفت الحكومة المعترف بها خسائر إجمالية بلغت أكثر من مليار دولار أميركي حتى يوليو الماضي. وأشار التقرير إلى أن الحكومة لا تزال تواجه نقصاً حاداً في الإيرادات، نتيجة توقف تصدير النفط، بالإضافة إلى انخفاض إنتاجه بنحو 85%، جراء فقدان أسواق التصدير، «باعتبار أن النفط كان أهم مصدر للإيرادات الحكومية، حيث كانت صادراته تمثل 70% من إجمالي الإيرادات قبل الصراع». ووفقاً للتقرير، فإن هذه الخسائر تحُدّ بشكل كبير من قدرة الحكومة على مواجهة التحديات والأعباء الاقتصادية والإنسانية القائمة، كما تفاقم الكارثة الإنسانية في اليمن عموماً. وحذر محللون وسياسيون يمنيون من استمرار الانتهاكات التي ترتكبها جماعة الحوثي، وانعكاساتها على تعثر جهود إحلال السلام في اليمن. وقال المحلل السياسي اليمني الدكتور عبدالملك اليوسفي، إن فرص نجاح جهود الوساطة العربية، لإحلال السلام وعودة الاستقرار إلى اليمن وتجديد الهدنة، مرتفعة، رغم الجرائم والانتهاكات الحوثية. وأوضح اليوسفي، في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن هناك إرادة قوية من الأشقاء العرب، وإرادة دولية للتحول نحو مسار السلام؛ ولكن للأسف كل هذه الجهود المثمنة تصطدم دائماً بتعنت جماعة الحوثي، وعدم الرغبة في دفع مسارات السلام، والتي يجب أن تتم، للعودة بالدولة اليمنية والحياة السياسية لطبيعتها، بعيداً عن الصراعات والنزاعات المسلحة. وأعرب المحلل السياسي عن ثقته في قدرة الدول العربية للوصول إلى تسوية سياسية، وتهيئة الحالة اليمنية للدخول في مشاورات الحل الشامل للسلام مع جماعة الحوثي، وحل كل القضايا العالقة، محذراً من وقوف جماعة «الحوثي» حجر العثرة أمام أي تسوية سياسية، وتعطيل عودة السلام في اليمن. من جانبه، قال وزير الأوقاف اليمني السابق وعضو الفريق القانوني لمجلس الرئاسة القاضي الدكتور أحمد عطية، إن السعودية وسلطنة عُمان، تبذلان جهوداً جبارة لوضع حد لانتهاكات جماعة الحوثي منذ انقلابها على الشرعية في 2014، لعودة الاستقرار، وحقن دماء الشعب اليمني. وأوضح وزير الأوقاف اليمني السابق، في تصريح لـ«الاتحاد»، إلى أن جهود الوساطة لتحقيق السلام في اليمن، يقابلها الحوثي بأعمال عدائية ضد المدنيين، وقصف المدن الآهلة بالسكان. ونوه عطية بأن جماعة الحوثي تقوم بأعمال استفزازية للشعب اليمني، حيث نظّمت منذ أيام عرضاً عسكرياً ضخما في صنعاء بعد 9 سنوات من سيطرتها على العاصمة اليمنية، في استعراض قوة يأتي في الوقت نفسه الذي تعقد فيه المفاوضات لإنهاء النزاع الدامي في اليمن الغارق في الحرب؛ بهدف إيصال رسائل بأنه لا يريد السلام ويريد الحرب. واختتم وزير الأوقاف السابق، أن اليمن يثمن جهود الوساطة العربية، ويشد على الأيدي لمواصلة المسيرة لتحقيق السلام، رغم ما حصل من جماعة الحوثي، لعلنا نصل إلى مخرج لهذه الأزمة.
مشاركة :