واشنطن بوست: لا وجود لخطة بديلة في «جنيف 3» ومصير الأسد نقطة خلاف

  • 3/16/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تعليقاً على انطلاق مفاوضات السلام "جنيف 3" بشأن سوريا يوم أمس الاثنين، وصفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية هذه المفاوضات بأنها الفرصة الأخيرة لتجنب المزيد من سفك الدماء في الحرب السورية التي اندلعت بسبب الانتفاضة السلمية منذ خمس سنوات وتحولت إلى حرب أهلية كارثية في نهاية المطاف. وترى الصحيفة أنه على الرغم استمرار الانقسامات الشديدة، فإن الأطراف المتحاربة قد وافقت على استئناف المفاوضات مرة أخرى في جنيف، برعاية الأمم المتحدة، من أجل تسوية خلافاتها، مشيرةً إلى انهيار مفاوضات مماثلة منذ أكثر من شهر تقريباً بسبب الغارات الجوية، المدعومة من روسيا، التي شنتها القوات الحكومية بالقرب من شمال مدينة حلب السورية. لا خطة بديلة وتشير "واشنطن بوست" إلى المخاطر الكبرى لاستمرار الحرب الأهلية السورية التي أودت بحياة أكثر من ربع مليون نسمة، وتسببت في أزمة غير مسبوقة للاجئين، ناهيك عن توفير بيئة مواتية لصعود الجماعات الإرهابية المتطرفة. وتؤكد الصحيفة على وجهة نظر ستافان دي ميتسورا، وسيط الأمم المتحدة في محادثات السلام، التي صرح بها للصحافيين في مقر الأمم المتحدة في جنيف، حيث قال: "إن الخطة البديلة الوحيدة المتاحة هي العودة إلى الحرب، التي ستكون أسوأ مما شهدناه حتى الآن". وتنوه "واشنطن بوست" أن دي ميتسورا يخطط إلى عقد محادثات مع وفود الحكومة والمعارضة، كل على حدة، فيما يُطلق عليه "محادثات غير مباشرة". الأسد نقطة الخلاف وعلى الرغم من تصريحات دي ميتسورا بأن الاجتماع مع الوفد الحكومي السوري برئاسة بشار الجعفري كان "مفيداً وموضحاً لكثير من القضايا"، ومن المقرر عقد اجتماع آخر يوم غداً الأربعاء في أعقاب اجتماع دي ميتسورا مع المعارضة السورية اليوم الثلاثاء، فإن مصير الرئيس السوري بشار الأسد، بحسب "واشنطن بوست"، يظل نقطة الخلاف الرئيسية في إيجاد حل للنزاع. وتوضح الصحيفة أن المسؤولين السوريين قد رفضوا دعوات المعارضة لتشكيل حكومة انتقالية تتمتع بسلطات تنفيذية كاملة، إذ ينطوي هذا الحل على استبعاد الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة. وتقول الصحيفة: "على الرغم من أن مستقبل بشار الأسد لا يزال يشكل أهم العقبات في مفاوضات السلام، فإن رموز المعارضة يعتقدون في وجود بارقة أمل لحل الأزمة، إذ يستشهد بعضهم بنجاح الهدنة الجزئية في الاستمرار لأكثر من أسبوعين برعاية الولايات المتحدة وروسيا، بغض النظر عن الانتهاكات التي تقوم بها قوات بشار الأسد، بما في ذلك محاولات الاستيلاء على الأراضي والغارات الجوية على السكان المدنيين". وبحسب "واشنطن بوست"، يرى عدد من ممثلي المعارضة، الأعضاء في اللجنة العليا للمفاوضات: "أن وقف الأعمال العدائية هي الشيء الوحيد الذي يمكن القيام به الآن، فقد أصاب التعب الجانبين المتحاربين، وثمة شعور قوي بأن الحل الوحيد لإنهاء هذا الصراع هو الحل السياسي". وتدعو المعارضة، كما تشير الصحيفة، روسيا إلى استخدام نفوذها لكبح جماح الحكومة السورية، والسيطرة على التظام السوري وإجباره على الالتزام بوقف الأعمال العدائية. اختطاف الثورة وتضيف واشنطن بوست: "قبل خمس سنوات، لم يتوقع السوريون أن تتحول الانتفاضة السلمية التي قاموا بها ضد الرئيس بشار الأسد إلى حرب عنيفة بالوكالة بين الجهات الإقليمية الفاعلة، وكذلك لم يتوقعون أيضاً أن يتم اختطاف ثورتهم من قبل تنظيم داعش الإرهابي وجبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي". وتختتم الصحيفة بالتأكيد على أن تجديد مظاهرات الشعب السوري يوم الجمعة الماضي يُعد بمثابة رسالة بأن الثورة لا تزال مستمرة لدى الكثير من الشعب السوري.

مشاركة :