كشف الممثل السوري جمال سليمان أن معارضته لـ “النظام السياسي” في بلاده لن تمنعه من القبول بتجسيد دور الرئيس الراحل حافظ الأسد، مؤكداً أن إنتاج فيلم عن الأخير غير وارد حالياً. سليمان أضاف في لقاءٍ مع موقع ”الفن”، أن “الملفات التي كان يمسك بها الرئيس حافظ الأسد لم تغلق بعد، بل وأضيف عليها أن الرئيس الراحل ما زال موجوداً في قلب الأحداث الحالية في سوريا” حسب تعبيره. ثورة سوريا.. مختلفة ”الفن” أجرى اللقاء مع سليمان بمناسبة مرور 5 سنوات على اندلاع الثورة السورية، حيث كشف العضو السابق في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أنه كان يراقب “الربيع العربي” بمزيج من الفرح والقلق، لأنه كان مدركاً تماماً أن سوريا مقبلة على احتجاجات ومطالبات بالإصلاح، “لكني كنت قلقاً بشأنها، لإيماني بأن السلطة لن تمرر الأمور كما مرت في كل من مصر وتونس”. وأشار سليمان أن الذكرى تحولت لاحقاً إلى كارثة، “وما أقرأه اليوم عن تلك الفترة هو الكثير من الاحترام والتقدير لدماء شبان من الطرفين انطلقوا ونواياهم طيبة، طرف انطلق ليطالب بالإصلاح فتم قمعه ومن ثم قتله، وطرف مأمور من قبل الدولة كان ينفذ أوامر فظنّ بأنه يدافع بها عن بلده، قبل أن يدخل التطرف على الخط وتتشكل مجموعات جهادية استغلت الموقف وراحت تقتل من الطرفين بكل أسف”. كما لم يخفِ سليمان إيمانه بـ “نظرية المؤامرة”، والتي يرى أنها لا تصنع ظرفاً بل “تستفيد من ظرف أنت من يصنعه”، فهناك مؤامرة استفادت من الظروف التي كانت تعيشها سوريا وباقي البلدان العربية، حيث أوجدت الظروف المناخ الملائم للمؤامرة لتنجح في برامجها. وجهة نظر الممثل السوري أن المؤامرة الكبرى في البلاد العربية تتجلى بالاستئثار بالسلطة، وباستشراء الفساد، إضافةً إلى عدم اعتراف السلطات بالتقصير، ما أدّى إلى توفر المناخ الذي تريده المؤامرة الخارجية لتنجح. كما اعتبر سليمان أن الجحيم الأكبر الذي ينتظر سوريا هو “التقسيم الذي بدأ تداوله بلا خجل في الآونة الأخيرة بخلاف السنوات الثلاث الماضية، حيث كان يلفظ بخجل على ألسنة المسؤولين الغرب والروس”. لماذا حافظ الأسد؟ على صعيدٍ آخر، اعتبر الممثل الذي ينحدر من منطقة الساحل السورية أن إنتاج فيلم عن الأسد الأب سيصبح ممكناً عندما تغلق الملفات المتعلقة بالحرب المستعرة في البلاد، “ومنها ما هو خارجي ومتعلق بعملية السلام في الشرق الأوسط، والتي كان الأسد الأب لاعباً رئيسيا فيها، فسيكون إنتاج الفيلم وارداً وسأكون جاهزاً لتجسيد الشخصية لو طلب ذلك مني”. سليمان أرجع موافقته على تجسيد شخصية الأسد الأب - رغم معارضته - إلى أنه ممثل، والممثل حسب رأيه لا يتبنى الشخصية التي يؤديها، وكذلك لا يهم إن كان يكرهها منوهاً إلى أن “الرئيس حافظ الأسد له إيجابيات وسلبيات، ولكني كممثل سأؤدي الدور خدمةً للفن، من دون النظر إلى الإيجابي والسلبي”. كما كشف الممثل البالغ من العمر 56 عاماً أن معارضته للنظام السياسي في سوريا بدأت بعد في العام 2000، حيث كان دائماً ما يقول “نحتاج في سوريا إلى تغيير ديمقراطي حقيقي، لأن ذلك من تحديات القرن الـ 21”، خاصةً بعد دخول أميركا إلى العراق في العام 2003، حيث زاد خوفه على مستقبل سوريا أكثر.
مشاركة :