بالتزامن مع الاحتفاء بـ «اليوم العالمي للصحة النفسية»، نتطرق لأهمية العوامل النفسية التي تساعد المرضى على التعايش مع مرض سرطان الثدي، والذي لا يخلو من التحديات، لاسيما أن المصابين يعيشون مشاعر القلق والخوف العميق من المستقبل الغامض، فضلاً عن الانعزال عن المجتمع، نتيجة الأضرار الجسدية المصاحبة للمرض، والتي تنعكس بدورها على الحالة النفسية للمرضى، وتحت هذا السيل من الضغط النفسي، يركن المريض إلى العزلة والاكتئاب، ولا يتوقف هذا الأثر النفسي عند ذلك الحد، بل يمتد نطاقه ليؤثر على عائلة وأحباء المريض الذي يفقد السيطرة على مجريات حياته، وعلى علاقاته الاجتماعية نتيجة ما يتعرض له من أحاسيس سلبية. منظومة التعايش جورفين رينجر، اختصاصية علم النفس السريري للبالغين، قالت إن التعايش مع مرض سرطان الثدي يتطلب التعامل مع مجموعة متنوعة من التحديات، موضحة أن الاهتمام بالصحة النفسية هو جزء مهم من منظومة التعايش، حيث إن الكثير من المرضى الذين تحسنت صحتهم النفسية زادت مرونتهم وقوتهم في مواجهة المرض، وتغيرت رؤيتهم للحياة، وتعززت علاقاتهم بأحبائهم. وأضافت رينجر أن رحلة الصراع مع هذا المرض تحتاج إلى دمج عنصرين أساسيين، يتمثل الأول في «الإسعافات الأولية النفسية»، التي نعتبرها المخرج الرئيسي نحو التعامل مع هذا الضيق النفسي، حيث يمكنها استيعاب المريض وتهدئته، بينما يتمثل العنصر الثاني في «الرعاية الذاتية»، لأنها تلعب دوراً بارزاً في تحسين صحتنا البدنية والنفسية على حد سواء، مؤكدة مجموعة من التوجيهات التي تعزز هذه الخطوات بشكل فعّال. عادات إيجابية وتنصح رينجر بأهمية التعاطف مع الذات، بحيث لا يقسو المريض على نفسه ولا يؤذيها بالنقد أو الركون إلى الحزن والخوف، وعليه أن يحوِّل هذه المحنة إلى منحة تدفعه بشكل إيجابي للبدء من جديد نحو تحسين نفسيته وصحته، وأن لا يغْرَق في القلق والتفكير في المستقبل، ويركّز انتباهه على التنفس المنتظم ويفكّر في اللحظة الحالية فقط، ما يساعده على تقليل التوتر وطرد الأفكار السلبية، كما أن اتباع عادات إيجابية قد تساعده كثيراً في التعايش، مثل الراحة والهدوء، وتناول وجبات متوازنة، والتواصل مع الأصدقاء، وممارسة بعض الهوايات، وعليه أن لا يحمِّل نفسه أكثر من طاقتها، فمن الطبيعي أن يجد نفسه قادراً في بعض الأيام على القيام بأكثر مما يستطيع والعكس صحيح، ويمكنه منح نفسه وقتاً كافياً للراحة والاسترخاء ليجدد طاقته، كما أن شعوره بالفرح بأقل الإنجازات، يحَفِّزه على تجاوز الأزمة ويعزز ثقته بنفسه. خيارات العلاج شددت جورفين رينجر، اختصاصية علم النفس السريري للبالغين من عيادات ساج، على أهمية الدعم الاجتماعي والنفسي للتعايش مع السرطان، حيث إن التواصل الفعال مع الأحباب، حتى وإنْ كان عبر الإنترنت مهم للغاية، مع ضرورة إلمام المريض بمعلومات كافية حول تشخيص حالته وخيارات العلاج المتاحة، ومن شأن ذلك مساعدته على اتخاذ قرارات مناسبة بشأن رعايته الصحية، مع الابتعاد عن حالات الارتباك والالتباس، والحصول على المعلومة من مصادر موثوقة، والاستعانة بالخبراء النفسيين لمساعدته على تخطي بعض الصعوبات.
مشاركة :