«إسرائيل» وتكميم الأفواه

  • 3/16/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي، مقر فضائية فلسطين اليوم، وشركة ترانس ميديا في رام الله، واعتقال مدير مكتب الفضائية بالضفة الغربية المحتلة، إلى جانب عدد من الصحفيين الفلسطينيين، ومصادرة وتخريب محتويات ومعدات المقرين، وإصدار أمر عسكري بإغلاق المكتب، هو تصعيد للسياسة الإسرائيلية الممنهجة لتكميم أفواه الإعلاميين الفلسطينيين، وتأكيد على مدى خشية الكيان الصهيوني من سلاح الإعلام، الذي ينقل الأحداث والحقائق من أرض المواجهة إلى الرأي العام، ليشكل موقفاً مضاداً للانتهاكات والجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال ضد الفلسطينيين العزل وممتلكاتهم ومقدساتهم. لقد أدرك الاحتلال مبكراً، الأهمية الاستراتيجية للإعلام في تنفيذ مخططاته العدوانية والتوسعية، لذا أقامت العديد من الإمبراطوريات الإعلامية داخل فلسطين المحتلة وفي العالم، خاصة في الولايات المتحدة، حيث تعمل هذه الإمبراطوريات على ممارسة التضليل وتلميع صورة الكيان الصهيوني، وإظهاره بمثابة الضحية لكسب الرأي العام العالمي وتعاطف الشعوب والحكومات معه، وهذا ما نجح في تحقيقه، بعد أن طوع وسائل الإعلام العالمية المختلفة، لخدمة أهدافه الخبيثة ومخططاته العدوانية، منذ وعد بلفور المشؤوم إلى وقتنا الحاضر. إلا أن وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية، بقيت مثل الشوكة في حلق إسرائيل، تنقل الوقائع من أرض المعركة وتوثق انتهاكات الاحتلال، وما أكثرها ضد أطفال فلسطين ونسائها وشيوخها، لذا كان لا بد أن يحاول الجنود الصهاينة وقادتهم تكميم وإخماد هذه الأصوات الصادقة. لم يكن الصحفيون الفلسطينيون، سوى حملة أقلام وكاميرات، توثق إرهاب الاحتلال أينما وجد، ومع ذلك تعرضوا لعمليات الإعدام والاغتيال والاعتقال، ويزخر التاريخ بشهداء القلم والفكر من أبناء الشعب الفلسطيني، أمثال غسان كنفاني وماجد أبو شرار والفنان ناجي العلي وغيرهم كثر، إضافة إلى تدمير وقصف العديد من مقار مراكز الأبحاث ووسائل الإعلام، سعياً إلى إسكات صوت الحق الفلسطيني.. وفي هذا السياق نفسه يأتي إغلاق فضائية فلسطين اليوم، بعد أن أغلقت في وقت سابق محطات إذاعية ومواقع إعلامية مختلفة في الضفة. من المؤكد أن الإرهاب الصهيوني ضد الإعلام الوطني الفلسطيني سيتواصل، لأن الكيان يخشى وصول الحقيقة إلى الرأي العام العالمي، وبالتالي افتضاح كذبه وزيف ادعاءاته، ما يزيد من شراسة جنوده ضد وسائل الإعلام الوطنية بملاحقة ومطاردة المنابر الإعلامية الفلسطينية والصحفيين العاملين فيها، ما يُحتم على وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية توحيد جهودها لإفشال المخططات الصهيونية وإبقاء صوت الحق الفلسطيني صادحاً من خلال تسليط الضوء على الهجمات المسعورة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في الضفة المحتلة والقطاع المحاصر والقدس. أهمية سلاح الإعلام في المعركة الوجودية مع الاحتلال، تُحتم على المنظمات والمؤسسات والفصائل الفلسطينية والدول العربية، حماية وسائل الإعلام في الداخل الفلسطيني، من قمع قوات الاحتلال وبطشها، ودعمها لتطوير الخطاب الإعلامي وتحديث أساليبه وزيادة عدد قنوات البث ووسائل الإعلام المختلفة، لتتمكن هذه المنابر الإعلامية من مواجهة الاحتلال والدفاع عن الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، في الاستقلال والحرية والعودة. الحقيقة الساطعة التي لا لبس فيها، أن سياسة الاعتقال والقمع الإسرائيلي بحق الإعلام الفلسطيني، ومهما ازدادت شراستها، لن تسكت الصوت الإعلامي الفلسطيني، لأنه صوت الحق والحقيقة، وصوت المدافعين عن الحريات الإنسانية، وأن الإعلام المرئي والمسموع وكل وسائل الإعلام الفلسطينية لن يقهرها جبروت وقمع الاحتلال الإسرائيلي، الذي يضرب بعرض الحائط كافة القوانين والأعراف الدولية التي تعطي الحق للصحفيين بممارسة عملهم بحرية كاملة. S2222s22s@hotmail.com

مشاركة :