سلام يناشد دول الخليج إبقاء مساعداتها وعدم التخلي عن لبنان

  • 3/16/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بيروت ــ حسين حمية: ناشد رئيس مجلس الوزراء اللبناني، تمام سلام، دول الخليج أن تُبقي على مساعدتها للبنان في وجه التحديات، وألا تتركه في عزلة، أو أن تتخلى عنه اليوم، فهي في السابق لم تفعل أي شيء من هذا القبيل. وفي لقاء مع عينة من المراسلين العرب بعد، ظهر أمس، كانت الخليج في عدادها، أبدى سلام حاجة لبنان ورغبته في التواصل مع المسؤولين في الخليج عبر تحديد موعد لزيارة بلدانهم يقوم من خلالها بشرح مستفيض لما عليه الموقف من لبنان، وهو الموقف الذي يتسم بالتضامن والتعاضد مع دولهم، ولا يمكن إلا أن يكون معها في وجه أي كائن من يكون. وشدد سلام على خيار الحكومة اللبنانية القاطع بالوقوف مع الإجماع العربي، معرباً عن ثقته بأن قيادات دول الخليج، وعلى رأسها الملك سلمان بن عبد العزيز لن يتخلوا عن لبنان، وسيظلون أحرص الجميع على لبنان مها كان بعض أوضاعه قد تسبّب لهم بالغضب، أو العتب، أو الزعل. وفيما يلي مجريات اللقاء. استهل سلام لقاءه بالقول مطلوب منا في كل وقت، ولا سيما اليوم في ظل المواقف المتخذة من الأوضاع اللبنانية، والغيوم التي تلف المنطقة، مواصلة العمل لتوضيح صورتنا الحقيقية كلبنانيين أمام أشقائنا العرب، لا سيما المسؤولين المعنيين في دول الخليج، بهدف الذود عن لبنان، وبالتالي الأعداد الكبيرة من اللبنانيين، الذين وبحسب كثير من المسؤولين في دول الخليج، جسدوا أفضل طاقة وكفاءة وكانوا الأكثر إخلاصاً وتفانياً في هذه الدول...، وشدد سلام على تطوير وتوضيح الصورة الإيجابية للبنانيين عن طريق بذل الجهود لمحاولة محو وتغيير الصورة السيئة والماضية التي علقت بأذهان أشقائنا مؤخراً عن لبنان واللبنانيين، إذ من غير المعقول ولا يمكن السماح أن تتحول علاقات عريقة ووثيقة عبر عقود مع أشقائنا في دول الخليج إلى علاقات يسودها الاهتزاز وتسبب الأذى إلى هؤلاء الأشقاء... وقال سلام إننا نتوجه لإخواننا في دول الخليج بالإقرار بأنه قد يكون قد حصلت أخطاء منا في خضم المواجهة والصراع الإقليمي بين دول الخليج ومعها الدول العربية، وبين أطراف إقليمية أخرى متجسدة بإيران.. قد يكون حصل تقصير وخطأ في مكان ما، إلا أن الأمر لا يعدو كونه تقصيراً غير مقصود، إذ إن اللبنانيين، في كل الأحوال، لا يسعهم أن ينسوا أفضال دول الخليج على لبنان، وأقول ذلك بكل صراحة وشفافية ووضوح.. هل يمكن أن ننسى اتفاق الطائف وسهر المملكة العربية السعودية على إنجازه وإبرامه لتخليص لبنان من حربه الأهلية البغيضة؟ هل يمكن أن ننسى اتفاق الدوحة عام 2008 وما بذله المسؤولون الخليجيون لتجنيب لبنان يومها من الذهاب إلى الانهيار؟ نحن لا يمكن أن ننسى الجميل وهو ما يحتم علينا التضامن والتعاضد مع العرب، لا سيما إخواننا في الخليج الذين سنعمل دائماً على التعاضد معهم في كل وقت وبمواجهة أي كان. وأضاف: لقد تفهمنا غضب الإخوة في الخليج فبادرنا إلى المطالبة اللجوجة من كل اللبنانيين إلى استعمال الكلمة الطيبة في ما خص القيمين على المقدرات في دول الخليج والتواصل الإيجابي معهم، فنحن ليس عندنا أي سبب ولا حجة للتسبب بأي أذى أو جراح لإخواننا في الخليج.. أنا لا أقول ذلك من أجل اللبنانيين الذي يعيشون ويقيمون في حضن دول الخليج، بل أنا كنت دائماً أقول لأي معني في هذه الدول لا تتأخروا لحظة في ترحيل أي لبناني إذا أحدث أي ضرر.. نحن بالتأكيد لا يمكن أن نؤذي أو نسبب أي ضرر، بل إن قرارنا وإرادتنا دائماً هي المساهمة المستمرة في نهضة تلك الدول، بالتالي لا يمكن أن نُغطي أحداً يمكن أن يهدد الاستقرار في الخليج، فالاستقرار في الخليج ودوله مهم للجميع في ظل هذا الانهيار المستبد بالمنطقة، وحيث إن ما يجنيه اللبنانيون هناك لبنان بأمس الحاجة إليه في هذه الظروف.. وأردف سلام: أتمنى وأتأمل أن تصل رسالتي وما أسلفت إلى دول الخليج، وفي مقدمها المملكة العربية السعودية... نحن متمسكون بعلاقاتنا مع المملكة وكل الدول الخليجية، ونحن لأجل ذلك مع الإجماع العربي، في أي منتدى، بوجه أي كائن من يكون.. نحن لا خيار أمامنا إلا أن نكون مع الإجماع العربي، وهذا الخيار كان واضحاً إبان قمة عام 2002 عندما طرح الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز مبادرة السلام العربية التي حازت إجماع العرب.. ثقتي بقيادات دول الخليج، وعلى رأسهم الملك سلمان بن عبد العزيز، كبيرة وراسخة بأنهم لن يتخلوا عن لبنان، وسيظلون أحرص الجميع على لبنان مهما كانت تسبّبت لهم بعض أوضاعنا بغضب أو عتب أو زعل.. ومضى سلام يقول: لقد استقبلت سفراء دول الخليج مؤخراً وأعربت عن رغبتي في التواصل مع المسؤولين في دولهم وبتحديد موعد لزيارة أقوم بها إليها... إلى الان لم يُحدد موعد، علماً بأننا بحاجة إلى ذلك الموعد وتلك الزيارة لنقوم بالشرح المستفيض من دون أي مستور لما نحن عليه، وبالتالي لنوضح لهم تمسكنا بخيار الدولة وهو عنوان تماسك لبنان، ويحدونا الأمل بأن تستمر دول الخليج بتأمين الدعم لهذا الخيار. إنني أتمنى أن تتاح لنا تلك الزيارة لشرح أوضاعنا، لا سيما طبيعة حكومتنا الائتلافية، التي تتشارك فيها قوى سياسية متعددة، وهو وضع يعني أن الحرص على المحافظة عليها في وسط الظروف والأزمات الراهنة لا يمكن أن يسمح إلا بمقاربة الموقف بما هو ممكن، وعكس ذلك إذا لم نتنبه له فإنه قد يؤدي إلى انهيار الحكومة وبالتالي الدولة، علماً بأننا مستمرون بما نقدر على التصرف ضمن خيار الدولة. ورداً على التخوف من عزل لبنان قال سلام لا انطباع عندي أن دول الخليج تريد عزل لبنان وأخمّن بقوة أن العزلة لن تكون قدر لبنان، فدول الخليج لم تحرم لبنان سابقاً ولم يتركوه في عزلة في السابق أيضاً، وهم لن يتركوه الآن، ولن يتخلوا عنه، فقد دأبوا في كل وقت على مساعدتنا على مواجهة التحديات.. وأبدى سلام سروره من استمرار تواجد الرعايا الخليجيين في لبنان،، بالرغم من كل الحديث عن الأجواء غير المريحة، وهو الأمر الذي اعتبره مؤشراً على أواصر المودة والحب بين الخليجي واللبناني وتمسك الطرفين بتلك الأواصر.. وفي مرور على الأوضاع في لبنان من سياسية وأمنيه قال سلام: نتأثر طبعاً بالأوضاع وعدم الاستقرار في المنطقة، علماً بأن هناك من يحسدنا على استقرارنا، فلبنان أمنياً ممسوك للآن على الرغم من أنه سياسياً غير مستقر كفاية، إذ إنه وسط أزمة سياسية مستفحلة مستمرة منذ فترة عنوانها البارز هو الشغور الرئاسي، وهو شغور انسحب على أعمال البرلمان اللبناني والحكومة اللبنانية التي يعتري إنتاجها التعثر والعراك الدائمان، ولعل كل ذلك يبيح السؤال الدائم: كيف للبنان، في ظل هذه الحال مواجهة المزيد من التحديات الخارجية؟ وطلب سلام المساعدة من دول الخليج لحل قضية الشغور الرئاسي فأنا لا أجد غضاضة في ذلك لأن ذلك في مصلحة لبنان، إذ إن الانتخابات الرئاسية لم تخل دائماً في لبنان من مساعدة الخارج لإنجازها... وفيما أشار إلى دخول الأزمة في سوريا عامها السادس قال سلام لقد حاولنا طوال السنوات الخمس المنصرمة أن نتفادى أضرار هذه الأزمة، ولعل اكبر الأضرار كان عدد النازحين السوريين إذ ناهز المليوني نازح.. لقد تحمّلنا أعباءهم ونعمل على أن يساعد العالم في قضية النازحين، إذ لا يخفى موقفنا في مؤتمر لندن الأخير.. لقد تحمّل لبنان 13 مليار دولار من أجل النازحين حتى اليوم منها 5 مليارات فقط طوال عام 2015.

مشاركة :