قال حسن عصفور، المفاوض والوزير الفلسطيني السابق، إن ما يحدث في غزة جريمة حرب ترتكبها إسرائيل على الهواء مباشرة بدعم غربي مطلق، تقوده أميركا لأنها تشكل رأس حربه للعدوان الإسرائيلي عبر تمكين أداة الفاشية من دك فلسطين. وأوضح في مداخلة هاتفية مع قناة الغد، أن ما يحدث الآن هو بمثابة مؤامرة كبري لتطويع المنطقة للمخطط الأميركي الذي ارتعش كثيرًا بعد الحرب الأوكرانية والعملية العسكرية الروسية. غزة تدفع ثمنا إقليميا وليس فلسطينيا وأكد أن غزة تدفع ثمنا إقليميا وليس فلسطينيا، وتدفع ثمن المخطط الذي يراد به تركيع المنطقة لمخطط أميركي أشمل، رأسه تدمير غزة وجعلها جسر العبور لتمرير المخطط الأميركي الإقليمي الأشمل على المنطقة، خصوصا بعد بروز أقطاب جديدة مواجهة لأميركا وتمرد أنظمة عربية على الإدارة الأميركية. وشدد على أن الأمر يتجاوز غزة، مدللا على ذلك بما فعلته أميركا مباشرة عقب عملية طوفان الأقصى، فبعد ساعات وجدنا أميركا تأتي بسفينة حربية وجنود، وترسل أكثر من 80 مليون دولار وأسلحة متطورة لإسرائيل، وتعلن دعمها الكامل لها، مما يشير إلى أن الأمر ليس له علاقة بغزة، ومن ثم الصمت على ما يحدث وعلى جريمة الحرب سيكون ثمنه ليس على فلسطين وحدها. لا يوجد فلسطيني يفكر في الخروج من غزة وتعليقا على ما يتردد حول تهجير أهالي غزة، قال عصفور: « لا يوجد فلسطيني يفكر في الخروج من غزة، هو يفكر فقط في الصمود فوق أرضه، وقد وقعت المجزرة ولم يخرج من القطاع، موضحا أن الحديث عن التهجير هو فقط للترويع وإثارة الرعب والهلع ونوع من التحريض تجاه بعض الأشقاء ». وتابع «ما يتردد حول دفع أهالي غزة للخروج من القطاع، هي دعاية تقودها الفاشية اليهودية، فلا يوجد فلسطين خرج من القطاع إلا داخل القطاع، والخروج من القطاع هو بمثابة موت سياسي أو انتحار سياسي». وأشار إلى أن الحديث عن التوطين في سيناء قديم، تردد في عام 1955 ورفضه أهالي غزة أنفسهم وكان شعارهم في حينها «لا توطين لا إسكان يا عملاء الأميركان»، والآن يكرر نفس الشعار ويطرح مرة أخرى، لكن عبر الدماء. مصر لن تسمح بتصفية القضية الفلسطينية وحول ما صرح به الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن الأحداث القائمة في غزة قال عصفور: «اعتبر ذلك هو أهم تصريح عربي منذ سنوات، مصر أكدت وشددت على أنها لن تسمح بتصفية القضية الفلسطينية على حساب أطراف أخرى، وأن ما يحدث هو نوع من التصعيد الخطير وسيكون له تداعيات إقليمية خطيرة». وقال إن مصر لم تستخدم هذه اللغة منذ سنوات، حيث أنها ربطت بين ما يحدث في غزة وبين المخطط الإقليمي القادم، وجاء ذلك عبر رئيس أهم دولة عربية وهي مصر، بما تمتلكه من ثقل ومعلومات، ولكونها دولة مواجهة ومستهدفة من قبل أميركا وإسرائيل. وأكد على أن تصريح الرئيس السيسي اليوم يجب ألا نقف عنده، بل يجب أن نكثف العمل عبر خطوات محددة، ومصر تستطيع أن تفرض مسار جديد، وتطالب بتعليق العلاقة مع الكيان، وتهدد إسرائيل بأن كل العلاقات مع الدول العربية سوف تتوقف إذا لم يتم وقف العدوان. تعاطي الرئاسة الفلسطينية.. دون المستوى وحول مدى تعاطي الرئيس محمود عباس مع ما يحدث قال عصفور: «إن السلوك الرسمي الفلسطيي جاء كتصرف هيئة الهلال الأحمر وليس تصرف رئيس شعب، فجل ما فعله وأعلن عنه هو قيامه بعدة اتصالات، ولم يتخذ خطوة يفهمها العالم لوقف العدوان». وأوضح أن دوره كرئيس ليس الإعلان عن إرسال مواد تموينية أو إغاثية، فهذا دور منظمات إنسانية، ومن الخطأ الإعلان عنه من قبل الرئيس، وما حدث يؤكد أن الفصل بين الصفة وغزة لم يكن فصلا جعرافيا فقط، بل صار فصلا سياسيا وفصلا عن الواقع. وأشاد عصفور بدور سفراء فلسطين القوي ونجاحهم في تحميل الكيان الإسرائيلي المسؤولية عما يحدث، ولا أبالغ إذا قلت إن أداء السفراء كان أقوى من أداء مؤسسة الرئاسة والإعلام الرسمي، فقد كان هناك نوع من الانسجام مع القضية، ومواجهات توصف بأنها رجولة سياسية وتوحد في التعبير عن القضية. وطالب عصفور الرئيس عباس باتخاذ قرارات أشد قوة، وقال إن عليه أن يخاطب شعبه ويعلن سحب الاعتراف بإسرائيل، ويستدعي زياد النخالة وإسماعيل هنية ويعلن عن عمل مشترك، وقتها سيرقص له أهالي غزة وهم تحت القصف، فهم لا يريدون منه الطحين أو السكر . مواجهة الجريمة في غزة وقال عصفور إن ما يجب فعله الآن هو التركيز على مواجهة ما يحدث في غزة، ومواجهة الجريمة الموجهة ضد الشعب الفلسطيني والمخطط الأكبر على الوضع الإقليمي العربي، بما فيه قضية فلسطين. وأشار إلى أن على مصر الآن أن تتحرك ولا تنتظر تحرك الرئيس عباس، فمصر قادرة على رسم خريطة التصدي للعدوان وقيادة الدول العربية، وتعلن أن هناك حالة حرب على دول الجوار، وأن هذه الحرب تهدد الاستقرار الإقليمي في المنطقة، وأن العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي أصبحت غير ذات صلة. وأكد أننا أمام معركة طويلة، وإسرائيل سوف تقدم على اقتحام غزة لفرض اعتبارات سياسية جديدة، خصوصا أن ما حدث في 7 أكتوبر جعل جموع الفاشية الإسرائيلية يتسابقون على الوحدة بينهم، ويتسابقون من يكون الفاشي الأكبر بالرغم من أنهم منذ أسابيع كانوا يرددون أن نتنياهو وحكومته خطر على إسرائيل ويجب الخلاص منه، وهم الآن يتسابقون للوقوف خلفه. التصعيد في غزة أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم الثلاثاء، ارتفاع حصيلة العدوان الإٍسرائيلي إلى 830 شهيدًا و4250 مصابا، جراء الغارات الإسرائيلية على القطاع منذ السبت الماضي. ونشرت وزارة الصحة، صورًا تظهر تعرض مركز حيدر عبد الشافي الصحي لأضرار كبيرة، نتيجة للاستهدافات الإسرائيلية لمحيط المركز، حيث أدى القصف إلى خروج المركز عن الخدمة. وأكدت وزارة الصحة في غزة، انعكاس الأضرار الناتجة عن هذه الهجمات التي تعرضت لها المنشآت الصحية في القطاع سلبًا على تقديم الخدمات الصحية الضرورية للمواطنين في هذه الفترة الحرجة. وكثفت طائرات حربية إسرائيلية، غاراتها على قطاع غزة، اليوم الثلاثاء. وأعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مسؤوليتها عن قصف مواقع للاحتلال محاذية للقطاع بالصواريخ. ____________________ شاهد | البث المباشر لقناة الغد
مشاركة :