طهران - أيد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي الهجوم المباغت والشامل الذي نفذته حركة حماس على مستوطنات غلاف غزة لكنه نفى في نفت الوقت تورط بلاده في التخطيط للعملية. وأفاد خامنئي الثلاثاء إن النظام الصهيوني تكبد هزيمة عسكرية ومخابراتية "لا يمكن جبرها" بالهجوم الذي شنته عليه حركة حماس مطلع الأسبوع". وأضاف في كلمة ألقاها أمام كلية عسكرية أن إسرائيل عرفت "فشلًا لا يُمكن إصلاحه في المجالَين العسكري والاستخباراتي" بعد الهجوم الذي بدأه الفلسطينيون مشددا على عبارة: لا يمكن إصلاحه". وتابع "إن أنصار النظام الصهيوني وآخرين نشروا إشاعات في اليومين أو الثلاثة أيام الماضية بما في ذلك أن إيران الإسلامية تقف وراء هذه العملية. إنهم على خطأ". وقال أيضًا "بالطبع ندافع عن فلسطين، ندافع عن النضالات"، داعيًا "العالم الإسلامي كلّه" إلى "دعم الفلسطينيين". ومنذ السبت، تصدّرت إيران داعمي الهجوم غير المسبوق الذي شنته حركة حماس على إسرائيل، العدو اللدود للجمهورية الإسلامية، مع رفضها في الوقت نفسه الاتهامات بأنها مسؤولة بشكل مباشر عن اندلاع الحرب. ولا تريد إيران تحمل تكلفة ثبوت تورطها في التخطيط للهجوم على إسرائيل خاصة مع سعيها لتخفيف العقوبات الأميركية عليها. وكانت صحيفة وول ستريت جورنال أكدت بعد الهجوم أن مسؤولين إيرانيين ساعدوا في شن العملية العسكرية التي أطلقت عليها حماس "طوفان الأقصى" والتي ادت لمقتل اكثر من 700 إسرائيلي وجرح ألاف آخرين حيث أعطوا الضوء الأخضر للعملية في اجتماع عقد في بيروت الأسبوع الماضي رغم ان الجانب الأميركي ينفي وجود معطيات على تخطيط إيران للعملية. وقالت الصحيفة وفق معطيات من قيادات في حماس وحزب الله اللبناني ان ضباطا من الحرس الثوري الإيراني قدموا عونا لحماس منذ أغسطس/آب الماضي لشن الهجوم بحرا وجوا وبرا واختراق بلدات ومستوطنات إسرائيلية في العمق الإسرائيلي فيما نفت الخارجية الإيرانية الاثنين هذه المعطيات. والثلاثاء اكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي الثلاثاء موقف واشنطن من دور ايران قائلا "انه ليس لدى أميركا وإسرائيل أي دليل قاطع على مشاركة إيران في هجوم حماس". وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الثلاثاء إن رضاء إيران عن هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل غير مقبول، مضيفا أن فرنسا تبحث في ما إذا كانت طهران متورطة بشكل مباشر في الأمر. وقال "ليس لدي ما أقوله عن تورط مباشر لإيران لعدم وجود دليل رسمي لدينا لكن من الواضح أن التصريحات العلنية للسلطات الإيرانية غير مقبولة... ومن المرجح أن حماس حصلت على مساعدة". وأضاف ماكرون في مؤتمر صحفي مع المستشار الألماني أولاف شولتس "سأظل حذرا فيما يتعلق بهذا الأمر لحين الحصول على معلومات مخابرات مثبتة". وشدد كل من ماكرون وشولتس على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها في مواجهة الهجمات على أراضيها. وقال ماكرون "آمل أن تسمح الأيام المقبلة لإسرائيل بوقف أي هجوم على الأراضي الإسرائيلية وإطلاق سراح الرهائن". وردا على سؤال حول ما إذا كان يتعين على أوروبا وقف جميع المساعدات المالية للفلسطينيين ردا على هجوم حماس على إسرائيل في مطلع الأسبوع، رفض الرئيس الفرنسي هذا قائلا "يجب ألا نخلط بين الحرب على الإرهاب وبين الحقوق الإنسانية الأساسية في دعم السكان المدنيين". من جانبه قال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني خلال اتصاله بوزير الخارجية التركي هاكان فيدان الثلاثاء إن لبنان لا يزال أولوية بالنسبة لنا، ودور إيران مصدر قلق. وبعد يوم من الهجوم اتصل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بقادة حماس والجهاد الإسلامي قائلا إن "إيران تدعم الدفاع المشروع للأمة الفلسطينية" ومضيفا "أن المعادلة قد تغيرت بعد العملية". وياتي اتهام الغرب وإسرائيل لإيران بالوقوف وراء التخطيط للهجوم في ظل تهديدات متبادلة بين طهران وتل أبيب وعمليات كر وفر بين الطرفين في اكثر من ساحة خاصة الأراضي السورية. وتتهم إيران الدولة العبرية باستهداف مواقع نووية بتفجيرات غامضة واغتيال علمائها النوويين وقصف مواقع لعناصر الحرس الثوري في سوريا فيما تتهم إسرائيل الإيرانيين بالوقوف وراء محاولات قتل رعايا إسرائيليين في الخارج واستهداف ناقلات على ملك إسرائيليين في الخليج إضافة لدعم الفصائل الفلسطينية وجماعة حزب الله اللبناني. وتدعو إسرائيل لتشديد العقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي والعمل على تنفيذ ضربة عسكرية فيما ترد طهران بانها قادرة على تدمير المدن الإسرائيلية في حال نفذ الهجوم. وأطلقت حركة حماس صباح السبت عملية مباغتة ضد إسرائيل عبر السياج الحدودي ما أدى إلى مقتل 900 شخص داخل إسرائيل. وردت إسرائيل بقصف جوي ومدفعي على أهداف لحماس في قطاع غزة أودت حتى الآن بـ687 شخصا في القطاع. واشنطن - تزداد الشكوك بشان تورط إيران في إعطاء الضوء الأخضر لشن عملية طوفان الأقصى من قبل عدد من الفصائل الفلسطينية على رأسهم حركة حماس رغم إعلان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ان واشنطن لم ترصد أي تورط لطهران في العملية النوعية الأخيرة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بينما نفت ايران ضلوعها في الهجوم غير المسبوق. وكشفت صحيفة وول ستريت جورنال أن مسؤولين إيرانيين ساعدوا في شن العملية العسكرية التي أطلقت عليها حماس "طوفان الأقصى" والتي ادت لمقتل اكثر من 700 إسرائيلي وجرح ألاف آخرين حيث أعطوا الضوء الأخضر للعملية في اجتماع عقد في بيروت الأسبوع الماضي. وقالت الصحيفة وفق معطيات من قيادات في حماس وحزب الله اللبناني ان ضباطا من الحرس الثوري الإيراني قدموا عونا لحماس منذ أغسطس/آب الماضي لشن الهجوم بحرا وجوا وبرا واختراق بلدات ومستوطنات إسرائيلية في العمق الإسرائيلي. وأكدت ان الخطة شهدت تعديلا خلال عقد اجتماعات في بيروت حضرها ضباط في الحرس الثوري الإيراني وقيادات عن أربع جماعات مسلحة مدعومة من إيران، بما في ذلك حماس كما ان حزب الله اللبناني كان حاصرا في الاجتماعات. كما تحدثت الصحيفة لمسؤول أوروبي ومستشار للحكومة السورية والذين أكدا حصول تنسيق بين إيران وحماس وحزب الله في الفترة التي سبقت الهجوم الأخير. واجتمعت قيادات ايرانية في الاونة الاخيرة مع مسؤولين بارزين في حركة حماس فيما لم تتاثر العلاقات بين حزب الله والجماعة الفلسطينية بتطورات الوضع في سوريا. وتشير تقارير الى ان الحرس الثوري الايراني زود حماس بتقنيات عسكرية هامة ومعقدة على غرار الصواريخ والمسيرات. وكانت هيئة البث الإسرائيلية قد كشفت بان معتقل من حماس شارك في عملية طوفان الاقصى اكد بان الهجوم تم التحضير له منذ أكثر من سنة. وتأتي هذه المعطيات رغم تأكيد بلينكن انه لا وجود لعلاقة محتملة بين ايران والهجوم قائلا "لم نر بعد دليلا على أن إيران وجهت أو كانت وراء هذا الهجوم بالذات، ولكن هناك بالتأكيد علاقة طويلة تربطهم بحماس". وكانت صفحات على تويتر موالية للحوثيين وحزب الله وايران والميليشيات الشيعية في العراق نشرت تغريدات وصور للقائد السابق لفيلق القدس قاسم سليماني منذ بداية الهجوم. وشن عناصر من حزب الله الاحد هجوما بالقذائف على مواقع إسرائيلية قرب مزارع شبعا على الشريك الحدودي بين لبنان وإسرائيل فيما رد الجيش الإسرائيلي بقصف مكثف على الجنوب اللبناني. وكان توماس فريدمان الكاتب الأميركي المعروف الذي سبق أن كشف تفاصيل مبادرة السلام العربية في العام 2002 قبل أن يعلن عنها العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله، اتهم حركة حماس بشن حرب على إسرائيل نيابة عن إيران التي قال إنها تمدها التي تمدها بالمال والأسلحة ولمنع التطبيع بين السعودية وإسرائيل. ورفضت ايران التهم الموجهة اليها بالمشاركة في التخطيط للعملية حيث قال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني الإثنين إن اتهام طهران بالضلوع في العملية المباغتة التي شنّتها حركة حماس ضد إسرائيل "تستند إلى دوافع سياسية"، مؤكدا أن طهران لا تتدخل "في قرارات الدول الأخرى، بما فيها فلسطين" وذلك ردا على تقرير وول ستريت جورنال. واضاف خلال مؤتمر صحافي إن "لمقاومة الشعب الفلسطيني القدرة والقوة والإرادة اللازمة للدفاع عن نفسها والدفاع عن أمتها ومحاولة استعادة حقوقها الضائعة". واعتبر أن "الإشارة إلى دور إيران (في هجوم حماس) تهدف إلى تحويل الرأي العام وتبرير الإجراءات المقبلة التي قد تتخذها" إسرائيل. وشدد على أن "الاتهامات والتصريحات المرتبطة بالدور الإيراني مستندة إلى دوافع سياسية وتهدف إلى تبرير الهزيمة الفادحة التي تكبّدها النظام الصهيوني وإصلاح الصورة السيئة للنظام الصهيوني". وايران من أولى الدول التي أعربت عن دعمها للهجوم المباغت الذي شنته حماس السبت والذي خلف أكثر من 1100 قتيل من الجانبين. وترتبط إيران بعلاقات وثيقة مع الفصائل الفلسطينية المعادية لإسرائيل. وأكّدت بعثة إيران الدائمة لدى الأمم المتحدة ليل الأحد الاثنين أن طهران "ليس لها دور في الرد الفلسطيني. وحذّر كنعاني من أن "أي أحد يهدد إيران يجب أن يعلم أن كل تحرّك غبي سيؤدي إلى رد مدمّر". وأكّد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الأحد أن "إيران تدعم الدفاع المشروع للأمة الفلسطينية" قائلا "ان المعادلة قد تغيرت بعد العملية". واتصل رئيسي هاتفيا بقادة حركتي حماس اسماعيل هينة والجهاد الإسلامي زياد النخالة اللذين استقبلهما بشكل منفصل في حزيران/يونيو في طهران. وكان ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان أعلن الشهر الماضي أن التطبيع مع إسرائيل بات قريبا فيما اشارت صحف أميركية ان الرياض تشترط توقيع معاهدة للدفاع المشترك للمضي قدما في القرار والانضمام الى الإمارات والبحرين والمغرب في اتفاقات سلام. وتتهيأ إسرائيل لعملية يشنها حزب الله دعما لعملية طوفان الاقصى لكن هذا الاحتمال يراه مراقبون لا يزال بعيدا نظرا لانتفاء عنصر المفاجأة. وتتعرض اجهزة الاستخبارات الإسرائيلية لانتقادات كبيرة بسبب فشلها في الكشف عن العملية الفلسطينية الواسعة والفريدة من نوها من حرب 1973.
مشاركة :