أمر الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون، أمس الثلاثاء، بإجراء تجربة على رأس حربي نووي وإطلاق صواريخ بالستية متعددة، وذلك في تصعيد للتوتر بين بيونغ يانغ والمجتمع الدولي بعد أيام على فرض الأمم المتحدة عقوبات جديدة قاسية عليها. وتأتي الأوامر الرئاسية بعد أن أشرف كيم على ما وصف بتجربة محاكاة ناجحة لإعادة دخول صاروخ يحتوي على رأس حربي نووي إلى الغلاف الجوي، وهي تكنولوجيا لازمة لتنفيذ ضربة نووية في القارة الأمريكية، وفقاً لوكالة الأنباء الكورية الشمالية. وقالت الوكالة الكورية الشمالية إن كيم أوعز إلى الجانب المختص في القيام بالترتيبات لها حتى التفاصيل الأخيرة. كما تأتي الأوامر بعد أيام على نشر وسائل الإعلام الحكومية صوراً لكيم يحمل ما قالت إنه رأس نووي مصغر يمكن تثبيته على صاروخ بالستي. وفي سيؤول، حذرت رئيسة كوريا الجنوبية بارك كون هيه، من أن كوريا الشمالية ستسير على طريق التدمير الذاتي، في حال واصلت استفزازاتها ضد المجتمع الدولي بدون تغيير. ونقلت وكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية، عن الرئيسة بارك قولها خلال اجتماع مجلس الوزراء، إن كوريا الشمالية تكرر تصريحاتها الاستفزازية مهددة بشن هجوم نووي، وتواصل أعمالها المتهورة مثل إطلاق صواريخ قصيرة المدى. وأضافت: إن تهديدات كوريا الشمالية تظهر أنها تشعر بأزمة إزاء التعاون بين جارتها الجنوبية والمجتمع الدولي لفرض العقوبات عليها، مؤكدة أن من المهم ضمان تنفيذ تلك العقوبات. وحثت الرئيسة الكورية حكومتها والجيش الكوري الجنوبي على الاستعداد التام لرد فعل فوري على أي استفزاز محتمل من بيونغ يانغ، وتعزيز التواصل الاستراتيجي مع الدول المعنية بما فيها الولايات المتحدة والصين وروسيا واليابان. وعلقت وزارة الدفاع في كوريا الجنوبية على بيان الشمال بأنها لا تصدق أن بيونغ يانغ تمتلك تقنيات لتزويد الصواريخ برؤوس نووية. وقال خبراء أمريكيون وكوريون جنوبيون إنهم متفقون على أن كوريا الشمالية لم تنجح بعد في تصغير رأس نووي بما يسمح بتركيبه على صاروخ بالستي عابر للقارات. من جانبها، حثت وزارة الخارجية الصينية على التعقل. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية لو كانغ في الإفادة الصحفية اليومية نحث جميع الأطراف المعنية على تنفيذ كل ما ينص عليه قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بأمانة، والتحدث والتصرف بحذر. يتعين على جميع الأطراف المعنية ألا تتخذ أي إجراء من شأنه مفاقمة التوترات في شبه الجزيرة الكورية. كما طالبت اليابان على لسان وزير شؤون مجلس الوزراء يوشيهيديه سوغا، كوريا الشمالية بالامتناع عن التحركات الاستفزازية. وقال سوغا انه ينبغي على كوريا الشمالية تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي بأكملها وبصورة صادقة. وقال أيضاً إن الحكومة اليابانية تتعاون مع الدول الأخرى لتبقى على أقصى درجات الحذر، مشيراً إلى أن الحكومة تواصل جمع وتحليل المعلومات الاستخبارية المتعلقة بكوريا الشمالية باهتمام كبير. (وكالات)