ينتصر العميد النصراوي، ينتفض، كما لم يفعل منذ سنوات، وكأنه أراد أخيراً أن يتخلص من كل شحنات الآلام والأحزان والألغاز التي صاحبت مسيرته في السنوات الأخيرة، يحقق انتصاراً مدوياً على الزعيم العيناوي، لا يفقده الصدارة فحسب بل يفقده الانفراد بها ويهديها لشباب الأهلي.. نعم يلحق الخسارة الأولى بالعين هذا الموسم، والخسارة الأولى لمدربه الجديد شرويدر بعد 8 انتصارات متتالية، والأهم أنه بهذا الانتصار الملفت ينقذ نفسه من المنطقة المظلمة ويرتقي إلى أعلى ليجلس في المنطقة الدافئة ويحتل المركز التاسع ويحل بديلاً للوحدة الذي يترك له المكان ويهبط إلى المركز العاشر. ياله من انتصار عندما يكون على الكبار، عندما يكون مستحقاً بأداء ينتزع الإعجاب دفاعاً وهجوماً من كل اللاعبين وبلا استثناء، وكأننا نراهم لأول مرة ونتعرف على قدراتهم الكامنة لأول مرة أيضاً. هذه النوعية من الانتصارات كفيلة بأن تكون بمثابة بداية جديدة عنوانها الثقة في النفس وفي القدرات، انتصارات لا تسمح بالعودة إلى الماضي، ولا تسمح مرة أخرى بالانكسارات، بل تدفع إلى مزيد من الانتصارات مهما كان المنافس، ومهما كانت التحديات. المدرب جوران يقدم وجبة تكتيكية محسوسة يتفوق بها على نظيره العيناوي، يوقف بها الهداف الخطير لابا وكل رفاقه المتميزين، ويقدم من خلالها لاعبيه بثوب جديد وكأننا نراهم بهذه الجودة لأول مرة. هذا المدرب جوران لم يدافع عنه أحد وهو يتلقى الهزائم الثلاث الأولى، بل بشروه بالرحيل المبكر، وقالوا: تدريب عجمان ليس كتدريب النصر.. ونسوا أن المدرب هو نفسه، ونسوا أيضاً أن الذي يقدم لعجمان أفضل موسم في تاريخه بإمكاناته المتواضعة، قياساً بغيره، قادر أن يقدم المزيد مع فريق مثل النصر، بقدراته وإمكاناته، والتي فاقت الجميع، ولم يكن في حاجة إلا لمن يستطيع أن يسخر ذلك لمصلحة الفريق الأعلى في بورصة أنديتنا. آخر الكلام أنا لا أقول إن النصر سيفوز بالدوري بعد الفوز على العين، رغم أن كل شيء وارد في كرة القدم، لكني أتوقع أن يكون لهذا الفوز مفعول السحر. لقد بدأت ملحمة النصر، فانتظروه، انتظروا العميد، الأزرق العنيد. طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App