«ياسمين»..صرخة صغار الشام

  • 3/16/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

منذ رؤيته النور مع نهاية العام الماضي، لم يهدأ فيلم ياسمين للمخرج السوري المهند كلثوم عن التجوال حول العالم، فلا يكاد يترك فسحة في أي مهرجان حتى يسكن فيها، فبعد أن انتهى من مهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر المتوسط، حط أخيراً في أحضان مهرجان الأرض السينمائي في مدينة كاليري الإيطالية، مشاركاً في مسابقته الرسمية، حيث تم اختياره من بين 48 فيلماً تمثل بلاداً مختلفة حول العالم. أحلام المهند كلثوم، اختار أن يكون فيلمه من نوعية الديكو دراما، فارضاً أحداثه على مدار دقائق معدودة، ليقدم بالتعاون مع منعم السعيدي في تأليف السيناريو، لمحة بسيطة عن معاناة أطفال سوريا في ظل الحرب. حيث يعيش معظمهم ظروفاً قاسية وصعبة، كما يستعرض من خلاله آثار الحرب على أحلام هؤلاء الأطفال وأفكارهم ونظرتهم للحرب نفسها، بعد أن أكلت بنيرانها الأرض والبيت والمدرسة، ليؤكد المهند كلثوم على لسان نجوم الفيلم الصغار هبة المرعي ولونا الأخرس، وسروت كبتول، وعبد الرحمن مصطفى، بأن ياسمين هو طفل الشام الذي لا يشيخ. ياسمين جاء بمثابة رسالة انسانية للعالم، ناقلاً عبر مشاهده ما تشهده الشام من انتهاكات لحقوق الإنسان والطفولة، ضمن محاولة سينمائية للدفاع عن مستقبل هؤلاء الأطفال، حيث يعتبر المهند كلثوم ان السينما أصبحت بمثابة مواجهة للواقع، من خلالها يمكن إيصال أصوات الأطفال إلى الخارج، لا سيما وأن الكثير منهم حرموا من أبسط الحقوق نتيجة جرائم الإرهاب. دفن الألعاب خلال 26 دقيقة وهي زمن الفيلم، حاول المخرج المهند كلثوم توجيه مجموعة من الأسئلة البسيطة لعينة من الأطفال ممن حرمتهم الحرب حنان العائلة، او أفقدتهم بعضاً من أطرافهم، لينقل عبر مشاهد الفيلم وجهة نظر الأطفال فيما يجري حولهم من دمار وتهجير، حيث يعرض ياسمين ضمن أحداثه جانباً من المشهد الدموي العام، لينتصر من خلال مشاهده لرغبات الأطفال وخياراتهم. موسيقى بدت الموسيقى التصويرية التي أبدعها سعد الحسيني، حاملاً أساسياً للخطاب الدرامي السينمائي، حيث بدا ذلك واضحاً من خلال ضرباتها الحادة والقوية منذ المشاهد الأولى للفيلم والتي صوّرت لقطاتها الصامتة انعكاسات الأزمة على مجمل الحياة.

مشاركة :