لا يزال هذا العصفور الأزرق الصغير برحابة عالمه، وسهولة التحليق فيه! والتغريد برفقة الآخرين، يغري المزيد من الجماهير؛ لينضموا لأسراب المحلقين الذين لم يحطوا حتى الآن! تويتر، هذا العالم البديع، وهو يتنصل من تعقيدات مَن سبقه وتلاه من وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح هدفًا بحد ذاته، وقد تبارى الكثيرون بعدد المتابعين، ومنهم من يدعي الأهمية حد شراء الأصوات!!الذي لا أظنه جديدًا في عالم التنافس القديم/ الجديد! الأكيد أننا لا ننكر أهميته وهو يقود الرأي العام بهاشتاق أو وسم، يلقيه أحدهم بالسهولة ذاتها التي يدلف بها لحسابه!مجرد نقرات على حروف هاتفه، ويحدث كل شيء. ولا يلبث حتى يتقاطر المغردون، وتتشعب التغريدات كجذور نبتة سريعة النمو، وتتوالد الآراء، ويَحْدث حراك، أغلبه مفيد؛ إذ تناقَش القضايا وكأنك في مجلس ما فيه العالم والمتعلم، المثقف والجاهل،الكبير والصغير.. وتستقي المعلومات، وتتعرف على الشخصيات العامة، وتعثر على الأصدقاء القدامى أيضًا! كما أنه مصدر الأخبار الآنية بغض النظر عن مصداقيتها؛ فالكل الآن (إعلامي نفسه)، وبلبل يمكنه التغريد متى شاء، وفي أي مكان يوجد فيه. لكن لا يبقى الأمر إيجابيًّا دائمًا؛ إذ تخرج علينا سلبيات له عديدة، الضابط فيها المغرد نفسه، ومدى تمتعه بالأخلاق الحسنة أو حتى السيئة!! ودرجة محاسبته لنفسه، وربما هدفه الذي لأجله دَخَل عالم التويتر، والفرق الذي يريد أن يحدثه، وقد سهل عليه أن يقول كلمته!! أكثر ذلك شيوعًا (في عالم السلبيات) الهاشتاقات المخجلة جدًّا غير الأخلاقية المسيئة للمجتمع، وتكون بلهجتنا المحلية!! لا أدري ماذا يقصد بها شبابنا، وإلى أين يريدون الوصول؟ حتى الوسم المعادي له أهداف خبيثة واضحة!! لكن مثل تلك الهاشتاقات إلامَ تهدف؟ للإضحاك؟ ثم ماذا؟ لادعاء الجرأة؟ يبقى هذا الجريء يكافح جبنه وهو يتخفى خلف اسم مستعار، ولا يمكن أن يجرؤ على الظهور باسمه الحقيقي وهو يتحدث بتلك الدونية، أو ينشئ وسمًا يخجله، أن يعترف بنسبته له (إن كان في وجهه بقية حياء)!! أنت يا مَن تقترفها وقد أتعبت نفسك وعرضتها للذنب، واجتذبت ربما الآلاف، وتحملت وزرهم.. ما تبريرك؟ ما دافعيتك؟ ومن الهاشتقات المخجلة أيضًا تلك التييعمد مُطلقها إلى الانتقام والسباب والشتائم، وقد عجز عن المواجهة الشجاعة في العالم الحقيقي وليس الافتراضي! وبدا وكأنه في الشارع وليس أمام بشر، الله تعالى يعلم عددهم، تختلف ثقافاتهم، ودرجة تلقيهم، وردات فعلهم، وتفسيرهم بين مشكك ومصدق وحسن الظن وسيئه. ومنها ما يتعمد الفضيحة بخلق الله تعالى!وإن كان محقًّا فيما يزعم! والأمثلة على ذلك مطروحة، وبعضها لا يزال ينشأ! ارتقوا - وتستطيعون ذلك بكل اقتدار -وقدِّموا صورة إيجابية لأنفسكم ولمجتمعكم، ولتكن الرقابة ذاتية أولاً؛ لأنكم يومًا ما ستخجلون أنكم فعلتم ذلك، وستتلصصون على أولادكم (حين تكونون آباء) بادعاء أنكم تكشفونهم وقد خبرتم أساليبهم وجربتموها!
مشاركة :