أبديتُ وجهة نظري في لقاء متلفز على إحدى المحطات الفضائية عن سر الإقبال الكثيف على زيارة معرض الرياض الدولي للكتاب، وهل يعني هذا الاقبال شغف الناس بالقراءة ومدى تأثير المعرفة في الوعي الجمعي لتلك الجماهير؟ قلت رب ضارة نافعة، أعني بالضارة ندرة مشروعات وفعاليات الجذب الجماهيري في المملكة عامة والعاصمة الرياض خاصة وبالتالي الاحتفاء الشديد بأي منشط يشعر فيه الناس بسويّتهم ككائنات بشرية لا يمكن أن تعيش الا ضمن جماعات متجانسة فالإنسان كائن اجتماعي بطبعه كما هو معروف. لهذا تحوّلت (ضارة) ندرة مشروعات الجذب الجماهيري في الرياض إلى (نافعة) لمعرض الكتاب هكذا بكل بساطة. هذا بالطبع لا ينزع صفة الميل للقراءة الجادّة من كثير من شرائح المجتمع إناثا وذكورا، صغارا وكبارا، وقد لاحظت وربما لاحظ غيري بأن أكثر زوار المعرض انضباطا وتحديدا للهدف هم النساء اذ قلما تجد سيدة / آنسة ليس معها قائمة تحوي عناوين الكتب التي أتت من اجل اقتنائها. الآن.. وهذا الشغف بالكتاب يزداد ويُشكّل التعلق به منحىً جاذبا للجماهير لماذا لا نستغل هذا الشغف في مشروع ثقافي سياحي يستثمر في المعرفة، كيف؟ أقول لكم كيف حسب رؤية رجل موسوعي خبير: اثناء تجوالي في معرض الرياض للكتاب الجارية فعالياته هذه الأيام قابلت عالِم "الإناسة" إن صحّت التسمية، الأستاذ الدكتور سعد الراشد ودار حوار قصير حول الكتاب وشجونه فقال: ألا يدفع هذا الاقبال المبهج للتفكير في تخصيص موقع للكتاب وكل ما يمت اليه بصلة (قرابة) من قريب أو بعيد وليكن (أي الموقع) في أحد الأحياء القديمة للعاصمة بعد تطويره وإدخال اللمسات التراثية بحيث يجمع المكان كل ما له علاقة بالكتاب بجانب بعض الأنشطة الترفيهية الجاذبة والكافيهات وخلافه تحت مسمى (قيصريّة الكتاب)؟ شجّعتني الفكرة لأقترح موقعا بالقرب من حي (البجيري) بالدرعية حيث مناسبة المكان تراثيا وسياحيا وأيضا سهولة الوصول اليه مع توفر مواقف للسيارات. السؤال موجّه للهيئة العليا لتطوير منطقة الرياض: ألا تستحق العاصمة (قيصرية) للثقافة والفن والكتاب؟ aalkeaid@hotmail.com لمراسلة الكاتب: aalkeaid@alriyadh.net