قصف إسرائيلي هستيري على غزة يسبق اجتياحا بريا وشيكا

  • 10/11/2023
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

غزة - شنت إسرائيل ليل الثلاثاء احد اعنف هجماتها الجوية في قطاع غزة ردا على عملية طوفان الأقصى متوعدة بشن عملية برية في حين تعهد الرئيس الأميركي جو بايدن بدعم الدولة العبرية محذرا أي طرف من العمل على الاستفادة من الوضع. وتقول كل المؤشرات الى أن اسرائيل تستعد لاجتياح بري واسع لقطاع غزة وان القصف العنيف للقطاع يستهدف تهيئة الأرضية لعملية برية قد تكون مكلفة للطرفين بينما اكدت كتائب القسام وفصائل المقاومة الفلسطينية أنها مستعدة لكل السيناريوهات. وقال الجيش الإسرائيلي إن عشرات من طائراته المقاتلة قصفت أكثر من 200 هدف خلال الليل في حي بمدينة غزة قال إن حماس استخدمته لشن موجة غير مسبوقة من الهجمات في حين تحدثت مصادر فلسطينية عن محو أحياء باكلمها بفعل القصف. وقتل أكثر من 30 شخصا وجرح المئات في مئات الضربات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة ليل الثلاثاء الأربعاء، على ما أفاد مسؤول في حكومة حماس الأربعاء. وذكرت وزارة الصحة في غزة أن 950 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب 5000 في القطاع الساحلي المكتظ بالسكان. واجتاح مسلحون من حماس يوم السبت أجزاء من جنوب إسرائيل انطلاقا من قطاع غزة، في أعنف هجوم فلسطيني في تاريخ إسرائيل. وافاد الجيش الإسرائيلي إن عدد القتلى في إسرائيل وصل إلى 1200 في حين أصيب أكثر من 2900. وقال المتحدث باسم الجيش اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس في مقطع مصور على موقع إكس، تويتر سابقا، "تكبدنا خسائر بشرية فادحة للغاية". وأغلب القتلى الإسرائيليين من المدنيين الذين لقوا حتفهم بالرصاص في المنازل أو الشوارع أو في حفل راقص في الهواء الطلق. وأُسر عشرات الإسرائيليين وآخرون من جنسيات أخرى واقتادهم المسلحون إلى غزة، وظهر بعضهم على وسائل التواصل الاجتماعي أثناء عرضهم في الشوارع. وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية أن السلطات أبلغت عائلات مفقودين ان هنالك 350 شخصا لم يتم العثور عليه. وهدد مسلحو حماس الذين يحتجزون جنودا ومدنيين إسرائيليين يوم الاثنين بإعدام أسير مقابل كل منزل في غزة يتعرض للقصف دون سابق إنذار، لكن مع حلول ليل الثلاثاء لم يكن هناك ما يشير إلى أنهم فعلوا ذلك. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت متحدثا للجنود قرب السياج الحدودي مغ غزة "حماس تريد تغييرا وستحصل عليه. فما كان في غزة لن يكون موجودا بعد الآن". وأضاف "بدأنا الهجوم من الجو، وسنأتي لاحقا من البر أيضا. سيطرنا على المنطقة منذ اليوم الثاني ونحن في حالة هجوم. وستشتد حدته". وكانت إسرائيل قد سحبت قواتها من غزة في 2005 بعد احتلاله 38 عاما، وتبقيه تحت الحصار منذ سيطرة حماس عليه في 2007. والحصار الذي أعلنته يوم الاثنين سيحول دون دخول الغذاء والوقود. وقالت ثلاثة مصادر أمنية إن وابلا من الصواريخ أُطلق على حدود إسرائيل الشمالية من جنوب لبنان مما أدى إلى قصف إسرائيلي في المقابل. وقال الجيش الإسرائيلي إن المزيد من القذائف أُطلقت من الأراضي السورية لكنها سقطت في مناطق مفتوحة، وإنه رد على إطلاق النيران، مما يزيد المخاوف من أن يتحول العنف إلى حرب أوسع نطاقا. وقال المتحدث العسكري الإسرائيلي كونريكوس "لا نعرف حتى الآن ما إذا كانت القوات المسلحة السورية هي التي أطلقت هذه الصواريخ، أو أي من الميليشيات الإيرانية العديدة الموجودة التي يرحب بها النظام السوري أو حزب الله أو أي فصيل آخر". وأضاف "ما نعرفه هو أننا رددنا بإطلاق النار باتجاه مصادر النيران والوضع هناك هادئ حاليا". ودوت صفارات الإنذار ليلا في بلدات إسرائيلية قريبة من حدود غزة، للتحذير من إطلاق صواريخ. ردود الفعل العالمية وفي البيت الأبيض، وصف بايدن هجمات حماس بأنها "شر مطلق". وقال إن واشنطن تسارع بتقديم مساعدات عسكرية إضافية لإسرائيل، بما في ذلك الذخيرة والصواريخ الاعتراضية لدعم نظام القبة الحديدية للدفاع الجوي. ودعا إسرائيل إلى اتباع "قوانين الحرب" في ردها. وأضاف للصحفيين أن الولايات المتحدة "عززت وضع قوتنا العسكرية في المنطقة لتعزيز قدرتنا على الردع"، عن طريق وسائل منها تحريك مجموعة حاملة طائرات هجومية وطائرات مقاتلة. وأردف "نحن على استعداد لنقل أصول إضافية حسب الحاجة... دعوني أقول مرة أخرى لأي دولة، وأي منظمة، وأي شخص يفكر في الاستفادة من الوضع، لدي كلمة واحدة: لا تفعلوا ذلك"، في إشارة واضحة إلى إيران ووكلائها في المنطقة. ويقول المسؤولون الأميركيون إنه ليس لديهم أدلة على أن إيران دبرت الهجمات، لكنهم يشيرون إلى دعم طهران طويل الأمد لحماس. ودعا خالد مشعل الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة حماس إلى خروج مظاهرات في أنحاء العالم العربي يوم الجمعة دعما للفلسطينيين. ودعا مشعل، الذي يشغل حاليا منصب رئيس مكتب حماس في الخارج، في بيان مسجل إلى النزول إلى "الميادين والساحات في الشارع العربي والإسلامي... في جمعة طوفان الأقصى". وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إن بايدن أوفد الوزير أنتوني بلينكن إلى إسرائيل. وأضاف أن بلينكن سيغادر إلى المنطقة اليوم الأربعاء وسيلتقي بمسؤولين إسرائيليين لتقديم "رسالة تضامن ودعم". وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إن واشنطن تتحدث أيضا مع إسرائيل ومصر بشأن فكرة إنشاء ممر آمن للمدنيين للخروج من غزة. في غضون ذلك، اقترب الائتلاف اليميني الذي يتزعمه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزعماء المعارضة من تشكيل حكومة وحدة طارئة. وسارعت دول من بينها فيجي وكوريا الجنوبية والدنمرك وجمهورية التشيك وكندا لإجلاء مواطنيها، وتقطعت السبل بالعديد منهم بعد أن ألغت شركات الطيران الكبرى رحلاتها. لا يوجد مكان آمن وأفادت وسائل إعلام فلسطينية بأن غارات جوية إسرائيلية قصفت منازل في مدينة غزة ومدينة خان يونس الجنوبية وفي مخيم البريج للاجئين وسط غزة. وذكرت التقارير أن أحد المنازل التي تعرضت للقصف يعود لوالد محمد الضيف، زعيم الجناح العسكري لحركة حماس في غزة. وأفادت التقارير بمقتل شقيق الضيف وأفراد آخرين من عائلته. ونشد سكان المساعدة على وسائل التواصل الاجتماعي، وقالوا إن العديد من المباني انهارت، مما أدى في بعض الأحيان إلى محاصرة ما يصل إلى 50 شخصا داخلها، ولم يتمكن عمال الإنقاذ من الوصول إليهم. وقالت الأمم المتحدة إن أكثر من 180 ألفا من سكان غزة أصبحوا بلا مأوى، وتجمع الكثير منهم في الشوارع أو في المدارس. وفي مشرحة مستشفى خان يونس بغزة أمس الثلاثاء، وضعت الجثث على محفات على الأرض فيما كتبت الأسماء على بطونها. ودعا المسعفون الأقارب إلى الإسراع بأخذ الجثث لأنه لم يعد هناك مكان للمزيد. وأصيب مبنى بلدية أثناء استخدامه ملجأ للطوارئ. وتحدث ناجون هناك عن سقوط العديد من القتلى. وقال علاء أبو طير (35 عاما)، الذي لجأ إلى المبنى مع عائلته بعد فراره من عبسان الكبيرة بالقرب من الحدود "لا يوجد مكان آمن في غزة، كما ترون فإنهم يضربون كل مكان". وقال مسؤول في حماس إن اثنين من أعضاء المكتب السياسي للحركة،هما جواد أبو شمالة وزكريا أبو معمر، قتلا في غارة جوية في خان يونس. وذكرت وزارة الخارجية الفلسطينية إن الضربات الإسرائيلية دمرت منذ يوم السبت أكثر من 22600 وحدة سكنية وعشر منشآت صحية وألحقت أضرارا بما يصل إلى 48 مدرسة. وكتب المبعوث الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور في رسالة إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أمس الثلاثاء "مثل هذا الإذلال الصارخ ومحاولات إخضاع شعب بالقنابل واستخدام التجويع كوسيلة للحرب والقضاء على وجوده الوطني لا يمكن وصفه سوى بالإبادة الجماعية". وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، الذي ندد بهجمات حماس، إن "القانون الدولي الإنساني واضح: يظل الالتزام بالحرص الدائم لتجنب السكان المدنيين والأهداف المدنية ساريا طوال الهجمات". واندلع العنف أيضا في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية، حيث قالت الشرطة الإسرائيلية إنها قتلت فلسطينيين أطلقا ألعابا نارية على أفرادها مساء أمس الثلاثاء. وفي الضفة الغربية، قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن 21 فلسطينيا قتلوا وأصيب 130 في مواجهات مع القوات الإسرائيلية منذ يوم السبت.  

مشاركة :