برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز تتوج مؤسسة الملك فيصل الخيرية في حفلها السنوي لجائزة الملك فيصل العالمية ثماني شخصيات عربية وعالمية نظير إنجازاتهم الفكرية والعلمية والذين قررت لجان الاختيار فوزهم بفروع الجائزة الخمسة، وذلك في مساء الأربعاء 23 مارس الجاري. وأوضح الأمين العام للجائزة د.عبدالعزيز السبيل أنّ اللجنة قررت منح جائزة الملك فيصل العالمية ل(8) فائزين في(5) مجالات. وعبر عدد من الفائزين بجائزة الملك فيصل العالمية 2016م عن أن قيمة ومكانة الجائزة عالمياً تجعل الفوز بها بجدارة مصدر فخر للجميع وأمنية لجميع الباحثين والعلماء خاصة وان جميع الفائزين بجوائزها على مدى قرابة نصف قرن هم من كبار الباحثين في مجالاتهم على المستوى العالمي. وقال معالي "د.الشيخ صالح بن عبدالله بن حميد": لقد فوجئت بفوزي بجائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام لهذا العام، وأشكر القائمين على الجائزة لحسن ظنهم بي، فالجائزة لها عالميتها وحياديتها ولا يمكنني القول أكثر من جعلني الله عند حسن ظن المرشحين لي، وأهمية فوزي بها تنبع من أهمية الجائزة. وأكبر "أ.د.محمد مفتاح" بجائزة الملك فيصل العالمية تعاليها عن عوامل التفرقة قائلاً: "وعليه، فإن الجائزة موحدة من حيث جمعها بين علوم متنوعة، ومن حيث تعاليها عن عوامل التفرقة بين بني آدم، وعن محددات الزمان والمكان، ومقتضيات الأحوال، بهذا كله كانت الجائزة سباقة لدعوة ما صار شعارا مرفوعا الآن في أصقاع الأرض كافة". كما عبر معالي "أ.د.عبدالله الغنيم" عن سعادته حين أبلغ باختياره للحصول على جائزة الملك فيصل العالمية قائلاً: "لقد تضاعفت سعادتي وأحسست بأن إنجازاتي مُقّدرة، وخاصة من هذه المؤسسة العالمية عالية الصيت رفيعة المكانة لحياديتها وموضوعيتها، وإنني لأعبر عن بالغ اعتزازي وفخري بالحصول على هذه الجائزة العالمية الرفيعة". من جانبه قال البروفيسور "فمسي موثا": "يشرفني كثيرا أن أفوز بجائزة الملك فيصل العالمية، خاصةً عندما ألقي نظرة على قائمة الفائزين السابقين، والتي تتضمن العديد من العلماء العظماء الذين كانوا مثالاً لي طوال مسيرتي". واعتبر البروفيسور "ستيف جاكسون" إنّه لشرف عظيم أن يحصل على جائزة الملك فيصل العالمية لعام 2016م عن فئة العلوم، مضيفاً: "أود أن أغتنم هذه الفرصة لأشكر كثير من الناس المخلصين والمبتكرين والموهوبين الذين عملوا في مختبري على مر السنين، لأنّ المختبر يفتح آفاقا جديدة للعلم الذي بدوره قادني لتلقي هذه الجائزة". وأكّد البرفسسور "هان جريت برونر" على أنّ هذه الجائزة تتمتع بمكانة عالمية مرموقة، فالفائزون السابقون بهذه الجائزة في فئات العلوم والطب، هم من الشخصيات الكبيرة، وهم أبطال حقيقيون، وعلى مستوى عال جداً في مجال العلوم، مضيفاً: "هذه الجائزة سوف تعطينا فرصة لتجربة أشياء جديدة، ليس في مجال البحث في جينات المادة الوراثية فقط، بل أيضاً في الحمض النووي بين الجينات"، مؤكّداً أنّ جائزة الملك فيصل العالمية تتماشى مع التقاليد العلمية الجليلة. من جهته لفت البروفسور يوريس فيلتمان إلى أنّ عدد من الفائزين السابقين الذين نالوا أيضاً جائزة نوبل، مضيفاً: "إنّه لشرف عظيم أن تضاف أسماؤنا إلى هذه القائمة. نحن نشعر بالفخر لقبول هذه الجائزة نيابة عن الفريق بأكمله من الأشخاص الذين عملوا معنا". الفائزون بالجائزة خدمة الإسلام حاز فضيلة الشيخ د.صالح بن عبدالله بن حميد «السعودية» -المستشار بالديوان الملكي وعضو هيئة كبار العلماء وإمام وخطيب المسجد الحرام ورئيس مجمع الفقه الإسلامي الدولي بجدة- جائزة (خدمة الإسلام) لقاء دوره في مجمع الفقه الإسلامي الدولي، الذي يمثل المرجعية الفقهية للأمة في القضايا الحادثة والمستجدة، إذ بذل معاليه جهدا مميزا في أدائه بحكمة عالية، ورؤية علمية عميقة، تجمع بين الرأي الفقهي المؤصل، واستيعاب متغيرات العصر الحاضر وقدرة على التأثير الإيجابي في تناول القضايا الفقهية المعاصرة، وتمتعه بشخصية علمية شرعية وطرح فكري رصين، وعدالة ووسطية، هيأته لأن يكون من أهم الشخصيات الإسلامية العالمية التي تخدم الدين الإسلامي ولجهوده التعليمية والدعوية التي تمثلت في إلقاء مئات الدروس والمحاضرات والندوات العلمية الرصينة في المراكز العلمية والثقافية واهتمامه بقضايا الأمة الإسلامية، خلال التدريس والإفتاء، ومئات الخطب التي ما يزال يلقيها في المسجد الحرام، والتي تعد نقلة نوعية مميزة في موضوعاتها، وتأليفه كثيرا من الكتب الإسلامية التي تبرز سماحة الإسلام وقيمه وتاريخه. الدراسات الإسلامية ونال الأستاذ د.عبدالله بن يوسف الغنيم «الكويت» -رئيس مركز البحوث والدراسات الكويتية- جائزة (الدراسات الإسلامية) لقاء مجموعة أعماله في الجغرافيا عند المسلمين تأليفا وتحقيقاً وتميزه في إحياء مصطلحات عربية قديمة لأشكال سطح الأرض، وإعادة توظيفها في الجغرافية المعاصرة كما في كتاب «اللؤلؤ»، وكتاب «في التراث الجغرافي العربي ورصده التاريخي غير المسبوق للزلازل كما في كتابه «سجل الزلازل العربي» وتتوج الجائزة جهوده الحثيثة والمضنية ونشاطه الميداني على مدى العقود الماضية والتي تمثلت بعدم ركونه لأداء دروسه ومحاضراته بالقاعات المغلقة، بل انتفض وبهمة ونشاط وأخذ طلابه معه في رحلات مكوكية يمتر أراضي الصحاري القفار للوقوف على طبيعة طبوغرافية المكان والواقع وعدم الاكتفاء بالصور المنقولة منقباً عن ما يدعم أبحاثه. اللغة العربية والأدب وفاز بجائزة (اللغة العربية والأدب) مناصفة كل من: - د.محمد عبدالمطلب «مصر» نظير إنجازاته في مجال التحليل التطبيقي للنصوص الشعرية؛ إذ درس النصوص بكفاءة واقتدار، موائما بين معرفة عميقة بالتراث والنظريات الأدبية الحديثة. - ود.محمد مفتاح «المغرب» تقديراً لجهوده العلمية المميزة في تحليل النص الشعري العربي؛ إذ وظف معارفه العلمية الحديثة في تحليل النصوص الشعرية بعمق وأصالة، مع قدرة فذة في الوصف والتحليل، ووعي بقيمة التراث وانفتاح على الثقافة الإنسانية. الطب وذهبت جائزة (الطب) مناصفة ل»هولنديين» هما: - د.هان جريت برونر -أستاذ الوراثة الطبية ورئيس قسم الوراثة البشرية في المركز الطبي لجامعة راتبوات في نايميجان، ورئيس قسم الوراثة الإكلينيكية في المركز الطبي لجامعة ماسترخت-. - ود.يورس فلتمان -أستاذ تطبيقات الجينوم في مركز نايميجان الطبي لجامعة راتبوات، والمركز الطبي لجامعة ماسترخت-. وقد منحت لهما الجائزة نظير تميزهما بدورهما في الارتقاء بالتطبيقات السريرية للجيل القادم في علم الجينات إلى التشخيص الإكلينيكي، إذ إنهما طورا طرقا عملية لتحليل عينات للمرضى المشتبه أن لديهم أمراضا وراثية وقد حفز ذلك لإدخال هذه التقنيات إلى العيادة الطبية، إضافة إلى أنهما كوّنا فريقا بدأ بتعاون دولي في أبحاث الجينات وتشخيصها، ونشرا بحوثهما في مجلات علمية مميزة عالميا، وحصلا على اعتراف من زملائهما في التخصص بأنهما عالمان مبتكران. العلوم -علم الحياة، «البيولوجيا» ومنحت جائزة (العلوم-علم الحياة- البيولوجيا) مناصفة لأميركي وبريطاني هما: - د.فمسي كريشنا موثا «الولايات المتحدة الأميركية» - ود.ستيفن فيليب جاكسون «المملكة المتحدة البريطانية» واستحق د.فاسمي موثا الجائزة لقاء استخدام الميتاكوندريون -المسؤولة عن إنتاج الطاقة في الخلية- كنموذج جديد يربط بين الجينومكس والبروتيومكس والاستقلاب وعلم الحاسوب الحيوي، وباستخدام هذه الإستراتيجية التكاملية استطاع د.موثا أن يتعرف على حلقة الوصل بين الاختلال الوظيفي في الميتاكوندريون على مستوى الجزيئات والأمراض المستعصية، مثل مرض السكري، ويعدّ ذلك إسهاما في إيجاد تطبيقات جديدة في التشخيص والعلاج. أما د.ستيفن جاكسون، فقد فاز بالجائزة لإسهاماته المميزة في التعرف على الصلة بين آليات اضطراب الجينوم وعلاقة ذلك بمرض السرطان، وبصفة خاصة استطاع أن يكتشف العوامل الجزيئية لإصلاح الحمض النووي. كما يرجع الفضل إلى د.جاكسون في ابتكار أسلوب جديد لتحويل نتائج أبحاثه إلى أدوات لمعالجة السرطان.
مشاركة :