ارتبطت "طقطقة" المفاصل كثيرًا بالتحذير من المعاناة من خشونة المفاصل، والحقيقة أنَّ هذه "الطقطقة" لا تُفضِي بأي حالٍ من الأحوال إلى خشونة المفاصل، وقد اختلفت نظريات الباحثين حول سبب صوت "طقطقة" المفاصل بين فقاعات غازية للسائل الزليلي، وتكوين تجويف، وغيرها. وبغض النظر عن السبب، وبعيدًا عن خشونة المفاصل، هل لـ"طقطقة" المفاصل أي مخاطر حقيقية؟ ينتاب كثيرًا من الناس رغبة في "طقطقة" المفاصل لعِدّة أسباب، مثل: يُحبُّ بعض الناس سماع صوت "طقطقة" الأصابع أو المفاصل، ما يجعل هذه العادة مستمرة لديهم على مدار اليوم. يظنُّ جزءٌ من البشر أنَّ "طقطقة" المفاصل، تُفسِح مجالاً، أو تُوفِّر مساحة إضافية في المفصل، ما يُخفِّف الضغط داخل المفصل، ويُعزِّز حركيته، وعلى الرغم من إحساس بعض الناس بهذا، فإنَّه لا يتوفَّر دليلٌ حقيقي على هذا الكلام. إثر تعرُّض الإنسانٍ لضغطٍ أو موقفٍ عصيب، قد يعبث بشعر رأسه، أو يفرك أصابعه، أو "يطقطق" أصابعه، فهي وسيلة لشغل اليد إذا كان المرء على وشك فقد أعصابه. يحتاج الإنسان الذي يُعانِي التوتر إلى إخراج كبته وتوتره في شيءٍ ما، ولا أقرب إليه من أصابع يده للبدء في "طقطقتها". ما إن يبدأ المرء في "طقطقة" أصابعه أو مفاصله لأيٍ من الأسباب السالِف ذكرها، فقد يتحوَّل ذلك إلى عادةٍ لديه، يُواظِب عليها دون حتى أن يُفكِّر قبل فعلها، ويتأكَّد ذلك عندما يجد المرء نفسه "يطقطق" أصابعه أو مفاصله عدة مرات خلال اليوم دون أن يعي ذلك أو يُركِّز فيه. يُمكِن تعريف عادة طقطقة المفاصل بالقيام بها 5 مرات أو أكثر في اليوم الواحد حسب موقع "healthline". اقرأ أيضًا:أيهما أفضل لضخ الأنسولين: أومني بود 5 أم أومني بود داش؟ افترض الخبراء عِدَّة نظريات لتفسير صوت "طقطقة" المفاصل، أبرزها ما يلي: عندما يمد المرء أحد مفاصله، ينخفض الضغط داخله، مُطلِقًا أي غازٍ، مثل ثاني أكسيد الكربون، وهذا الغاز يخرج في صورة فقاعات. هذا عند مدّ أو فرد المفصل، أمَّا "الطقطقة"، فتخلق فراغًا تملؤه الغازات، وعندما يسحب الشخص إصبعه لـ"طقطقة" مفاصله مثلاً، يزداد الضغط المُحِيط فجأةً، ما يُطلِق فقاعات الغاز، ومِنْ ثَمَّ يحدث الصوت المعروف. جدير بالذكر أنَّ السائل الزليلي هو السائل الموجود داخل المفاصل، والذي يُحافِظ على مرونتها وحركيتها. افترض باحثون آخرون أنَّ صوت "طقطقة" المفاصل ناجِم عن تكوين تجاويف، وهذا بعد أن اطَّلعوا على ما حدث للمفاصل باستخدام أشعة الرنين المغناطيسي. أدخل العلماء أصابع المتطوعين خلال الدراسة داخل أنبوبٍ مرن، يُستخدَم لجذب المفصل، ثُمَّ قاموا بـ"طقطقة" المفصل، والتقاط الصور. وأظهرت النتائج تكوُّن سريع لتجويف داخل المفصل عند نقطة الانفصال، بل ظل التجويف مرئيًا حتى بعد اختفاء صوت "الطقطقة". اقرا أيضًا:علاج الثآليل في الرقبة عند الرجال.. طرق منزلية وطبية مجربة تُبقِي الأوتار العضلات متصلة بالعظام، بينما تربط الأربطة بين العظام، وقد يصدر صوت "الطقطقة" بسبب الأربطة؛ إذ تُشدّ أثناء حركة المفصل. كذلك، قد تُحدِث الأوتار صوت "الطقطقة" عندما تنتقل من مكانها وتعود إلى موضعها خلال حركة المفصل. عادةً يسمع الناس صوت "طقطقة" في مفاصل الركبة والكاحل عند القيام من جلوسٍ، صعود أو نزول السلالم؛ نتيجة الأوتار. قد يكون صوت "طقطقة" المفاصل، مثل المرفق، دليلاً على عدم استقراره وفقًا للرابطة الأمريكية لجرَّاحي العظام. ويتأكَّد ذلك حال وجود أي ألمٍ مع "طقطقة" المفصل، فهذا دليل على تلفه، وربَّما تمزُّق الغضروف الذي يوسده؛ لذا ينبغي زيارة الطبيب على الفور حال الشكّ في مثل ذلك. أشار موقع "medicalnewstoday" إلى دراساتٍ عديدة لم تثبت أي ارتباطٍ بين "طقطقة" المفاصل وخشونتها، وقد بحث أحد الأطباء ذلك على نفسه بـ"طقطقة" براجم (مفاصل بين سلاميات الأصابع) يده اليُسرَى مرتين كل يوم، ولمدة 50 عامًا. لم يتطرَّق الطبيب إلى "طقطقة" مفاصل يده اليُمنَى، وعلى كلٍ لم يُعانِي التهاب المفاصل أو خشونتها في أي من اليدين، كما أورد بعدم وجود فرق بين مفاصل اليدين بعد كل ذلك. لا تُؤدِّي "طقطقة" المفاصل إلى خشونتها ولا زيادة حجمها، لكن ذلك لا يعني خلوها من المخاطر، بل قد تُسبِّب مشكلات أخرى، مثل: إذا "طقطق" المرء مفاصله بطريقة خاطئة، كأن يسحب أو يضغط بقوة مفرطة، فسيعلم على الفور أنَّه كان مُخطئًا؛ لأنَّ "طقطقة" المفاصل الخاطئة تُسبِّب الألم، ولا يُفترَض أنَّ تكون مؤلمة بأي حالٍ من الأحوال. اقرا أيضًا:هل يمكن أن يكون الاكتئاب وراثيًّا؟ قد يُعانِي بعض الناس تورُّمًا إثر "طقطقة" المفاصل؛ نتيجة إصابة رباطٍ ما، أو خلع إصبع نتيجة "طقطقة" بشكل خاطئ، وفي هذه الحالة ينبغي استشارة الطبيب. بالظهر فقرات تحمي الحبل الشوكي، وتُوفِّر مرونة مناسبة للظهر، كما أنَّ الأعصاب الخارجة من الحبل الشوكي، تتحكَّم في كل شيءٍ في الجسم تقريبًا. لذا فإنَّ أي حركةٍ خاطئة في الظهر أو الرقبة، قد تُتلِف هذه الأعصاب، أو الحبل الشوكي، ومِنْ ثَمَّ ينبغي أخذ مزيدٍ من الحذر عند "طقطقة" الرقبة أو الظهر. ثمَّة أسبابٌ عِدَّة تدفع بعضنا إلى "طقطقة" المفاصل، فالتعرُّف إلى الأسباب هي الخطوة الأولى، ثُمَّ يُمكِن اتِّباع النصائح الآتية في التخلص من هذه العادة أو تخفيف وطأتها قليلاً: ارصد ما حولك، وما يدفعك إلى "طقطقة" المفاصل، فقد يكون تصرُّف تلقائي منك عند وقوع بعض المواقف، ومِنْ ثَمَّ فمُطالعة هذه العوامل، تُمكِّنك من اتخاذ ما يلزم للتعامل معها قبل البدء في "طقطقة" المفاصل. التوتر مثال على ذلك، فإن بدأ ينتابك، يُمكِنك القيام والمشي حول مكتبك لدقيقتين مثلاً، أو القيام بأي نشاطٍ آخر سوى "طقطقة" الأصابع. يجد بعض الناس راحتهم في "طقطقة" المفاصل، ومِنْ ثَمَّ فقد لا يرغبون في التوقف عن هذه العادة، وفي تلك الحالة يُنصَح بممارسة بعض التمارين لتقوية العضلات حول المفاصل، وتعزيز وظيفتها، وقدرتها على التحمُّل. ويُفضَّل استشارة مُختصّ العلاج الطبيعي؛ لتحديد التمارين الرياضية المُناسِبة لك، والآمنة لفعلها في المنزل. اقرأ أيضًا:اختراع مذهل يساعد مرضى السكري بدلاً من وخز الأصابع يُخرِج مُعظَم الناس توترهم وقلقهم في "طقطقة" الأصابع؛ لذا ينبغي التعامل مع هذا التوتر أولًا، وذلك من خلال: - التنفُّس العميق. - التمارين الرياضية. - التأمل. - أداء بعض الأنشطة المُخفِّفة للتوتر، مثل الضغط على كرة مطاطية. عادةً لا تُسبِّب "طقطقة" المفاصل أضرارًا أو مشكلات صحية، ولا حتى خشونة المفاصل، لكن ينبغي زيارة الطبيب إن عانى الإنسان أيًّا مما يلي: - الألم. - صعوبة حركة المفصل بشكل طبيعي. - التورُّم. تدل هذه العلامات على حدوث خطأ ما كإصابة الأصابع، أو خلعه، ومِنْ ثَمَّ لا بُدَّ من المشورة الطبية.
مشاركة :