نميل بطبيعتنا البشرية إلى كسب ود الآخرين، والتعامل برقي مع كل المحيطين كون الاحترام هو السمة الأهم والأبرز في أي علاقة، سواء كانت شخصية، عائلية أو عملية، وهو ما يصبو إليه الجميع ليعم الرقى والتبجيل على الدوام. الفكرة التي تفرض نفسها هنا هي معرفة الطريقة التي يمكن أن تصير بها محل احترام المحيطين من دون تقديم تنازلات، وهي مسألة تتطلب بعض المهارات التي ترتبط في الأساس بطبيعة الشخصية ومرونتها. اكتساب احترام الغير ليس من الأمور التي نتعلمها في المدارس أو نتوارثها من ذوينا، بل هي مهارة يمكن اكتسابها والتمرس عليها وإتقانها لننال من ورائها ما نريد على صعيد الود والاحترام من جانب الأشخاص المحيطين. ونستعرض في هذا التقرير مجموعة من الطرق الفعّالة التي يمكنك تعلمها واعتمادها في تعاملاتك المختلفة مع المحيطين، إذ إنها ستضمن لك أن تصير محل احترامهم وتبجيلهم بصورة كبيرة، من دون أن تضطر لتقديم تنازلات. لعل أكثر نصيحة يقدمها خبراء العلاقات للرجال فيما يخص تعاملاتهم مع الغير هي أن يبنوا تصرفاتهم وأفعالهم مع الغير بطريقة سوية، بحيث لا يضطرون لتقديم تنازلات من ناحية، ولا يظهرون على أنهم فاشلون من ناحية أخرى. وأشار الخبراء إلى أن اكتساب احترام الغير أهم وأفضل من اكتساب إعجابهم، وذلك لأن الاحترام يعني أن الآخرين يتعاملون معك على أنك ذا شأن، وأنك شخص جدير بقدر كبير من الاحترام والتبجيل في آن واحد. والحقيقة المهمة التي يجب عليك معرفتها هو أنك لن تنال الحب من الجميع، لكن بمقدورك أن تتخذ الطريق الذي يجبر الجميع على التعامل معك باحترام والنظر إليك بطريقة تعكس مدى سمو قدرك وعلو شأنك. ونقدم فيما يلي قائمة تشمل أبرز 10 طرق لكسب الاحترام من الآخرين، وهي نصائح تضمن لك حدوث تغير حقيقي بشكل إيجابي في الطريقة التي يتفاعل بها الآخرون معك والتي يأتي على رأسها التعامل بتقدير واحترام. بعد تعرفك على ذاتك جيدًا، لا تتوقف عند هذا الحد، بل عليك أن تستمر في تعليم وتطوير نفسك، لأن النمو الشخصي هو جزء رئيس من وجودنا كبشر، كونه يبقينا في حالة من النشاط والحيوية والتشبع. والحقيقة التي شدد عليها الباحثون وفق ما وجدوه في كثير من دراساتهم هي أنك لو بقيت مكانك في الحياة ولم تطور من ذاتك، فستتحول إلى شخصية راكدة ومملة، بينما في المقابل، يميل الناس إلى احترام وتقدير الأشخاص الذين يدخلون في تحدي مع أنفسهم ويسعون لمواصلة رحلة التعلم. ولهذا يمكنك أن تحرص على تحسين قدراتك بتعلم مهارات إضافية، أو الانخراط في ممارسة هوايات جديدة. وأيا كان الطريق الذي ستسلكه، فالمهم هو السعي لتنمية الذات والعمل في نفس الوقت على تنمية العقلية. اقرأ أيضًا:متى نقول عن الرّجل: إنّه رجل؟!.. 4 كتب في سيكولوجية الرجل تحاول الإجابة من الصعب أن تحظى باحترام وتقدير المحيطين بك وأنت توجه نظرك للأسفل، أو تبدو أكتافك وكأنها متراخية، أو تبدو كأنك منغلق على العالم، والأحرى بك أن تقف شامخًا، وأن تبدو هادئًا وواثقًا طوال الوقت. وعليك أن تتذكر دائمًا أن إظهارك لغة جسد قوية من خلال حركة رأسك، وعينيك، وكتفيك وقوامك ككل في مختلف المناسبات هو أحد أسرار اكتساب الاحترام والتقدير من قبل المحيطين، ولك أن تعلم أن من ضمن مقومات ظهورك بشخصية قوية هو التحلي بالثقة بالنفس والتعامل مع الغير على هذا الأساس. قد يكون لديك لغة جسد قوية، لكنك إن لم تنظر للناس بشكل مباشر في أعينهم، فستفقد الكثير من قوتك وحضورك وشخصيتك في نظرهم. ولهذا يجب عليك أن تتأكد من القدرة على النظر لمن حولك في أعينهم بمنتهى الثقة، لأن ذلك إشارة دالة على أنك تحترم ذاتك وأنك تحترمهم أيضًا. والنصيحة التي يقدمها الخبراء هنا هو أنه حال التحدث مع شخص ما، فعليك أن تنظر في عينه لمدة ما بين 5 إلى 10 ثوان قبل أن تنظر لشيء آخر لفترة وجيزة، وهي طريقة يجب تعلمها والمداومة عليها، ولا تنظر مثلاً إلى هاتفك، أو إلى ساعتك وأنت مندمج في الحديث مع شخص ما. عليك باتباع القاعدة القديمة التي تطالبك بضرورة أن تعامل الناس بنفس الطريقة التي تود أن يعاملوك بها. فلو تعاملت مثلاً بسخافة مع أحد، فسيردها لك بنفس الطريقة، والعكس صحيح، لذا يجب أن تتعامل بتقدير مع المحيطين، وأن تدرك أن لكل منهم وجهة نظر في الحياة وهو ما يجب احترامه. وبينما نتصور أن الآخرين ينظرون للأشياء بنفس طريقتنا، ويفكرون في الأمور مثلنا، لكن ذلك غير صحيح، لأن لكل واحد فكره وطريقته، وهو ما يجب أن نحترمه في الغير، ونبني عليه في علاقاتنا. لا بد من أن يكون لك وجهة نظر في الأمور من حولك وأن تدعم ذلك بآراء سديدة مبنية على حكمة وخبرة في المواضيع التي تهمك، ولك أن تعلم أن تقديمك أفكار ذات معنى لن يعزز من قدرتك على التحاور فحسب، بل سيزيد من مهارة القيادة لديك أيضًا، ما سيعود على شخصيتك بالإيجاب. اقرأ أيضًا:للقادة 4 كتب مهمة عن علم الاجتماع بينما من المهم أن يكون لديك آراؤك القوية في الكثير من الأمور من حولك، لكن على نفس القدر من الأهمية، لا بد أن تكون منفتحًا تجاه آراء ووجهات نظر الغير. وليس معنى ذلك أن تتردد في قناعاتك وأفكارك، بل كل ما عليك هو أن تتبنى أفكارًا جديدة، وتنفتح مع وجهات نظر مختلفة. هناك خط دقيق بين أن تكون شخصًا حازمًا، وأن تكون شخصًا عدوانيًا. فالشخص الحازم يتحدث بثقة عن أفكاره مع احترام الآخرين، أما الشخص العدواني فينغمس في المطالبة بأشياء ويهاجم الغير. ولهذا من المهم جدًا أن تتعلم التعامل بتوازن مع الأمور، بمعنى ألا تفرط في التعامل بحزم أو تميل للتعامل بعدوانية، بمعنى أنك مطالب أن تعبر عن أفكارك بهدوء وثقة، حتى لو كانت تلك الأفكار مغايرة لأفكار الناس من حولك، والأساس هو التزام الاحترام في التعامل، ومحاولة إيجاد أرضية مشتركة. حين يعاملك شخص بطريقة سيئة أو سلبية، أو يهينك أو يتحداك، فعليك أن تتصدى له وتزود عن نفسك، وأن تبقى على موقفك لحين تلمس من الطرف الآخر بعض من التراجع، وإلا فعليك أن تستمر في موقفك القوي دفاعًا عن ذاتك وعن احترامك لنفسك، لأنك إن لم تفعل ذلك، فلن يفعله أحد من أجلك. الإفراط في الغضب والحزن أو حتى السعادة طوال الوقت هو أمر لا يخدم صورتك أمام الناس بأي حال من الأحوال، ولن يجني لك احترام الغير، ولهذا يجب أن تتعلم التحكم في مشاعرك وعواطفك قدر المستطاع، ومن ثم إيجاد طريقة بناءة من أجل التعبير بها عن تلك العواطف بلا دراما. آخر نقطة هي أنك حال لاحظت استمرار أحدهم في مضايقتك، والتعامل معك بقلة تقدير واحترام، فما عليك سوى أن تقوم بإخراجه من حياتك. ولو كان مقربًا منك، فيمكنك خفض مستوى التعامل معه، فالحياة قصيرة للغاية، ولا جدوى من التعامل مع أناس يرفضون احترامك وتقديرك.
مشاركة :