انطلقت، أمس، فعاليات «المؤتمر الخليجي الحادي عشر للتراث والتاريخ الشفهي» الذي تنظمه دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي بمنارة السعديات، تحت عنوان «فنون الأداء الشعبية في مجلس التعاون لدول الخليج العربية والتنميّة المستدامة»، وألقى الكلمة الافتتاحية عن دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي سعود الحوسني، وكيل الدائرة. ثم تحدث د. يوسف محمد إسماعيل، من مملكة البحرين ممثلاً كلمة الدول الخليجية. وجاءت الجلسة الأولى تحت عنوان: «فنون الأداء الشعبية والتنمية المستدامة»، وتحدثت خلالها د. سعاد زايد العريمي، حول دور فنون الأداء الشعبية في التنمية الثقافية المستدامة، ود. يوسف محمد إسماعيل، حول فنون الأداء الشعبية بدول مجلس التعاون الخليجي ووسائل الإعلام، وخالد البدور بمشاركة الملحن إبراهيم جمعة، حول روّاد الأغنية الشعبية في الإمارات، وأدارت الجلسة شيخة عبدالله المطيري. وفي جلسة أخرى بعنوان: «تجارب خليجية رائدة في تعزيز ممارسة فنون الأداء الشعبية» وشاركت فيها كل من د. هند صالح باغفار من السعودية بورقة بعنوان: «كيفية تطوير فنون الأداء الشعبية بدول مجلس التعاون الخليجي»، وشيخة عبدالله المطيري من الإمارات بورقة تضمنت جهود دولة الإمارات العربية المتحدة في حفظ فنون الأداء الشعبية. وتحدث علي عبيد الحفيتي عن تجربة أكاديمية الفجيرة للفنون الجميلة في استدامة فنون الأداء، وأدارت جلسة الحوار د. ناجية الكتبي. وتحدثت د. هند عن المملكة من حيث تنوع المساحة الجغرافية ضمن مناطقها الست، وقدمت لمحة عن تاريخ الأداء الحركي في العالم وأوضحت أوجه التشابه والاختلاف بين فنون الخليج والسعودية، من حيث الإيقاعات المصاحبة للفنون الأدائية وتشابه الآلات المصاحبة وأشهر هذا الأداء الحركي، وأشارت إلى اندثار الكثير من الفنون الشعبية القديمة المصاحبة للأداء الحركي، وتساءلت: لماذا لا يتم إنشاء معاهد متخصصة لتقوم بتطوير لوحة الأداء للنساء والرجال، إضافة إلى اختيار الملابس المناسبة بخاماتها وتطوير فنون الأداء وتقديمها عربياً وعالمياً؟ وقدمت شيخة المطيري شرحاً وافياً عن اهتمام الإمارات بالموروث الثقافي، ومن ضمنه الفنون الشعبية الأدائية التي أسهمت في تعزيز الهوية الوطنية، كما شكلت جزءاً أصيلاً من ذاكرة المكان، مشيرة إلى أهمية المبادرات الثقافية والتراثية والمهرجانات التي تقام في الدولة، حيث تقدم الصورة الصحيحة للفن الأدائي الشعبي. وأكدت المطيري أهمية المكتبة المحلية ودورها في هذا المجال، وهناك رصد لكل ما ينشر من كتب وبحوث ودراسات، وجمع ما وثقته المراجع والمصادر حول فنون الأداء الشعبية، إضافة إلى الاهتمام بالأفراد الذين حفظوا هذه الفنون، ولم تنسَ المطيري أن تذكّر بأهمية ذاكرة المجتمع في حضور هذه الفنون الأدائية في المناسبات الوطنية والمجتمعية. وحملت ورقة علي عبيد الحفيتي عرضاً وافياً عن أكاديمية الفجيرة للفنون الجميلة التي تضم العديد من الاختصاصات والأقسام. ويضم قسم الفنون البصرية الخط العربي، والرسم والتصوير، والتصوير الفوتوغرافي، والنحت. وهناك قسم المسرح والتمثيل، إضافة إلى الباليه. وتحدث عن هدف الأكاديمية في تطوير الموسيقى الإماراتية وإيصالها إلى العالمية، إضافة إلى فنون الأداء الشعبية وما يرتبط بها من أدوات إيقاع وآلات تشكل عناصر معززة للتراث. وأشار الحفيتي إلى أن هذه الأهداف جميعها تحولت إلى خطط، كما أننا نعمل على اكتشاف الموهوبين بالموسيقى وفنون الأداء، ومن ثم صقل قدراتهم أكاديمياً وعملياً من خلال الفرق الفنية المختصة وأدائها في المهرجانات والمناسبات الوطنية والخليجية والعربية والدولية. واختتمت جلسات اليوم الأول، أمس، مع جلسة نقاشية بعنوان: «ممارسة فنون الأداء الشعبية الخليجية بين الواقع والمأمول»، وأدارت جلسة النقاش الشاعرة شيخة الجابري مع كل من محمد علي المعمري، وفيصل محمد حسن المريخي، ومبارك العتيبة. وأشار المعمري في حديثه إلى تاريخ فنون الأداء الشعبية الخليجية، مستعرضاً لمحة عن فنون الأداء الشعبية الإماراتية، مشيراً إلى أهمية القصيدة في هذه الفنون، وأكد أيضاً أهمية جمعيات الفنون في الاستدامة، والمسؤوليات العائدة إلى قائد الفرقة في الارتقاء، كما قدم مقترحات للتنمية الثقافية المستدامة في مجال فنون الأداء الشعبية. وبدوره، كشف فيصل المريخي عن دور الفنون الشعبية الإماراتية في المناسبات وموضوع القصيدة وأهميتها ومسؤوليات قائد الفرقة في فنون الأداء. وقدم مبارك العتيبة عرضاً لتاريخ فنون الأداء الشعبية الخليجية مركزاً على أهمية القصيد في هذه الفنون، ومسؤوليات قائد الفرقة الشعبية في الارتقاء بها، إضافة إلى أهمية الدعم المجتمعي والحكومي مقدماً بعض المقترحات للتنمية الثقافية المستدامة في مجال الفنون الشعبية. تطوير فنون الأداء وفي لقاء مع د. علي عبيد الحفيتي عن تأثير مثل هذا المؤتمر على تطوير فنون الأداء، قال: مثل هذه المؤتمرات يكون لها تأثير كبير على الموروث الثقافي الفني، الموسيقي منه أو الحركي، واليوم تكلمنا عن تطوير الموسيقى الإماراتية وليس التطوير الكلي، بل المحافظة على جوهر الموسيقى، وجوهر الموسيقى في المقام وتحليل المقام والإيقاع الموسيقي، ومن ثم يأتي التغيير بعد الحفاظ على هذين المعيارين، وإذا حافظت عليهما يمكن أن أغير وأواكب الموسيقى عالمياً في استايلات وأوركسترات عالمية. وأضاف أن الإمارات وصلت بالموسيقى وفنون الأداء عالمياً إلى مرحلة متميزة اليوم، الموسيقى الإماراتية تعزف الجاز، وهذا قدمته في السنة الماضية في أميركا بنيويورك، وفي الشهر القادم عندنا حفلة مع فرقة جاز تقديم موسيقى إماراتية، وإذا بقيت الموسيقى الإماراتية سائرة بهذه الطريقة سنصل إلى مرحلة ومخرجات سريعة ومتميزة. والحال أن الموسيقى الإماراتية تسير بطريقة صحيحة وعلمية، وليس علينا نحن فقط أن ننقل التراث كما هو، بل علينا أن نحافظ على المعايير ونغير ونطور فيه. التراث بخير في لقاء مع د. هند صالح بن أحمد باغفار وسؤالها عن الفائدة التي تعكسها اللقاءات العلمية والثقافية على حركة الفنون والأداء الموسيقي، قالت: هذا التواصل عبارة عن جسور ما بيننا تمتد مثل الأولمبياد من جيل لجيل، فهذه الأفكار التي طرحت لو نفذت على أرض الواقع فسنقول إن التراث بخير، وعما إن كان التراث يقبل التطور أكدت أنه يمكن تطوير التراث في الكلمة والأداء الحركي كالرقصات، طبعاً مع الحفاظ على الطابع الأساسي.
مشاركة :