اكتشف علماء الفلك الروس والصينيون أن الحفر المظللة بشكل دائم في القطب الجنوبي للقمر هي أعمق بكثير من المعتاد بالنسبة للحفر الموجودة في المناطق المضاءة جيدا من القمر. صرح بذلك كبير الباحثين في معهد الجيوكيمياء والكيمياء التحليلية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، ألكسندر بازيلفسكي، في ندوة موسكو الـ14 بشأن دراسات النظام الشمسي. وأوضح قائلا:" لقد قمنا بقياس عمق الحفر المظللة بشكل دائم والموجودة داخل فوهة "شوميكر" وقارنا خصائصها مع الحفر ذات الحجم المماثل في مناطق القمر التي تضاء بشكل دوري بواسطة الشمس. وأشارت هذه القياسات إلى أعماق كبيرة بشكل غير عادي للحفر المظللة، الأمر الذي يرتبط، حسب العلماء، بوجود احتياطيات من الجليد المائي. وحقق بازيلفسكي والعلماء من الصين هذا الاكتشاف في أثناء دراسة تضاريس حفرة "شوميكر"، التي تقع على مسافة قصيرة جدا من القطب الجنوبي للقمر. لقد لفتت هذه الحفرة التي يبلغ طولها 50 كيلومترا انتباه علماء الفلك منذ فترة طويلة لأن العديد من مناطقها تكون دائما في ظل الشمس، وبفضل ذلك لا تتجاوز درجات الحرارة فيها 173 درجة مئوية تحت الصفر. ونتيجة لذلك، كما يعتقد علماء الكواكب، يجب أن تكون احتياطيات الجليد موجودة أو حتى تتراكم داخل حفرة "شوميكر"، وتم تأكيد احتمال وجود مياه متجمدة في هذا المنخفض للقطب الجنوبي من القمر منذ أكثر من عشر سنوات بواسطة مطياف النيوترونات الروسي LEND، المركّب على متن مسبار LRO القمري الأمريكي. ودرس علماء الفلك الروس والصينيون خصائص الحفر من خلال مقارنة البيانات الواردة من LEND والخرائط التفصيلية الثلاثية الأبعاد لسطح حفرة "شوميكر"، والتي تم الحصول عليها باستخدام جهاز علمي آخر لمسبار LRO، وهو مقياس الارتفاع بالليزر LOLA . وأشارت مقارنة البيانات الواردة من LEND و LOLA إلى أن الحفر المظللة بشكل دائم في القطب الجنوبي للقمر كانت أعمق بكثير من الحفر المماثلة في مناطق أخرى من القمر. المصدر: تاس تابعوا RT على
مشاركة :