قالت إسرائيل إنها تجد صعوبة في "فهم منطق" مبادرة سلام فرنسية يؤيدها الفلسطينيون بعد أن اجتمع مسؤولون من وزارة الخارجية الإسرائيلية مع مبعوث فرنسي أمس الاثنين في القدس. وتسعى فرنسا لحشد التأييد لعقد مؤتمر دولي للسلام قبل أيار (مايو) سيحدد حوافز ويقدم ضمانات للإسرائيليين والفلسطينيين لاستئناف المحادثات المباشرة قبل آب (أغسطس) ويحاول إنهاء صراع مضى عليه عشرات السنين. ورحّب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالمبادرة والتأييد الدولي الذي ستجلبه لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عبّر عن معارضته لها مصراً على محادثات مباشرة بين الطرفين من دون شروط مسبقة ومفضلا مشاركة دولية أقل. وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إنها "قدمت أسئلة لفهم منطق المبادرة" أثناء اجتماع بين المبعوث الفرنسي بيير فيمو وهو سفير فرنسي سابق لدى الولايات المتحدة وبين دوري غولد المدير العام لوزارة الخارجية. وأضافت الوزارة قائلة في بيان "أكد الجانب الإسرائيلي أهمية المفاوضات الثنائية المباشرة من دون شروط مسبقة بين الطرفين ومسؤولية (السلطة الفلسطينية) في محاربة الإرهاب والتحريض". وفشلت فرنسا العام الماضي في كسب تأييد الولايات المتحدة لقرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يحدد معايير للمحادثات بين الجانبين ومهلة للتوصل إلى اتفاق. والمحادثات الإسرائيلية الفلسطينية مجمدة منذ نيسان (ابريل) 2014. وكانت إسرائيل قلقة بشكل خاص من موقف وزير الخارجية الفرنسي السابق لوران فابيوس من الاعتراف بالدولة الفلسطينية بشكل تلقائي إذا فشلت المبادرة. وقال وزير الخارجية الأميركي يوم الأحد إن الولايات المتحدة تبحث عن وسيلة لكسر الجمود بين إسرائيل والفلسطينيين معترفا بأن واشنطن وحدها غير قادرة على إيجاد حل. وقال مسؤولون أميركيون إن إدارة الرئيس باراك أوباما تبحث في سبل للحفاظ على حل الدولتين الذي يتعرض لتهديد متزايد بعد أن فشلت مرتين في تحقيق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين. وقال دبلوماسي فرنسي إن مبادرة باريس مطلوبة بالنظر إلى خطر انفجار "برميل البارود" في اشارة إلى تصعيد للعنف بدأ قبل أشهر وأثاره جزئيا احباط فلسطيني من إنهيار المحادثات والمزيد من الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي التي يسعون إلى إقامة دولتهم عليها والتي احتلتها اسرائيل في حرب 1967 . ومنذ تشرين الاول (أكتوبر) قتلت القوات الاسرائيلية ما لا يقل عن 184 فلسطينيا منهم 124 تقول إسرائيل إنهم كانوا يشنون هجمات. ومعظم الاخرين قتلوا أثناء إحتجاجات عنيفة. وقتل 28 إسرائيليا ومواطنان أميركيان في هجمات فلسطينية في الشوارع. من جهة أخرى، أعلن الجيش الإسرائيلي أن صاروخا أطلق من قطاع غزة ليل الاثنين الثلاثاء سقط في إسرائيل من دون أن يؤدي على ما يبدو إلى وقوع إصابات. وأوضح بيان عسكري أن "صاروخا أطلق من قطاع غزة على جنوب اسرائيل (...) ووفقا للمعلومات الأولية، فإن الصاروخ أصاب منطقة غير مأهولة (...) ولم يتم التبليغ عن وقوع إصابات". ومنذ انتهاء الحرب المدمرة التي شنتها اسرائيل على قطاع غزة في صيف 2014، اطلقت عشرات الصواريخ من القطاع الذي تسيطر عليه "حركة حماس" على اسرائيل، وفقا لبيانات عسكرية. واعلنت مجموعات تقول انها مرتبطة بتنظيم الدولة الاسلامية وقوفها وراء اطلاق صواريخ في الاشهر الماضية، لكن اسرائيل تحمل "حماس" مسؤولية هذه العمليات.
مشاركة :