إسرائيل تدرس استنساخ نموذج لينينغراد بدلا من اجتياح بري لغزة

  • 10/12/2023
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

غزة - أفاد الصحفي الأميركي سيمور هيرش، بأن السلطات الإسرائيلية تبحث قطع المياه والغذاء والكهرباء عن غزة عوضا عن اقتحام الجيش للقطاع، فيما يبدو خيارا أكثر قسوة للفلسطينيين لكنه آمنا للقوات الإسرائيلية التي ستضطر لدخول حرب شوارع مرتفعة الكلفة البشرية في حال اقتحام غزة. وقارن الصحفي الأمريكي، هذا الخيار بحصار القوات الألمانية لمدينة لينينغراد خلال الحرب العالمية الثانية. وأعرب هيرش، نقلا عن إسرائيليين لم يذكر أسماءهم يعيشون في الخارج والذين عملوا في "المشروع السري" واحتفظوا بعلاقات مع "زملاء سابقين" في إسرائيل، عن شكوكه حول الاستعداد القتالي للقوات البرية الإسرائيلية، التي قامت على مدى سنوات بتنفيذ مهمات "حراسة" في الضفة الغربية، أما في القطاع فستضطر لخوض قتال عنيف في شوارع مدن القطاع المزدحم بالسكان، يبلغ عدد سكانه مليوني نسمة. وتدرك إسرائيل أن اقتحام قطاع غزة سيحتاج من الجيش الإسرائيلي الدخول بدعم من الاستخبارات والقوة الجوية  وتمشيط كل حي وكل منزل. ومما يعني تكلفة إنسانية مرتفعة لكلا الجانبين. ونقلت وكالة نوفوستي الروسية عن هيرش قوله "أما بالنسبة للهجوم البري، فقد أخبرني أحد المطلعين على بواطن الأمور أن هناك بديلا وحشيا يجري النظر فيه. ويمكن وصفه بأنه نموذج لينينغراد، في إشارة إلى المحاولات الألمانية لتجويع المدينة المعروفة الآن باسم بطرسبورغ خلال الحرب العالمية الثانية". وأضاف "يجري النظر في الاستمرار بمحاصرة غزة وقطع عنها الكهرباء والإمدادات الغذائية وغيرها من الإمدادات الأساسية". ويمثل إنقاذ الرهائن الإسرائيليين أولوية بالنسبة لإسرائيل، ولكن هذا ليس سوى واحد من الأسباب العديدة التي تمنع إسرائيل من القيام بتوغل بري نهائي، وهو الأمر الذي  فكرت فيه منذ فترة طويلة وقررت عدم القيام به. وأشار هيرش إلى أن المصادر تؤكد أن حركة حماس الحاكمة في غزة لديها إمدادات من مياه الشرب النقية  تكفي لمدة يومين إلى ثلاثة أيام وهي تواجه بالفعل نقصا في الغذاء. وفي مرحلة ما، يمكن لإسرائيل التفاوض على إطلاق سراح بعض السجناء الإسرائيليين - النساء والأطفال - مقابل الغذاء والماء". ولفت الانتباه إلى أن الدول الغربية، بما فيها الولايات المتحدة رغم اعترافها بحق إسرائيل في الدفاع عن النفس، تدعوها إلى الالتزام بـ "قواعد الحرب". أطلقت حماس السبت الماضي، عملية "طوفان الأقصى" تم خلالها إطلاق آلاف من الصواريخ من قطاع غزة، وتنفيذ عمليات نوعية تضمنت اقتحام عدة مستوطنات في غلاف غزة وجرت اشتباكات حرب شوارع بين المقاتلين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية، التي ردت بإطلاق عملية "السيوف الحديدية" وشنت غارات جوية عنيفة على قطاع غزة. وتدرك إسرائيل أن اقتحام قطاع غزة سيحتاج من الجيش الإسرائيلي الدخول بدعم من الاستخبارات والقوة الجوية  وتمشيط كل حي وكل منزل. ومما يعني تكلفة إنسانية مرتفعة لكلا الجانبين. وأكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، أن يحيى السنوار رئيس حركة "حماس" في قطاع غزة، هو من أمر بشن هجوما على إسرائيل، لذلك سيتم استهدافه هو وباقي قادة الحركة. ويسعى الساسة الإسرائيليون والعسكريون الآن إلى إيجاد حل دائم لمشكلة حماس. وبالنسبة للكثيرين يعني هذا إخراج حماس بالكامل من ملاذها في غزة. ويمكن أن يكون التوغل البري المحدود أحد السبل للخروج. ويمكن للإسرائيليين أن يتدخلوا بسرعة ويدمروا المخزون الحالي والمصانع التي تصنع منها الصواريخ الكبيرة والمتوسطة الحجم. ولكن للتأكد من أن حماس لن تصنع أسلحة في المستقبل، يجب على الجيش الإسرائيلي أن يبقى في غزة. وقد أثبتت حماس مرارا وتكرارا أنها قادرة على التكيف مع كل الأوضاع وبناء الصواريخ في ورش العمل المحلية باستخدام المنتجات المستخدمة يوميا.    

مشاركة :