جنيف - الوكالات: حذر الصليب الأحمر أمس من أن الوضع الإنساني في قطاع غزة «سيخرج عن السيطرة بسرعة» في ظل القصف الإسرائيلي المركز، مشيرا من جهة أخرى إلى أنه على اتصال مع حركة حماس للعمل على إطلاق سراح الرهائن. وأعرب فابريتسيو كاربوني المدير الإقليمي للصليب الأحمر لمنطقة الشرق الأوسط عن قلقه على مصير المدنيين في قطاع غزة الذي يتعرض لقصف مكثف يومي منذ السبت. وطلب كاربوني من الطرفين «الحد من معاناة المدنيين» ولا سيما في قطاع غزة. وقال في بيان: «بدون كهرباء، قد تتحول المستشفيات إلى مشارح»، مبديا مخاوف خصوصا حيال المولودين في الحاضنات والمرضى الذين يحتاجون إلى الأكسجين أو إلى غسل الكلى. وأحكمت إسرائيل الحصار المفروض منذ 2006 على قطاع غزة الفقير البالغ عدد سكانه 2,3 مليون نسمة، فقطعت عنه المياه والكهرباء والغاز والإمدادات. وحذر كاربوني خلال مؤتمر صحفي عبر الإنترنت من أن الوضع الإنساني في القطاع «سيخرج عن السيطرة بسرعة»، موضحا أن القصف المتواصل لا يسمح لمنظمته بتوزيع مخزونها من بعض المواد الضرورية مثل البنزين لمولدات الكهرباء والكلور لشبكة المياه. وقال إن «الظروف الأمنية لا تسمح لنا بالتنقل بحرية»، مضيفا: «لا خيار لدينا في حال كان هناك اتفاق (لضمان سلامة العاملين الإنسانيين) سوى أن نثق به» في وقت قتل خمسة مسعفين من الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر مذ بدء المعارك. وشدد على ضرورة إقامة ممر إنساني لإدخال المواد الضرورية والمعدات الطبية والوقود، وهو ما دعت إليه الأمم المتحدة أيضا. من جهة أخرى، أوضح كاربوني أن الاتصالات مع حماس بشأن الرهائن «متواصلة» ويومية، رافضا إعطاء المزيد من التفاصيل ولا سيما حول ما إذا كانت المنظمة على علم بمكان وجودهم، التزاما بتقليد التكتم لديها. وقال: «نحن مستعدون بصفتنا وسطاء محايدين، للقيام بزيارات إنسانية وتسهيل التواصل بين الرهائن وأفراد عائلاتهم وتسهيل أي عملية إطلاق سراح محتملة». وقال: «إننا نتكلم كل يوم، ندفع الأمور قدما لكننا لا نتفاوض»، موضحا أن التفاوض ولا سيما تقديم عرض لتبادل أسرى أو أي عرض آخر ليس من صلاحيات منظمة إنسانية. وذكّر كابورني بأن خطف رهائن محظور بموجب القانون الدولي الإنساني الذي يفرض إطلاق سراح أي شخص محتجز فورا. كما بدأ الرئيس التركي رجب طيب أردوجان مباحثات مع حركة حماس بهذا الصدد، وفق ما أفاد مصدر رسمي وكالة فرانس برس. ويعتقد أن حركة حماس تحتجز عشرات الإسرائيليين والأجانب من جنود ومدنيين وأطفال ونساء في قطاع غزة، قبضت عليهم خلال هجومها غير المسبوق على إسرائيل السبت. وأحصت السلطات الإسرائيلية 150 رهينة غير أن مئات الأشخاص مازالوا في عداد المفقودين وتجري عمليات التعرف على الجثث.
مشاركة :