القاهرة - تضاءلت فرص المعارض المصري والبرلماني السابق أحمد الطنطاوي في خوض السباق الرئاسي، بعد فشله في جمع العدد المطلوب من التوكيلات للترشح للانتخابات الرئاسية ويرى مراقبون أن هذه الهزيمة المبكرة كانت متوقعة نتيجة تركيز حملته على إثارة الجدل، فيما لم تلق شعارات المرشح المدعوم من الإخوان أي تجاوب من الشارع المصري. ومنذ أن أعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات عن فتح باب الترشح في الرابع من أكتوبر/تشرين الأول جمع الطنطاوي 14 ألف توكيل، بحسب ما قال مدير حملته في مؤتمر صحافي الجمعة بوسط القاهرة. وحتى يكمل الطنطاوي البالغ 44 عاما ملف ترشحه لانتخابات الرئاسة المقرّرة في ديسمبر/كانون ينبغي عليه أن يجمع 25 ألف توكيل من المواطنين من 15 محافظة من محافظات البلاد الـ27 أو أن يحصل على 20 تزكية على الأقلّ من نواب في البرلمان قبل غلق باب الترشح في 14 أكتوبر/تشرين الأول، فيما تبدو هذه المهمة شبه مستحيلة. وكان الطنطاوي أعلن في أبريل/نيسان نيته خوض انتخابات الرئاسة المصرية وكتب عبر حساب على فيسبوك "إذا لم أُمنع بصورة مباشرة (أن يأتي يوم فتح باب الترشح وأنا حي وحر وصحيح) أو غير مباشرة (أن تكون العملية الانتخابية جادة وحقيقية، فأنا على عهدي معكم لم ولن أشارك في هزل)". وتبرأت العديد من الأحزاب من الطنطاوي بعد أن أعلن انفتاحه على التعاون مع جماعة الإخوان المسلمين المحظورة بقرار قضائي والمصنفة تنظيما إرهابيا والتي باتت منبوذة من قبل أغلب المصريين. وقال أحمد الطنطاوي خلال مؤتمر أمام العشرات من أنصاره اليوم الجمعة "لم أنسحب"، مضيفا أنه تم "منعه بشكل مباشر" من المنافسة من قبل السلطة. وأضاف "سيبقى شعاري هو عيش، حرية، عدالة اجتماعية" وهو أبرز شعارات ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 التي أسقطت الرئيس الراحل حسني مبارك. والأسبوع الماضي تقدم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بأوراق ترشّحه رسميا لولاية رئاسية ثالثة في الانتخابات المقررة في ديسمبر/كانون الأول والتي من المرجّح أن يفوز فيها. وحصل السيسي على 424 تزكية من نواب البرلمان البالغ عددهم 596 عضواً وأكثر من 1.1 مليون توكيل. وعلّق الطنطاوي "لو جرت انتخابات حقيقية، فلن يحصل على أكثر من 1 في المئة من الأصوات". ومنذ بدأت عملها أعلنت حملة الطنطاوي مرّات عديدة أنّ أنصاره يُمنعون عمداً من الحصول على التوكيلات بحجج مختلفة: عطل في أجهزة الحاسوب تارة وعدم توافر الوقت اللازم لدى الموظفين تارة أخرى. وتحدثت عن "تعرض العشرات من أعضاء الحملة إلى التوقيف والإحالة إلى النيابة". وقال مدير الحملة في مؤتمر اليوم الجمعة أن العدد بلغ 132 شخصا. وتجري عملية الاقتراع في انتخابات الرئاسة المصرية في الفترة من 10 إلى 12 ديسمبر/كانون الأول على أن يتم إعلان النتيجة يوم 18 من الشهر نفسه.