أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم (الجمعة) خلال لقاء في عمان مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الرفض الكامل لتهجير سكان قطاع غزة، معتبرا أن ذلك سيكون بمثابة "نكبة ثانية" للشعب الفلسطيني. وشدد الرئيس عباس خلال اللقاء مع الوزير الأمريكي على "ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على أبناء الشعب الفلسطيني بشكل فوري وحمايتهم، والرفض الكامل لتهجير أبناء الشعب الفلسطيني من قطاع غزة لأن ذلك سيكون بمثابة نكبة ثانية للشعب الفلسطيني"، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا). وكان الجيش الإسرائيلي قد دعا في وقت سابق اليوم سكان غزة إلى إخلاء منازلهم والتوجه إلى المنطقة الجنوبية من الجيب الساحلي. وقال الجيش في بيان صباح اليوم إنه "يدعو جميع المدنيين إلى إخلاء منازلهم (...) من أجل سلامتهم وحمايتهم"، مضيفا "لن تتمكنوا من العودة إلى مدينة غزة إلا عندما يصدر إعلان آخر يسمح بذلك". وواصل الجيش الإسرائيلي لليوم السابع على التوالي غاراته على قطاع غزة، وحشد قواته على الحدود مع القطاع المحاصر، مما أثار تقديرات بأنه سيشن هجوما بريا على القطاع. وحث الرئيس الفلسطيني على ضرورة السماح بفتح ممرات إنسانية عاجلة لقطاع غزة وتوفير المستلزمات الطبية وإيصال المياه والكهرباء والوقود للمواطنين، وحذر من حدوث كارثة إنسانية في القطاع جراء توقف كافة الخدمات الإنسانية وتوقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة". كما دعا إلى ضرورة وقف إرهاب المستعمرين ضد الشعب الفلسطيني في المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية ووقف اقتحامات المتطرفين للمسجد الأقصى. وأكد رفض الممارسات التي تتعلق بقتل المدنيين أو التنكيل بهم من الجانبين، داعيا لإطلاق سراح المدنيين والأسرى والمعتقلين. وقال الرئيس عباس : نؤكد على سياسة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، والتي تنبذ العنف وتتمسك بالشرعية الدولية والمقاومة الشعبية السلمية والعمل السياسي طريقا لتحقيق أهدافنا الوطنية في الحرية والاستقلال. وأكد أن الأمن والسلام يتحققان من خلال إعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة وضرورة الذهاب للحل السياسي وتنفيذ حل الدولتين المبني على الشرعية الدولية والحرية والاستقلال لشعبنا في دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية على حدود العام 1967. وكان العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، قد التقى في وقت سابق اليوم وزير الخارجية الأمريكي، وحذر أيضا من أية محاولة لتهجير الفلسطينيين من جميع الأراضي الفلسطينية، داعيا إلى تكثيف الجهود الدولية لوقف التصعيد في قطاع غزة. وتأتي زيارة بلينكن إلى الأردن بعدما زار أمس إسرائيل، والتقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وتعهد بتقديم الدعم لإسرائيل وتسليمها المزيد من الأسلحة. كما تأتي الزيارة في خضم القتال بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل، والذي أسفر منذ يوم السبت الماضي عن قتل 1537 فلسطينيا وإصابة 6612 آخرين بجروح، مقابل مقتل 1300 شخص في إسرائيل وإصابة نحو 4 آلاف آخرين بجروح، وفق إحصائيات فلسطينية وإسرائيلية.
مشاركة :