وأعرب الجيش الإسرائيلي عن "أسفه" لمقتل الصحافي في رويترز من دون أن يقر بمسؤوليته عن الحادثة. ودانت منظمة "مراسلون بلا حدود" استهداف "غارة إسرائيلية" لصحافيين، واصفة ما حصل بـ"الجريمة البشعة". وكانت مجموعة الصحافيين من وكالتي رويترز وفرانس برس وقناة الجزيرة في محيط بلدة علما الشعب الحدودية مع إسرائيل لتغطية التصعيد العسكري الذي حصل بعد ظهر الجمعة. وقال الجيش اللبناني في بيان "أطلق العدو الإسرائيلي (...) قذيفة صاروخية أصابت سيارة مدنية تابعة لفريق عمل إعلامي، ما أدّى إلى استشهاد المصور عصام عبد الله" من وكالة رويترز الذي ووري الثرى السبت في بلدته الخيام في جنوب لبنان. وأسفر القصف أيضاً عن إصابة آخرين بينهم مصورا وكالة فرانس برس ديلان كولنز وكريستينا عاصي، والصحافية كارمن جوخدار والمصور إيلي براخيا من قناة الجزيرة، وثائر السوداني وماهر نازح من رويترز. وطلبت وزارة الخارجية اللبنانية من بعثتها لدى الأمم المتحدة في نيويورك "تقديم شكوى الى مجلس الأمن الدولي عن قتل إسرائيل المتعمد" لعبدالله وإصابة الصحافيين الآخرين، وما اعتبرته "اعتداء صارخاً وجريمة موصوفة على حرية الرأي والصحافة وحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني". وروى مصور فرانس برس ديلان كولنز "كنا نصوّر تصاعد الدخان الناتج عن قصف مدفعي إسرائيلي يستهدف تلة أمامنا. كنا نقف في منطقة مفتوحة نرتدي الدرع والخوذة المخصصة للصحافة". وأضاف "لم يكن هناك أي تحرك عسكري في محيطنا"، موضحاً "تعرضنا لضربة مباشرة في ما بدا لنا قصفا من الجهة الإسرائيلية". وتابع "رأيت زميلتي كريستينا عاصي ملقية على الأرض مصابة بجروح خطيرة في رجليها". وأثناء محاولته إسعافها، "تعرضنا لضربة مرة أخرى". وقال كولنز إن ما حصل هو "غارتان بشكل مباشر في المنطقة ذاتها". ونقلت وكالة رويترز عن مصوّر لها في المكان أن "صواريخ أطلقت من جهة إسرائيل". غارة أولى وثانية والجمعة، أعلنت وكالة رويترز في بيان "بحزن شديد" مقتل عبد الله، موضحة أنها "تعمل على جمع المعلومات" حول الملابسات. ونقلت عن فاطمة عبدالله، والدة عصام عبدالله، قولها "قتلت إسرائيل ابني عمدًا. كانوا جميعاً يرتدون ملابس الصحافيين، وكانت كلمة +صحافة+ واضحة للعيان، ولا يمكن لإسرائيل إنكار هذه الجريمة". وقال المدير العام للأخبار في فرانس برس فيل تشتويند "نشعر بحزن بالغ إزاء مقتل وإصابة مجموعة من الصحافيين الذين كان يمكن التعرف عليهم بوضوح بأنهم كذلك، أثناء قيامهم بعملهم". وحملت قناة "الجزيرة" إسرائيل المسؤولية. من غرفتها في المستشفى، قال جوخدار من قناة الجزيرة لفرانس برس "ما حدث هو استهداف إسرائيلي مباشر لنا"، مضيفة "كنا على تلة في منطقة مفتوحة تماماً، لم تكن هناك أي مواقع (عسكرية) قربنا". وتحدثت جوخدار أيضاً عن ضربتين. وروت "ضربت الغارة الأولى، ركضت باتجاه سيارتنا ثم فكرت أنه لا يجب أن أقف قربها، فركضت لأبتعد عنها، فضربت الغارة الثانية". وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ريتشارد هيخت السبت "نأسف بشدة لموت الصحافي. نحن ننظر في المسألة". وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن "تعازيه العميقة" لعائلة عبدالله. ودعا المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إلى إجراء تحقيق "لتحديد ما حدث بالضبط". "ضربة بضربة" وتشهد المنطقة الحدودية بين لبنان وإسرائيل تبادلاً للقصف منذ الأحد، غداة بدء حركة حماس هجوماً غير مسبوق ضد إسرائيل التي ترد بقصف قطاع غزة. ومنذ بدء هجوم حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، قتل 1300 شخص في إسرائيل معظمهم مدنيون، وتجاوز عدد الجرحى 3200. وفي قطاع غزة، قتل 2215 شخصا بينهم 724 طفلًا على الأقل، وجرح نحو 8714 آخرون جراء القصف الإسرائيلي المكثف ردا على العملية، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري السبت "سنردّ على كلّ ضربة تأتي من لبنان بضربة". وأضاف "لدى الجيش الإسرائيلي قوة كبيرة جدًا في الشمال وأي شخص يصل إلى الحدود (مع إسرائيل) للدخول إلى الأراضي الإسرائيلية سيموت"، مشددًا على أن "لبنان سيدفع الثمن". واستهدف قصف مدفعي إسرائيلي عصر الجمعة أطراف بلدات حدودية بعد محاولة تسلل من لبنان قال مصدر أمني أن "مجموعة فلسطينية" قامت بها. ورد حزب الله على القصف "بمهاجمة" ثلاثة مواقع إسرائيلية "بالأسلحة المباشرة والمناسبة"، وفق ما أعلن. وحصلت السبت محاولة تسلل ثانية. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه رصد "كوماندوس إرهابي كان يحاول دخول الأراضي الإسرائيلية من لبنان" قبل أن تستهدفهم مسيّرة وتقتل "العديد" منهم. واكتفى حزب الله، الطرف السياسي والعسكري الأبرز في لبنان، حتى اللحظة بتدخّل محدود في الحرب، لكن محللين يتحدثون عن احتمال أن يضطر إلى فتح جبهة جديدة في حال شنّت إسرائيل هجوماً برياً على غزة. ويسود توازن ردع بين حزب الله وإسرائيل منذ الحرب المدمرة التي خاضاها في تموز/يوليو 2006، والتي خلّفت أكثر من 1200 قتيل في الجانب اللبناني معظمهم من المدنيين، و160 قتيلا في الجانب الإسرائيلي معظمهم من العسكريين.
مشاركة :