طهران - قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان اليوم السبت إنه ما زالت هناك فرصة سياسية لمنع توسع النزاع بعد أسبوع من الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة المحاصر، ما يؤشر على تغيير في موقف طهران إزاء التصعيد العسكري بين طرفي النزاع بعد أن هددت منذ أيام بفتح جبهة جديدة في الوقت الذي تواجه فيه اتهامات بالوقوف وراء عملية طوفان الأقصى وهو ما تنفيه. وقال عبداللهيان قادما من دمشق وبعد جولة شملت أيضاً بغداد وبيروت "لا يزال هناك فرصة سياسية للحيلولة دون اتساع الأزمة في المنطقة"، لكنه حذر في الوقت ذاته من أنه "ربما الساعات القادمة سيكون الوقت بات متأخراً". وتابع "نظرا للسيناريوهات التي وضعها حزب الله فإنّه في حال اتخذ قرار التدخل في المعركة سينتج زلزال كبير ضد الكيان الصهيوني"، مضيفا أن الأمين العام للجماعة اللبنانية حسن نصرالله يفكر في "تحقيق أمن لبنان والمنطقة"، وفق قناة "المنار" اللبنانية. وأعاد التأكيد أن "أمن لبنان مهم بالنسبة للجميع وبالنسبة للجمهورية الإسلامية الإيرانية"، مشيرا في الآن ذاته إلى أنه "بالنسبة لفتح جبهات جديدة فمن الممكن تصور أي احتمالية". وحذّرت دول غربية عدّة إيران من توسيع نطاق النزاع مع إسرائيل في وقت تخشى واشنطن أن تُفتح جبهة جديدة في شمال إسرائيل عند الحدود مع لبنان، في حال قرّر حزب الله التدخّل بشكل واسع في النزاع. وقد اكتفى حزب الله، الطرف السياسي والعسكري الأبرز في لبنان، حتى اللحظة بتدخّل محدود في الحرب، لكن لا يستبعد أن تفتح الجماعة اللبنانية جبهة جديدة في حال اجتاحت إسرائيل غزة. ومنذ الأحد تشهد المنطقة الحدودية بين لبنان وإسرائيل توتراً وتبادلًا شبه يومي للقصف وأعلن الجيش اللبناني السبت أن قذيفة صاروخية إسرائيلية قتلت صحافياً في وكالة رويترز وأصابت آخرين بجروح بينهم مصوران لوكالة فرانس برس أثناء تغطيتهم للأحداث في جنوب لبنان. وتتوجّه الأنظار إلى إيران بسبب دعمها لحركة حماس منذ أعوام طويلة. ورغم العلاقة الوثيقة بينهما يؤكّد القادة الإيرانيون عدم ضلوع بلادهم في الهجوم إلا أنهم أعربوا عن دعمهم للعملية. وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد أكد هذا الأسبوع أنه وجه رسالة تحذيرية إلى إيران من توسيع النزاع في المنطقة. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية الخميس إن باريس لا تملك دليلا رسميا على تورط مباشر لإيران في هجمات حماس على إسرائيل، مشيرة إلى أنها نقلت رسائل إلى أطراف إقليمية حذرتها فيها من استغلال الأزمة. وأطلقت حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول عملية طوفان الأقصى التي توغّل خلالها مقاتلوها في مناطق إسرائيلية، بالتزامن مع إطلاق آلاف الصواريخ في اتجاه إسرائيل. وردّت إسرائيل بشن غارات مكثفة على قطاع غزة، فيما ألقى الجيش الاسرائيلي الجمعة مناشير تطالب السكان بإخلاء منازلهم في مدينة غزة فوراً. وقتل أكثر من 1300 شخص في إسرائيل معظمهم مدنيون منذ بدء الهجوم ووصل عدد الجرحى الى 3297 وبلغ عدد الرهائن الذين أخذوا من إسرائيل حوالى 150، بحسب الجيش. وفي قطاع غزة قتل أكثر من 2200 شخص بينهم أكثر من 700 طفل وجرح نحو 7400 آخرين جراء القصف الإسرائيلي.
مشاركة :