القدس - كثّفت القوات الإسرائيلية اليوم السبت من غاراتها على غزة ما أدى إلى ارتفاع حصيلة قتلى الحرب التي تشنها الدولة العربية انتقاما من الهجوم الذي نفذته حركة حماس الأسبوع الماضي، فيما أكدت قيادات بالجيش الإسرائيلي أن التشكيلات العسكرية تستعد للمرحلة التالية من العمليات. وأفادت وسائل إعلام فلسطينية بأن "الطائرات الحربية الإسرائيلية قصفت منزل أحد المواطنين في حي الفاخورة بمخيم جباليا شمالي غزة"، مشيرة إلى أن الغارة أسفرت عما لا يقل عن 27 قتيلا وأكثر من 80 مصابا معظمهم من الأطفال والنساء. وقالت وزيرة الصحة الفلسطينية اليوم السبت إن 28 من العاملين في القطاع الصحي الفلسطيني قتلوا في الضربات الإسرائيلية على غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول. وأفادت سلطات غزة بأن عدد المصابين جراء القصف الإسرائيلي بلغ 10 آلاف وتواجه المستشفيات صعوبات بالغة في التعامل مع الوضع الحالي. وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة إن المستشفيات تعاني من نقص الإمدادات الطبية والوقود لمواصلة العمل. وقال إياد أبومطلق (45 عاما) في خان يونس بجنوب غزة وهي منطقة تعج بآلاف الفارين من الشمال خوفا من الغزو الإسرائيلي "هناك أزمة في الكهرباء والغذاء والمياه وفي كل شيء". وأضاف بعد جولة في أربعة مخابز تصطف أمامها طوابير طويلة أو لا يوجد بها خبز أن لا سبيل لحل هذه المشكلة وقال "الحل من عند الله". وأدى تدفق من وصلوا إلى جنوب غزة بعد أن طلبت منهم إسرائيل الجمعة مغادرة منطقة في الشمال إلى استنزاف موارد هي بالأساس ضعيفة. وحثت الأمم المتحدة إسرائيل على "تجنب وقوع كارثة إنسانية" في قطاع غزة الذي يسكنه 2.3 مليون نسمة ويقع بين إسرائيل ومصر ويطل على البحر المتوسط. وفي ردها على الهجوم المدمر الذي شنته حركة حماس من غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول فرضت إسرائيل حصارا كاملا وأوقفت إمدادات الغذاء وقطعت الكهرباء عن غزة. وبعد أسبوع من تطبيق تلك الإجراءات، بدأت العديد من السلع تنفد من المتاجر. وقالت إحدى سكان خان يونس، مكتفية بذكر لقبها أم سالم، "كنت أبحث عن المواد الغذائية الأساسية، البيض والأرز والأغذية المعلبة، وحتى الحليب للأطفال، ولم أجدها... هكذا تحاربنا إسرائيل، من خلال تجويع أطفالنا. إنهم إما يقتلون الأطفال بالقنابل أو قريبا بالمجاعة". وقالت إسرائيل إنها طلبت من الناس مغادرة الشمال حفاظا على سلامتهم ولضمان عدم وقوعهم في مرمى النيران. وأضافت أنها ستضمن سلامة الفلسطينيين الفارين من المنطقة على طريقين رئيسيين. ويقول أولئك الذين فروا إن العديد من الطرق والشوارع يصعب استخدامها في كثير من الأحيان، وبعضها لم يعد ممهدا بسبب الأضرار. وقالت سلطات غزة إن 70 شخصا قتلوا وأصيب 200 عندما قصفت إسرائيل سيارات وشاحنات تقل فارين من الشمال. وأدى هجوم حماس الأسبوع الماضي إلى مقتل أكثر من 1300 إسرائيلي. كما عاد المقاتلون بعشرات الأسرى إلى القطاع في أسوأ اختراق لدفاعات إسرائيل منذ قيامها عام 1948، فيما بلغ عدد القتلى من الرد الإسرائيلي أكثر من 2200 شخص حتى اليوم السبت. ومع عدم وجود خيار لعبور الحدود إلى مصر، يتجمع المزيد من سكان غزة في الجنوب بحثا عن مأوى، بينما تحشد إسرائيل قواتها ودباباتها على الحدود وتواصل شن الغارات. وقال فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) "نحن بحاجة إلى نقل الوقود بالشاحنات إلى غزة الآن. الوقود هو السبيل الوحيد للناس للحصول على مياه شرب آمنة. وبخلاف ذلك سيموت الناس، ومنهم أطفال ومسنون ونساء، بسبب الجفاف الشديد". وأضاف "المياه هي الآن شريان الحياة الأخير المتبقي. إنني أدعو إلى رفع الحصار عن المساعدات الإنسانية الآن". وقال المكتب الإعلامي لحكومة حماس إن الغارات الجوية الإسرائيلية دمرت أكثر من 1695 مبنى وبرجا شاهقا، فضلا عن 7000 وحدة سكنية. ومع انقطاع الكهرباء وعدم وجود وقود لتشغيل المولدات يواصل عادل شاهين شحن هواتف الناس مستخدما ألواحه الشمسية خلال ساعات النهار. وقال "لم نعد نرى الكهرباء وإذا أردنا شحن هاتف محمول علينا أن ننتظر الشمس وإلا لن يكون لدينا كهرباء على الإطلاق. يريد الناس شحن (الهواتف المحمولة) حتى يتمكنوا من الاطمئنان على أفراد أسرهم"، مؤكدا أن معظم سكان غزة صاروا الآن "معزولين عن العالم".
مشاركة :