أين يقف حزب الله من طوفان الأقصى؟

  • 10/14/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

هل سيشارك حزب الله في معركة «طوفان الأقصى» التي تخوضها حماس في مواجهة إسرائيل ومن خلفها الولايات المتحدة الأمريكية؟ أين يقف الحزب اللبناني الموالي لإيران الذي يعتبر إسرائيل عدوته الرئيسة؟ وهل سيكون أحد السيناريوهات القادمة في انفجار الشرق الأوسط؟ أسئلة عديدة طرحتها خبيرة مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية رابحة سيف علام، وحاولت قراءة الأوضاع وتقديم إجابات في ضوء الوضع الميداني، بعدما ركز رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تصريحاته الأولى على تحذير أطراف أخرى من انتهاز الفرصة لفتح جبهة جديدة على الحدود الشمالية قاصدا بالأخص حزب الله. وفيما اكتفى حزب الله في اليوم الأول بتهنئة الشعب الفلسطيني وقيادة حماس بإطلاق عملية «طوفان الأقصى» كرد حاسم على إصرار إسرائيل المستمر على التعدي على المقدسات، فإنه استهل اليوم التالي بقصف مدفعي لمواقع عسكرية إسرائيلية في الأراضي اللبنانية التي لا تزال محتلة في مزارع شبعا وتلال كفر شوبا. استدعاء الاحتياط تقول الخبيرة رابحة علام إن حزب الله كان قد أعلن عن تواصله المباشر مع قيادات المقاومة الفلسطينية في الداخل والخارج لتقييم الوضع وبحث تفاصيل تطور العمليات الميدانية. وفي المقابل، سارع الجيش الإسرائيلي في منتصف اليوم الأول للإعلان عن تعزيز خطوط دفاعه على الحدود الشمالية مع لبنان واستدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط لهذا الغرض، بينما قرر في اليوم التالي الاكتفاء بالرد على مصادر النيران واستهداف خيمة كان حزب الله نصبها في بلدة شبعا على الطرف الآخر من الحدود من المزارع المحتلة. وطالب سكان المناطق الشمالية بالبقاء في المناطق المحصنة وقرر إجلاء سكان المستوطنات الشمالية والتي تقع على مقربة من الحدود مع لبنان خلال 48 ساعة. توزيع الحلوى ووفقا للخبيرة، استيقظ اللبنانيون في عدد من المناطق على أصوات تكبيرات صادرة من مكبرات الصوت الملحقة بالمساجد احتفاءً بعملية حماس داخل الأراضي المتاخمة لقطاع غزة، وما لبثت أن تعددت الاحتفالات التي أظهرت التضامن مع المقاومة الفلسطينية ودعم حق الشعب الفلسطيني بالدفاع عن نفسه. وبعد بيان حزب الله بمباركة عملية «طوفان الأقصى» قامت إحدى المؤسسات الكشفية التابعة له بتوزيع الحلوى على المارين في مناطق بالبقاع احتفالا بنجاح المقاومة الفلسطينية. كما زار وفد من حزب الله مسؤول حركة الجهاد الإسلامي في صيدا لتقديم التهنئة بنجاح عملية المقاومة الفلسطينية والتشديد على أهمية وضع المسجد الأقصى في صدارة معادلات الصراع مع إسرائيل. سقوط الأسطورة وجه النائب توني فرنجية ابن المرشح للرئاسة سليمان فرنجية التحية لمقاومة الشعب الفلسطيني التي تراكم النضال ولا تتخلى عن الأرض والهوية، ووجه أيضا وليد جنبلاط التحية لحماس وللمقاوم الفلسطيني والمقاوم العربي الذي حطم أسطورة التفوق الإسرائيلي سواء اليوم أو في الماضي. وبالمثل عبر عدد من حلفاء حزب الله عن تحيتهم للمقاومة الفلسطينية كالرئيس الأسبق إميل لحود والوزير الأسبق وئام وهاب وغيرهم. أما على الساحة الفلسطينية في لبنان فقد عبر المتحدث باسم حماس في لبنان عن دعمه للعملية التي تقوم بها المقاومة الفلسطينية ولكنه أكد على أن هذا الدعم هو دعم معنوي فقط ولا يتخطاه لأي نشاط أو تحرك في لبنان. وعلى المستوى الميداني، بادر الجيش اللبناني بإغلاق الطريق العسكري المحاذي للحدود اللبنانية الإسرائيلية منعا لأي استفزازات قد تتطور لأحداث أمنية موسعة. تراشق صاروخي وفي صباح اليوم التالي ـ وفقا لرصد الخبيرة ـ وجه حزب الله قذائف صاروخية إلى ثلاثة مواقع عسكرية إسرائيلية في الأراضي اللبنانية التي لا تزال محتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وأدى القصف إلى إصابات دقيقة في موقع الرادار وموقع زبدين وموقع رويسات العلم. فيما رد الجانب الإسرائيلي بتوجيه قصف مدفعي لمصدر النيران وقام بتحريك مُسيرة عسكرية قصفت موقع تمركز حزب الله الذي تم منه إطلاق القذائف. استغرق التراشق بين الطرفين أقل من ساعتين، وأدى إلى إصابة شخصين في الجانب اللبناني ولم تتبين بعد الإصابات في الجانب الإسرائيلي، ولكن سرعان ما عاد الهدوء إلى الحدود المشتركة، ثم عادت القذائف اللبنانية وتجددت في منتصف اليوم، ليرد عليها الجيش الإسرائيلي بنفس الدقة والمحدودية قبل أن تهدأ الحدود اللبنانية الإسرائيلية مرة أخرى. مخاطر مرفوضة تستبعد المحللة أن يقبل حزب الله على فتح جبهة قتال جديدة وممتدة مع إسرائيل، فالحزب نفسه يدعم المقاومة الفلسطينية ويحيي كفاحها ويعلن عن تواصله الدائم معها وتقييم التطورات الميدانية بشكل مشترك معها ولكن هذا لا يعني أنه على أتم الاستعداد للقتال معها. وترى أن الظروف الداخلية التي دفعت حماس لشن عملية طوفان الأقصى ضد إسرائيل تتضمن بالأساس مسألة تحرير الأسرى ومسألة وقف الانتهاكات للمقدسات وخاصة المسجد الأقصى. فيما أن قضية الأسرى اللبنانيين كان حزب الله قد طواها فعليا منذ تبادل الأسرى في يوليو عام 2008. ولا يملك حزب الله ملفا ملحا كملف الأسرى يمكن الاستناد عليه لشن حرب هجومية ضد إسرائيل، وقد حافظ على هدوء الجبهة اللبنانية طوال هذه السنوات بشكل لافت ولم ينجر في أي مرة إلى تسخين هذه الجبهة بموازاة أي حرب إسرائيلية على غزة مهما كانت مجرياتها قاسية ومؤلمة، وبالتالي فهو ليس مهتماً اليوم بشن حرب على إسرائيل. ورقة مساومة وتستدرك رابحة علام: رغم ذلك فالقذائف التي وجهها حزب الله للمواقع الإسرائيلية في النقاط اللبنانية التي لا تزال محتلة جاءت للتذكير بأنه لا يزال للحزب الحق في تحرير هذه النقاط، ولكن الوقت الراهن ليس بالضرورة الوقت المناسب لإنجاز هذه المهمة، بل إن اقتصار قصف حزب الله على النقاط اللبنانية المحتلة فقط وعدم امتداده إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة يعني وبشكل واضح جدا أن الحزب لا ينوي تغيير قواعد الاشتباك بل ما يعنيه هو ما تبقى من الأرض اللبنانية المحتلة. ويدرك حزب الله جيدا أن الصدمة الإسرائيلية من هجوم حماس صباح السابع من أكتوبر كفيلة بتغيير معادلات كثيرة في الإدراك الإسرائيلي ولا يريد إعطاء الذريعة للإسرائيليين للتوجه شمالاً نحو لبنان. في المقابل ترددت بعض الأنباء عن أن حزب الله يحافظ على هدوءه بهدف إبقاء مشاركته بشكل موسع في الحرب كورقة للمساومة يتم التهديد بها وليس تنفيذها بالفعل. لماذا لا يريد حزب الله الدخول في الحرب؟ رغبة إيران في عدم توريط أذرعها ووكلائها في الحرب الدائرة. خشية أن يتسبب الرد الإسرائيلي في الذهاب بلبنان إلى المجهول. حساباته السياسية داخل لبنان ورغبته في تقوية نفوذه. وقوف أمريكا والغرب خلف إسرائيل في حربها الحالية. ليس لديه أسرى إسرائيليين يمكن أن يساوم بهم لتحقيق مكاسب. ارتباط الحزب باتفاقية وقف إطلاق النار مع إسرائيل.

مشاركة :