ممارسة التمارين الرياضية ترتبط بتحسن الأداء الإدراكي

  • 10/15/2023
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

واشنطن - وجدت دراسة جديدة أن الأشخاص في المراحل المتقدمة من الحياة الذين يشاركون في الأنشطة الهوائية وتمارين تدريب القوة يكون أداؤهم في الاختبارات المعرفية أفضل من غيرهم. وقيم الباحثون 184 شخصا يتمتعون بصحة معرفية وتتراوح أعمارهم بين 85 و99 عاما، حيث أبلغ كل مشارك عن عاداته الرياضية وخضع لمجموعة شاملة من الاختبارات النفسية العصبية المصممة لتقييم أبعاد مختلفة للوظيفة الإدراكية. ووجدوا أن أولئك الذين دمجوا التمارين الهوائية، مثل السباحة وركوب الدراجات، وتمارين القوة مثل رفع الأثقال في روتينهم، كانت لديهم خفة حركة ذهنية أفضل وتفكير أسرع وقدرة أكبر على تغيير تفكيرهم أو تكييفه. واكتشف الباحثون باستخدام أداة “تقييم مونتريال المعرفي” التي توفر رؤية متوازنة للعديد من جوانب الإدراك، أن الأشخاص الذين لم يشاركوا في أي تمرين بدني سجلوا نتائج أقل من أولئك الذين مارسوا تدريبات القلب والقوة. وتشير النتائج إلى أن ممارسة التمارين الرياضية المتنوعة ترتبط بتحسن الأداء الإدراكي لدى الأشخاص في أواخر الثمانينات وما بعدها. وتوفر النتائج قاعدة أدلة لمقدمي الرعاية الصحية للنظر في التوصية بنظام مختلط من التمارين الهوائية وتمارين القوة كجزء من خطط العافية لمرضاهم. الباحثون في طب الأعصاب يأملون في التوصل إلى إرشادات أكثر تحديدا اعتمادا على أدلة بشأن مدة التمارين ونوعيتها وما إن كانت تؤخر أو تمنع التدهور الإدراكي كما حصلت مجموعة تدريب القلب بالإضافة إلى القوة على أعلى درجات الأداء الإدراكي الشامل. وسجلت مجموعة تدريب القلب بالإضافة إلى القوة نتائج أفضل بكثير من المجموعة المستقرة في اختبارات الترميز والبحث عن الرموز. كما سجلت نتائج أفضل بكثير من المجموعة المنفردة في البحث عن الرموز، وطلاقة الحروف، واختبارات “ستروب كالر وورد”. وكانت نتائج اختبار مجموعة القلب فقط هي نفس نتائج المجموعة المستقرة. وقال الدكتور إريك لينز أستاذ ورئيس قسم الطب النفسي في كلية الطب بجامعة واشنطن والذي لم يشارك في البحث “من الواضح أن التدريبات الهوائية وتدريبات القوة مفيدة لكبار السن، حتى في سن متقدمة”. وأضاف أنه ليس من غير المألوف “أن نتباطأ مع تقدم السن، ولكن ممارسة النشاط البدني بدرجة معينة، مثل المشي المنتظم، مهمة للحفاظ على الوظيفة، والبقاء خارج دار رعاية المسنين”. ويمكن أن يضيف تدريب القوة إلى الفائدة من خلال إبقاء كبار السن قادرين على النهوض من المرحاض، على سبيل المثال. وأشار الدكتور لينز إلى أن مثل هذه القدرات حيوية للبقاء مستقلاً. وحذر مدرب صحة الدماغ ومدير برنامج “فيت براين” في معهد علم الأعصاب في سانتا مونيكا رايان جلات الذي لم يشارك أيضًا في البحث، من المخاطر المرتبطة بنمط الحياة المستقر. وتشمل مخاطر السلوك المستقر ضمور العضلات (فقدان كتلة العضلات)، وانخفاض الأداء البدني، وزيادة خطر السقوط والكسور، والضعف الإدراكي. يذكر أن الدراسة أجريت كجزء من تعاون كبير ومتعدد المواقع مع مؤسسة “ميكنايت بران ريسيرش فاونديشن” التي لديها معاهد في جامعات فلوريدا وميامي وأريزونا وألاباما برمنغهام. وأظهرت مراجعة جديدة للأبحاث والدراسات القائمة أنه ليس هناك أدلة قوية على أن الأدوية والعقاقير تحسن من حالة مرضى القصور الإدراكي البسيط المرتبط بالشيخوخة، لكن الأطباء يوصون بكل ثقة بالتمارين الرياضية. الأشخاص الذين دمجوا التمارين الهوائية وتمارين القوة مثل رفع الأثقال في روتينهم كانت لديهم خفة حركة ذهنية أفضل وتفكير أسرع وعرض باحثون 11530 دراسة أجريت على مصابين بالقصور الإدراكي البسيط للتعرف على مدى تأثر كبار السن بالمرض وما هي أساليب العلاج والتغييرات في نمط الحياة التي يمكنها بالفعل أن تخفف من الأعراض. وأصبح القصور الإدراكي البسيط شائعا بين كبار السن ويتمثل في مشكلات بسيطة في التفكير والذاكرة لا تؤثر عادة على الحياة اليومية أو القيام بالمهام بشكل مستقل. لكن تزيد لدى المصابين بالحالة احتمالات الإصابة بالزهايمر وأمراض خرف أخرى مقارنة بمن لا يصابون بها. ويقول رونالد بيترسن كبير باحثي الدراسة الجديدة وإرشادات العلاج العامة في الأكاديمية الأميركية لطب الأعصاب “لم يعرف الأطباء ماذا يفعلون لهؤلاء الأشخاص. الآن نعرف أنها حالة قد تتطور ونحتاج إلى الانتباه عندما يأتي مرضى ويشكون منها”. وخلص بيترسن الذي يدير مركزا لأبحاث الزهايمر في روشستر بولاية مينيسوتا الأميركية وزملاؤه إلى أن نسبة الإصابة بالقصور الإدراكي البسيط لدى من تتراوح أعمارهم بين 60 و64 عاما تبلغ 6.7 في المئة، فيما تزيد إلى 8.4 في المئة بين 65 و69 عاما وإلى نحو عشرة في المئة بين 70 و74 عاما وما يقارب 15 في المئة بين 75 و79 من العمر وما يفوق 25 في المئة بين 80 و84 عاما. وأظهرت الدراسة التي نشرت في دورية “نيورولوجي” أن استخدام الأدوية والعقاقير لم تثبت فاعليته “بأدلة موثوق فيها”. لكن تحليلهم للدراسات التي بحثت في تأثير التمارين الرياضية على تحسين الإدراك خلصت إلى تحقيق فوائد. وبناء على تلك المراجعة حدّث الباحثون إرشادات التعامل مع القصور الإدراكي البسيط للمرة الأولى لتشمل توصية بأن يمارس المصابون به تمارين رياضية بانتظام في إطار نهج شامل للتعامل مع الأعراض التي يعانون منها يشمل أيضا أدوية ومكملات غذائية وتمارين عقلية واستبعاد الآثار الجانبية لأدوية أو أسباب أخرى للحالة. وقال بيترسن “هذه نقطة تستحق الدراسة. لا أعتقد أن بإمكانك القول إنك إذا تمرنت لمدة 150 دقيقة أسبوعيا يمكنك أن تؤخر الإصابة بالتدهور الإدراكي لعدد معين من السنوات (…) لا نعرف ذلك على وجه التأكيد (…) لكن التمارين الرياضية قد تكون مفيدة في إبطاء معدل التدهور الإدراكي إذ تبين أنها تتسبب في بعض الاستقرار أو التحسن في الحالة الإدراكية”. وأوضح بيترسن أن التمارين الرياضية تحسن تدفق الدم إلى المخ أو تحفز إنزيمات لتعمل على تكسير البروتينات التي يمكن أن تتراكم في لويحات المخ. وأشار إلى أن الباحثين في طب الأعصاب يأملون في التوصل إلى إرشادات أكثر تحديدا اعتمادا على أدلة بشأن مدة التمارين ونوعيتها وما إن كانت تؤخر أو تمنع التدهور الإدراكي.

مشاركة :