في الوقت الذي تشهد فيه العاصمة المقدسة مكة المكرمة، حراكاً تجارياً واضحاً، مع استمرار توافد ومغادرة مجموعات المعتمرين، برزت فيه عدة أسواق كسبت الجولة منها أسواق المأكولات والمواد الغذائية والهدايا والملابس، في حين كانت الأسواق المتخصصة في بيع البضائع المستوردة الرخيصة الأكثر إقبالاً من المعتمرين خاصة من معتمري الخارج من أصحاب الدخل المتوسط والأدنى وهي النسبة الأكبر. ورصدت "الرياض" أمس حركة السوق في سوق الجملة في حي الكعكية بمكة المكرمة والذي يشهد إقبالاً كبيراً أدى إلى تدخل رجال المرور لمراقبة حركة المرور فيما انعكست آثار السوق على سيارات النقل. ما الرغبات الشرائية للمعتمر؟ وما المفقود في أسواق الحج والعمرة بمكة المكرمة؟ ما ملاحظاته على مستوى التسوق وآلياته؟ وهل وضع الأسواق الأكثر تردداً من قبل المعتمرين قادرة على توفير متطلباتهم؟ أسئلة مهمة تناثرت مفرداتها أمام "الرياض" وهي ترصد الحركة الشرائية لمعتمرين من عدة جنسيات منشغلين في شراء احتياجاتهم. محمد دمنهوري "مواطن" ألمح إلى أن الحاجة تبدو مهمة لدارسة متخصصة لرصد التصور العام للمعتمرين عن تعامل الباعة معهم خاصة أن 99 % منهم من غير المواطنين بهدف مواجهة حالات التحايل والتضليل، التي ربما تصدر من بعض الباعة الوافدين، ولضمان حقوق طرفي العملية الشرائية، إضافة إلى رصد تصورهم عن واقع الأسواق وأبرز احتياجاتها والأفكار التي يمكن أن تسهم في تطويرها. وبين سعود منير "متعامل" أن معدلات الإنفاق العام للمعتمرين في أسواق العمرة بمكة المكرمة والمدينة المنورة مرتبط مباشرة بالعوامل المؤثرة على اقتصاد بلاده، حيث يعتمد الإنفاق على مستوى دخل الفرد، فمثلاً نجد معتمرين مستوى إنفاقهم متدنٍ جداً ومحدود في مجالات ضرورية في الوقت الذي نجد فيه معتمرين ينفقون أكثر في مجال شراء الهدايا والملابس والجولات السياحية سواء داخل مكة المكرمة أو المدن القريبة مثل جدة والطائف. وأضاف: وعلى العموم نسبة كبيرة من المعتمرين تهتم بشراء ما لا يتوفر في بلدانهم من أجهزة أو ملابس أو بهارات أو مكسرات أو عطور الأمر الذي يتطلب تنويع اتجاهات الأسواق ومواكبة رغبات المعتمرين. من جانبها كشفت أمنة فلاتة "من الأسر المنتجة" أن الأسر المنتجة في العاصمة المقدسة لا زالت غائبة عن أسواق مواسم الحج والعمرة في مكة المكرمة وغير مستفيدة منها الأمر الذي يستدعي تدخل الجهات المعنية في إجراء الدراسات الاقتصادية والاجتماعية لدراسة سبل استفادة الأسر المكية المنتجة للاستفادة من أسواق الحج والعمرة من خلال المعارض الموحدة أو البازارات المتنقلة أو العروض المؤقتة داخل الأسواق القريبة من إسكان الحجاج والمعتمرين. ويرى أحمد القريب "مرشد سياحي" أن رصد أضلع التسوق للمعتمر من وسيلة التنقل إلى مستوى الخدمات المتوفرة في الأسواق ومدى جاهزيتها بما فيها أدق التفاصيل بما في ذلك المطاعم المتخصصة والمقاهي وخدمات الشحن والتغليف والتوصيل، ومروراً بالأسعار وآلية البيع ووسائل الدفع من شأنه تحقيق وثبات كبيرة في تحفيز إنفاق المعتمرين. أنس عابد "موزع" ألمح إلى أن إنفاق المعتمر يتطلب دراسة حديثة ميدانية من الجهات المعنية والمتخصصة لترصد الرغبات والاتجاهات للمعتمرين والأفكار وتحدد الأرقام التقريبية لمعدلات الانفاق وتخلص إلى سبل تحقيق رغبات المعتمرين لرسم التصور العام لأسواق العمرة إضافة إلى خلق مؤثرات جذب اقتصادية لتحفيز إنفاق المعتمر في الأسواق السعودية بما ينعكس على قطاعات الإنتاج والاستيراد والتسويق والبيع. الأسر المنتجة غائبة تماماً عن أسواق الحج والعمرة إقبال كبير على الأسواق الرخيصة في العمرة
مشاركة :