المنتخب ومنطق المتعصبين

  • 10/15/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تبدو حالة القلق وعدم اليقين في الشارع الرياضي تجاه الحالة الفنية للمنتخب السعودي مع المدرب الإيطالي روبيرتو مانشيني مفهومة، قبل ثلاثة أشهر من المشاركة في كأس أمم آسيا 2024 في قطر، ذلك أن المدرب الإيطالي صاحب التاريخ العريض لا يزال في مرحلة التجارب والاستكشاف. لكن ما لا يبدو مفهوماً ومنطقياً أن تصوب سهام النقد الحادة تجاه المدرب الذي لم يخض حتى الآن أي مباراة رسمية مع الفريق الوطني ولا يزال يتعرف على اللاعبين وإمكاناتهم بحثاً عن الوصول عن الخيارات الأنسب قبل الدخول في الاستحقاق الآسيوي المهم. لم يكن المنتخب السعودي مقنعاً في حضوره في المباريات التجريبية ولهذا أسباب كثيرة، منها طبيعة اللاعب السعودي وعدم جديته في المباريات التجريبية، ولم تكن اختيارات مانشيني مقنعة لكثيرين، وهذا أمر يجب أن يوضع في إطاره الطبيعي دون المبالغة في الضغط على المدرب وعلى اللاعبين، فعلى سبيل المثال ظهرت انتقادات تجاه استدعاء عناصر بعينها مثل عبدالإله المالكي العائد من الإصابة في وقت لم يتم استدعاء أسماء مثل محمد المجحد، وهذا مفهوم من حيث المبدأ، لكن من أطلقوا مثل هذه الانتقادات تناسوا طبيعة المرحلة وأن المدرب لا يزال في أيامه الأولى في العلاقة مع المنتخب وهو مرحلة عنوانها الاستكشاف، وإن كان ثمة لوم فإنه على من تسبب بالتأخر في حسم ملف المدرب بعد استقالة الفرنسي رينارد. الأسوأ من ذلك أن هذه المرحلة تشكل أرضاً خصبة للمتعصبين الذين بدؤوا كعادتهم بتصويب سهامهم نحو الاختيارات من منطلق الانتماءات لأنديتهم، وهو منطق لم يعد مقبولاً في ظل مرحلة مختلفة في كل شيء، إذ من المثير للدهشة أن تجد من يُقدم للمتابعين بصفة ناقد يطالب بإقالة مدرب ذي قيمة واسم كبير قبل أن يخوض أي مباراة رسمية مع المنتخب لمجرد أن خياراته لا تتوافق مع ميوله. ثلاثة أشهر ويستهل «الأخضر» رحلته الآسيوية، وخلال هذه المرحلة سيكون هناك العديد من المتغيرات وسيكون مانشيني وقتها توصل بنسبة كبيرة جداً للشكل الذي سيدخل به البطولة، لذا فإن منطق المتعصبين في هذه المرحلة لن يغير من الواقع الفني شيئاً سوى وضع المنتخب ومدربه تحت ضغوطات لا مبرر لها، وهي الضغوطات التي لطالما كانت أحد أسباب إخفاق فريقنا الوطني في كثير من المناسبات السابقة.

مشاركة :