ذكرت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني في تقرير حديث لها أن المقاييس المالية للبنوك الإسلامية الكويتية حافظت على مرونتها في النصف الأول من 2023، بفضل البيئة التشغيلية المستقرة. وأفادت بأن اندماج بيت التمويل الكويتي «بيتك» مع البنك الأهلي المتحد، الذي استُكمل في 2022 أدى إلى نشوء واحد من أضخم البنوك الإسلامية في العالم، وإلى تحقيق نمو سنوي بمعدل 25 في المئة في أصول البنوك الإسلامية الكويتية، فيما زادت حصتها من إجمالي أصول القطاع الى 50 في المئة نهاية النصف الأول من 2023. وأضافت الوكالة في تقريرها أن متوسط معدل التمويلات منخفضة القيمة بنهاية النصف الأول من 2023 ارتفع بشكل طفيف إلى 2 في المئة (أعلى بواقع 45 نقطة أساس من البنوك التقليدية) ما يعكس بعض الضغوط من معدلات الفائدة المرتفعة والنمو الأكثر بطئاً للتمويل. وتوقعت «فيتش» أن تكون جودة أصول البنوك الإسلامية مستقرة خلال الفترة 2023- 2024. في غضون ذلك، أشارت إلى حدوث زيادة في رسوم التمويلات منخفضة القيمة/ متوسط إجمالي معدل التمويلات في النصف الأول من 2023، ولكنها تبقى أدنى بكثير من مستوياتها خلال الجائحة عامي 2020-2021. أما التركّز فيبقى أحد المصادر الرئيسة لجودة جميع أصول المصارف الكويتية. معدل الربحية وأوضحــت الوكـالة أن متـوسط معــدل الربح التشغيلي إلى الأصول المرجحة بالمخاطر تحسّن في النصف الأول من 2023 (1.9 في المئة عام 2022) إلى 3.2 في المئة على أساس سنوي بفضل ارتفاع معدلات الربح وحجم الأعمال. وكما هو الحال بالنسبة للبنوك التقليدية، توقعت «فيتش» استمرار تحسن ربحية البنوك الإسلامية في 2023-2024، ومع ذلك، لفت التقرير إلى أن المتطلبات الرقابية المرتفعة للمخصصات والضغوط على هوامش التمويل الصافية (متمثلة في تكلفة تمويل أعلى ومنافسة قوية)، إضافة الى الاستثمارات في القنوات الرقمية، ستواصل فرض ضغوط على ربحية البنوك. ولاحظ تقرير الوكالة أن متوسط معدل رأس المال للشريحة الأولى انخفض إلى 12.4 في المئة بنهاية النصف الأول من 2023، لافتاً إلى أن البنوك الكويتية تستثني الأرباح الموقتة من الحسابات الرقابية لرأس المال. وكان متوسط معدل الرافعة المالية الملموسة للبنوك الإسلامية دون ما هو عليه في البنوك التقليدية. ورأى التقرير أن النمو البطيء وتحسن الربحية وتعافي الدخل الشامل ستدعم رأس المال في 2023-2024. التمويل والسيولة وفي نهاية النصف الأول من 2023 كان متوسط معدل إجمالي التمويل إلى الودائع مستقراً عند 90 في المئة ولكنه بقي أدنى من معدله في البنوك التقليدية (97 في المئة)، وتبقى السيولة جيدة وأقوى ما هي عليه في البنوك التقليدية بسبب ارتفاع حصة تمويل الودائع التي تشكل نحو 81 في المئة من تمويل البنوك الإسلامية. نظرة مستقبلية وبيّنت «فيتش» أن النظرة الائتمانية المستقلة للبنوك الإسلامية الكويتية ستبقى مدعومة ببيئة تشغيلية مستقرة رغم النمو الأدنى لإجمالي الناتج المحلي الحقيقي (9.1 في المئة في 2022 و0.3 في المئة في 2023 و3.6 في المئة في 2024) والنمو الأدنى لنمو الإجمالي المحلي الحقيقي غير النفطي. ورأى التقرير أن تطوير الأعمال المصرفية الرقمية سيبقى متمتعاً بأولوية عالية، متوقعاً من جهة ثانية أن تحافظ البنوك الإسلامية الكويتية على حصتها السوقية الكبيرة بفضل الطلب العام القوي على المنتجات الإسلامية ومن التشريعات المالية الإسلامية الداعمة.
مشاركة :