في 19 سبتمبر 2023، لقى ستة مواطنين أذربيجانيين مصرعهم، ضحايا لإرهاب لغم زرعته القوات المسلحة الأرمينية في الأراضي المحررة لجمهورية أذربيجان. وهذه ليست المرة الأولى التي ترتكب فيها أرمينيا عملاً كهذا ضد أذربيجان. فمنذ نهاية حرب كاراباخ الثانية، وقع أكثر من 300 مواطن أذربيجاني ضحايا لإرهاب الألغام أو أصيبوا بجروح خطيرة. طوال السنوات الثلاث الماضية منذ توقيع هذا البيان، احتفظت أرمينيا بأكثر من عشرة آلاف من التشكيلات المسلحة المجهزة بأسلحة ثقيلة مثل الدبابات وغيرها من المركبات المدرعة وقطع المدفعية وقاذفات الصواريخ المتعددة ومدافع الهاون ومعدات الحرب الكهرومغناطيسية وأنواع أخرى من الأسلحة في الأراضي المحررة التي كانت تخضع لقوات حفظ السلام الروسي. وكانت القوات المسلحة الأرمينية غير الشرعية تتلقى الدعم العسكري والتقني واللوجستي المباشر من جمهورية أرمينيا، مستخدمة طريق لاتشين، في محاولة لتأجيج النزعة الانفصالية في الأراضي الخاضعة لسيادة أذربيجان لأغراض سياستها. وأظهرت التدابير حجم العسكرة غير القانونية التي تقوم بها أرمينيا على الرغم من الالتزام الذي تعهدت به بموجب البيان الثلاثي بوقف جميع الأنشطة العسكرية ضد أذربيجان وسحب قواتها من أراضي أذربيجان المعترف بها دولياً. وفي غضون 24 ساعة فقط، تم الاستيلاء على أكثر من 90 موقعًا عسكريًا للتشكيلات غير القانونية، وتحييد 20 مركبة قتالية، و40 قطعة مدفعية، و30 مدفع هاون، و6 أنظمة حرب كهرومغناطيسية، ومنظومتين صاروخيتين مضادتين للطائرات. ولن تتسامح أي دولة ذات سيادة مع مثل هذا الوجود العسكري غير القانوني على أراضيها. وكذلك دولة أذربيجان لم تغض عينيها عنها. وتصرفت ضمن الحقوق التي يكفلها القانون الدولي ودستورها لحماية سلامة وأمن جميع سكانها. وهكذا، تقهقرت المحاولات المنهجية التي قامت بها أرمينيا لخلق وضع راهن جديد من الاستخدام غير القانوني للقوة والحفاظ على منطقة رمادية على أساس «منطق خط التماس» في الأراضي ذات السيادة لأذربيجان. لقد أظهر جنودنا بطولة غير عادية وشجاعة واحترافية في التضاريس الصعبة وعلى الرغم من وجود التحصينات التي أنشأها المحتل على مدار سنوات من الأعمال الهندسية، نظرًا لأن مواقع المحتل تقع على التلال وفي أماكن مناسبة، أظهر جنودنا مرة أخرى بطولة واحترافية وحققوا نجاحًا عسكريًا كبيرًا في جميع الاتجاهات في وقت قصير. قبل العملية، أصدر الرئيس الأذربيجاني السيد إلهام علييف أمرًا صارمًا للقوات العسكرية الأذربيجانية بأن السكان الأرمن الذين يعيشون في منطقة كاراباخ يجب ألا يتأثروا بإجراءات مكافحة الاحتلال ولا بد من حمايتهم. لقد حققت أذربيجان ذلك باستخدام أسلحة عالية الدقة. وفي الوقت نفسه، شعر المدنيون بالحماية الكاملة بفضل الكفاءة المهنية للقوات المسلحة الأذربيجانية. إن جميع الإجراءات التي اتخذتها أذربيجان لاستعادة سلامة أراضيها وسيادتها، بما في ذلك تدابير مكافحة الاحتلال التي تمت على مدار الـ 24 ساعة الأخيرة، كانت متوافقة مع قواعد ومبادئ القانون الدولي. لقد التزمت أذربيجان دائمًا بحماية المدنيين والأعيان المدنية في إطار أعمالها. إن محاولة أرمينيا اتهام أذربيجان بانتهاك البيان الثلاثي الصادر في 10 نوفمبر 2020 عن قادة أذربيجان والاتحاد الروسي وأرمينيا لا أساس لها من الصحة أيضًا، بل على العكس من ذلك، فإن أرمينيا هي التي تجاهلت بشكل صارخ التزامها بموجب الوثيقة المذكورة فيما يتعلق بسحب قواتها غير الشرعية من أراضي أذربيجان المحررة. نعقد ثقة بأن نتائج تدابير تحرير أراضي أذربيجان سوف تسمح بإزالة العقبة أمام مفاوضات السلام. وهذا سيخلق واقعاً جديداً في جنوب القوقاز. يجب أن نتأكد من أن أرمينيا لا تعيش مع أفكار غير واقعية ويجب عليهم التأكد من أننا لا نطالب بأراضيهم. نحن نعترف بسلامة أراضيهم وقد أعلنا ذلك. ونقترح أن يقوم مستقبل دول جنوب القوقاز على السلام والاستقرار والرخاء. إن عدم وفاء أرمينيا بالتزاماتها بشأن الانسحاب الكامل والفوري وغير المشروط لقواتها من أراضي جمهورية أذربيجان كان السبب في فشل جميع الجهود الدولية الرامية إلى تسوية النزاع المسلح الذي شنته أرمينيا ضد أذربيجان منذ أكثر من 30 عاماً. فقد ظل الوجود العسكري غير القانوني المستمر لأرمينيا في الأراضي الخاضعة لسيادة أذربيجان يشكل أخطر عقبة أمام عملية التطبيع بعد الصراع بين أرمينيا وأذربيجان، وكذلك أمام الجهود المبذولة لإعادة إدماج السكان من أصل أرمني في منطقة كاراباخ بأذربيجان. البيان الثلاثي الصادر في 10 نوفمبر 2020 والذي بموجبه انتهى الصراع وظهرت وقائع جديدة تماماً في المنطقة. وعلى الرغم من كل التحديات الخطيرة الناجمة عن موقف أرمينيا، تؤكد أذربيجان مرة أخرى استعدادها لإجراء حوار ومفاوضات حقيقية على أساس الاحترام المتساوي والمتبادل للمصالح المشروعة لكل طرف. ونقدم مرة أخرى عرضنا للسلام العادل والمنصف والدائم لأرمينيا، على الرغم من الجروح غير الملتئمة الناجمة عن احتلالها المسلح، والدمار الهائل الذي لحق بمدننا وقرانا. ونأمل أن يلقى هذا العرض الذي قدمته أذربيجان الرد نفسه في نهاية المطاف من قبل هذا البلد. وعلى مسار مختلف، تؤكد جمهورية أذربيجان من جديد تصميمها على ضمان جميع الحقوق والحريات للمقيمين من أصل أرمني في منطقة كاراباخ بأذربيجان بما يتماشى مع دستورها وآليات حقوق الإنسان الدولية ذات الصلة، بما في ذلك تلك المكفولة للأشخاص المنتمين إلى أقليات قومية. على الرغم من حقيقة أنه خلال ما يقرب من 30 عامًا من الاحتلال العسكري الأرميني، بحيث تعرض الأذربيجانيون للحرمان من جميع الحقوق، إلا أن أذربيجان ملتزمة دائمًا بحماية حقوق جميع الأقليات العرقية في أراضيها، بما في ذلك الأرمن. في الواقع، حتى إنه بعد مرور 24 ساعة، توقفت بالفعل إجراءات مكافحة أسباب الاحتلال، وبدأ الحوار حول إعادة إدماج السكان من أصل أرمني في منطقة كاراباخ بأذربيجان بشكل عملي على الأرض. انعقد الاجتماع الذي طال انتظاره للممثل الخاص لحكومة أذربيجان مع ممثلي السكان الأرمن في 21 سبتمبر في مدينة يفلاخ بأذربيجان. وفي الاجتماع، حدد الممثل الخاص الذي عينته حكومة أذربيجان للحوار مع السكان الأرمن خطط الحكومة لإعادة الإدماج ونوقشت القضايا المتعلقة بترميم وتشغيل البنية التحتية. في سياق مناقشة المسائل الاجتماعية والإنسانية، وبناءً على طلب السكان الأرمن أن يتم توصيل الوقود لاستخدام المرافق الاجتماعية، مثل رياض الأطفال والمدارس والمستشفيات وخدمات الطوارئ الأخرى، فضلاً عن تدابير الدعم الإنساني الأخرى ومن المتوقع أن يتم تنفيذه قريباً من قبل مؤسسات الحكومة المركزية ذات الصلة. وفي ضوء ذلك، بتعليمات من رئيس جمهورية أذربيجان، تم تشكيل فريق عمل برئاسة نائب رئيس الوزراء لمعالجة القضايا، بما في ذلك تلك المتعلقة بالرعاية الاجتماعية والمساعدة الإنسانية والانتعاش الاقتصادي وإعادة تأهيل البنية التحتية في منطقة كاراباخ في أذربيجان. حتى إنه تم الوصول إلى مرحلة مهمة في إعادة تأهيل البنية التحتية الحيوية في 24 سبتمبر عندما تم ربط خانكيندي بنجاح بشبكة الكهرباء في أذربيجان. وقد كفل هذا الإنجاز إمدادات الكهرباء دون انقطاع من الموارد الحكومية إلى السكان من أصل أرمني في أذربيجان. وتذكّر أذربيجان جميع الدول بالتزامها بموجب القانون الدولي بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وعدم تقويض اندماج الأشخاص المنتمين إلى أقليات قومية أو تأجيج النزعة الانفصالية في أراضي الدول المجاورة. وتظل أذربيجان منفتحة على المشاركة البناءة مع جميع الشركاء الدوليين الذين لديهم مصلحة حقيقية في تحقيق السلام والاستقرار والرفاهية في منطقتنا. وفي أواخر شهر أكتوبر الجاري يتوقع لقاء بين الرئيس إلهام علييف رئيس جمهورية أذربيجان ونيكول باشنيان رئيس الوزراء لجمهورية أرمينيا بوساطة رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل. ** ** - سفير أذربيجان بالمملكة
مشاركة :