الدمام - شريف احمد - يعد المبدأ الأول الذي يجب أن يأخذ به صانع القرار هو أن يحدد المشكلة ويمكن في هذا السياق اقتراح المشكلة التي تحتاج إلى حل وعدم الاكتفاء برؤية مبسطة لمشكلة ما، ويمكن لصانع القرار أن يأخذ مدخلات من أي شخص، الرؤساء والمرؤوسين والزملاء والخبراء، وما إلى ذلك. ومع ذلك، فإن مسؤولية الوصول إلى جوهر المشكلة - لتمييز الحقيقة عن الرأي وتحديد ما يحدث بالفعل - تقع على عاتق صاحب القرار، وفق ما ذكر موقع بيج ثينك. يبدأ تحديد المشكلة بتحديد شيئين: (1) ما تريد تحقيقه، و(2) ما هي العوائق التي تقف في طريق تحقيق ذلك. ولسوء الحظ، غالبًا ما ينتهي الأمر بالناس إلى حل المشكلة الخاطئة. يمكن أن تمر أي شركة بسيناريو مكرر آلاف المرات حيث يجمع صانع القرار فريقًا متنوعًا لحل مشكلة حرجة وحساسة. كما قد يجتمع عشرة أشخاص في الغرفة ويقدمون مدخلات حول ما يحدث كل منهم من منظور مختلف. في غضون دقائق قليلة، يعلن شخص ما عن سبب المشكلة، وتصمت الغرفة لمدة ميكروثانية ثم يبدأ الجميع في مناقشة الحلول الممكنة. وغالبًا ما يحدد الوصف الأول المعقول للموقف المشكلة التي سيحاول الفريق حلها. بمجرد أن تتوصل المجموعة إلى حل، يشعر صانع القرار بالارتياح فيقوم بعد ذلك بتخصيص الموارد نحو الفكرة ويتوقع أن يتم حل المشكلة، لكنها ليست كذلك لأن الرؤية الأولى في قضية ما نادراً ما تكشف ما هية المشكلة الحقيقية لذلك لا يتم حل المشكلة الحقيقية. فقد تعلمنا طوال حياتنا حل المشاكل لكن عندما يتعلق الأمر بتحديد المشكلات تكون لدينا خبرة أقل لأن الأمور غالبا ما تكون غير مؤكدة ونادرا ما يكون لدينا جميع المعلومات. وفي بعض الأحيان، هناك أفكار حول ماهية المشكلة ومقترحات لحلها ومن ثم الكثير من المناقشات بين الأشخاص. وفق ذلك تكون النتيجة أن المنظمات والأفراد يهدرون الكثير من الوقت في حل المشكلات الخاطئة. ومن الأسهل بكثير علاج الأعراض بدلاً من العثور على المرض الأساسي أو إخماد الحرائق بدلاً من منعها و المشكلة في هذا النهج هي أن النيران لا تنطفئ أبدًا بل تشتعل بشكل متكرر. على صاحب القرار تحمل مسؤولية تحديد المشكلة، فلا تدع أحدا يحدد ذلك لك وقم بالعمل لفهمه ولا تستخدم المصطلحات الصعبة لوصف ذلك أو شرحه. ويعرف أفضل صناع القرار أن الطريقة التي نحدد بها المشكلة تشكل وجهة نظر الجميع حولها وتحدد الحلول. تعد الخطوة الأكثر أهمية في أي عملية صنع قرار هي حل المشكلة بشكل صحيح. كما يقدم هذا الجزء من العملية رؤية لا تقدر بثمن فنظرًا لأنك لا تستطيع حل مشكلة لا تفهمها، فإن تحديد المشكلة يمثل فرصة لاستيعاب الكثير من المعلومات ذات الصلة و فقط من خلال التحدث إلى الخبراء والبحث عن آراء الآخرين والاستماع إلى وجهات نظرهم المختلفة وتمييز ما هو حقيقي عما هو غير حقيقي يمكن لصانع القرار فهم المشكلة الحقيقية. فعندما تفهم مشكلة ما يبدو حينها الحل واضحًا. من المهم للغاية تحديد السبب الجذري للمشكلة فلا يجب أن يكتفي صانع القرار بمجرد علاج أعراضه. يتطلب إصلاح المشكلة الحقيقية بضعة أسابيع من العمل، بدلاً من بضع دقائق. ومن الأدوات المفيدة لتحديد السبب الجذري للمشكلة أن تسأل نفسك: "ما الذي يجب أن يكون صحيحًا حتى لا تكون هذه المشكلة موجودة في المقام الأول؟".
مشاركة :