الرياض - رويترز قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إنه عقد اجتماعا "مثمرا للغاية" مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في الرياض في تواصل دبلوماسي حيوي في الوقت الذي تستعد فيه إسرائيل لشن هجوم بري على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وتعمل فيه واشنطن على احتواء الصراع. وقال بلينكن في رد على سؤال من مراسلة رويترز لدى عودته للفندق الذي يستضيف الوفد الأمريكي في الرياض "كان مثمرا للغاية". ذكرت وكالة الأنباء السعودية اليوم الأحد أن ولي العهد السعودي قال إن المملكة تعمل جاهدة لمنع تصاعد الصراع في الشرق الأوسط، وذلك في تصريحات أدلى بها بعد لقائه مع بلينكن في الرياض. وأضافت الوكالة أن ولي العهد أكد على "ضرورة العمل لبحث سبل وقف العمليات العسكرية التي راح ضحيتها الأبرياء، مؤكدا سعي المملكة لتكثيف التواصل والعمل على التهدئة ووقف التصعيد القائم واحترام القانون الدولي الإنساني بما في ذلك رفع الحصار عن غزة". وذكرت الوكالة أن ولي العهد شدد على "العمل على تهيئة الظروف لعودة الاستقرار واستعادة مسار السلام بما يكفل حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة وتحقيق السلام العادل والدائم". ويأتي اجتماع بلينكن اليوم الأحد مع ولي العهد السعودي في الوقت الذي تقف فيه المنطقة على حافة المزيد من التصعيد في قطاع غزة الذي يسكنه 2.3 مليون نسمة تقريبا مع استعداد إسرائيل لشن اجتياح بري. ويقوم بلينكن بجولة هي الأوسع حتى الآن في الشرق الأوسط، حيث عمل مع حلفاء بلاده من الدول العربية لمنع تحول الحرب إلى صراع أوسع والمساعدة في تأمين إطلاق سراح من تحتجزهم حماس. وتوعدت إسرائيل بالقضاء على الحركة ردا على الهجوم الذي شنه مقاتلوها في بلدات إسرائيلية قبل ثمانية أيام. وفي وقت متأخر من مساء أمس السبت، حذرت إيران من "عواقب واسعة النطاق" إذا لم يتوقف القصف الإسرائيلي. وقال مسؤول أمريكي إن الاجتماع استمر ما يقل قليلا عن الساعة وعٌقد في مقر خاص لإقامة ولي العهد السعودي. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر في بيان "سلط الوزير الضوء على تركيز الولايات المتحدة الراسخ على وقف الهجمات الإرهابية التي تشنها حماس وتأمين إطلاق سراح جميع الرهائن ومنع انتشار الصراع". وأضاف ميلر "أكد الجانبان التزامهما المشترك بحماية المدنيين وتعزيز الاستقرار في أرجاء الشرق الأوسط وخارجه". وبدأ بلينكن جولته يوم الخميس من إسرائيل مؤكدا دعم الولايات المتحدة القوي لأقرب حليف لواشنطن في الشرق الأوسط في حربها ضد حماس. ومنذ ذلك الحين، زار الأردن وقطر والبحرين والسعودية. وقام بزيارة قصيرة إلى الإمارات وعاد إلى الرياض للقاء ولي العهد في وقت متأخر أمس السبت رغم أن الاجتماع لم يعقد إلا صباح اليوم الأحد. ومن المتوقع أن يسافر إلى مصر اليوم الأحد. وتقول السلطات في قطاع غزة إن أكثر من 2300 قتلوا، أغلبهم من النساء والأطفال وأصيب نحو عشرة آلاف. وبحث عمال الإنقاذ باستماتة عن ناجين من الضربات الجوية الليلية. وتردد أن مليونا تركوا منازلهم. والتقى بلينكن أمس السبت مع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في الرياض. وقال بلينكن قبل الاجتماع إن حماية المدنيين على كلا الجانبين أمر ضروري. وقال "ونحن نعمل معا لتحقيق ذلك تحديدا، ولا سيما العمل على إنشاء مناطق آمنة في غزة، والعمل على إنشاء ممرات حتى تتمكن المساعدات الإنسانية من الوصول إلى الأشخاص الذين يحتاجون إليها".