إبراهيم الملا(الشارقة) تشارك فرقة مسرح الشارقة الوطني في الدورة 26 من مهرجان أيام الشارقة المسرحية التي تنطلق اليوم، في عمل بعنوان «تحولات» بعد عدة مشاركات ناجحة قدمها بتنويعات بصرية مدهشة ومواضيع تقترب في العمق من القضايا الراهنة، وتنحو ظاهرياً باتجاه الترميز واللعب على المفردة المسرحية القابلة للجدل والتأويل واختبار زوايا قراءة مختلفة في كل مرة.وفي لقاء مع «الاتحاد» أشار العامري إلى أن عمله الجديد ارتكز على البحث والاستفادة من الإرث الكبير من النصوص التي تركها الفنان الراحل والمخرج العراقي قاسم محمد، خصوصاً فيما يتعلق بالمسرح البصري، ومن إصدارات متنوعة له مثل: «أقنعة وأقمشة ومصائر» التي سبق تقديمها من قبل فرق عربية وحازت جوائز مهمة، ونص: «تحولات، حالات الأحياء والأشياء» والذي لم ينفذ سابقاً على الخشبة، نظراً لصعوبة نقل فضاءاته ومناخاته التعبيرية والبنائية إلى حيز التنفيذ الأدائي والمشهدي. وأضاف العامري أن النص يرتكز على عالم «الماريونتات» أو العرائس والدمى المجسمة للأشكال البشرية، والتي تبحث هنا عن الخلاص من وضعها الغرائبي والمغلق، وذلك عندما تومض فكرة لدى إحدى هذه الدمى بضرورة الانتقال إلى كينونة واعية بذاتها، والتحول تدريجياً إلى كائن بشري، من أجل كسر حالة العزلة والجمود والتخشّب التي كانت محصورة بداخلها لزمن طويل. ونوه العامري إلى أن سينوغرافيا العمل تحتشد بعناصر الطبيعة المختلفة من طيور وفراشات وسفن وأشجار وغيرها، وسط منظومة بصرية متداخلة مع عالم الأحلام والتخيلات والرغبة المتأججة في الانبعاث من حالة الكمون والحيادية والصمت، حيث تخرج مجاميع الدمى من صناديقها المغلقة في سعي مشترك للتحول والتحرر من شرنقة الظلام والموت المكرر، وأضاف العامري أن هذه الدمى سوف تصطدم في أول مغامرة لها بعاصفة قوية، تجعلها تتردد وتعود إلى مملكتها السوداء، ولكن كفاحها وتحدياتها سوف تستمر بعد ذلك حتى الوصول إلى الصيغة البشرية المنشودة، والتي تصطدم في النهاية بحقيقة ومرارة عالم البشر، وما يحتويه من جشع وقسوة وأنانية ومصائر منذورة للجحيم واللعنات. ولفت العامري إلى نص: «تحولات» تمت كتابته قبل 15 عاماً من الآن، وهو كما أغلب نصوص قاسم محمد، يستشرف المستقبل ويقرأ الأحداث والتغيرات المقبلة ببصيرة واعية ونافذة تجاه ما هو قادم من فظاعات وكوارث على كل المستويات. وحول الأسلوب الإخراجي والمعالجة النصية الجديدة للعمل الأصلي، أشار العامري إلى أنه نقل النص إلى مستويات جديدة، وتم تفكيكه داخل مختبر خاص من الكتابة المتداخلة، وقال إن العمل مفتوح على الاقتراحات الإخراجية، ويتطلب اشتغالاً دقيقاً متوازناً لإيصال مقولة النص، والأهم إيصال روح قاسم محمد إلى المتفرج.
مشاركة :