سلطان: باريس لعبت دوراً كبيراً في حفظ وثائق منطقة الخليج

  • 3/17/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

باريس الخليج: أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أن جمهورية فرنسا كان لها دور كبير في حفظ الكثير من الوثائق التاريخية المتعلقة بمنطقة الخليج، وتعد حاضنة أمينة لمختلف الثقافات والفنون والآداب، واصفاً حال سموه عندما يتواجد فيها كأنه في قمة العالم، وأنها مبعث للسكينة والاستقرار النفسي. جاء ذلك في كلمة لسموه ألقاها في حفل تدشين النسخة الفرنسية من كتاب حصاد السنين وكتاب حديث الذاكرة 2، الذي أقيم مساء يوم أول من أمس الثلاثاء، وسط حضور رفيع المستوى، جمع عدداً من وزراء الثقافة والسفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي وكذلك عدداً من ممثلي المراكز الثقافية والمؤرخين والأدباء، في العاصمة الفرنسية باريس. وأوضح سموه خلال كلمته، العلاقة التي تربط بينه وبين فرنسا وبين عدد من رؤسائها، مستعرضاً مواقف عدة جمعته بهم، حيث كان التقى في عام 1976 الرئيس الفرنسي آنذاك فاليري جيسكار ديستان، وقدم سموه له هدية سيفاً مذهباً خُطّ على نصله بيت شعر، وكان الرئيس الفرنسي معجباً بالإهداء، وشغوفاً بمعرفة معنى بيت الشعر المكتوب عليه. كما أشار صاحب السمو حاكم الشارقة في كلمته للرسالة التي بعث بها إلى الرئيس الفرنسي جاك شيراك، بعد أن استمع لكلمته التي ألقاها في جامعة القاهرة بجمهورية مصر العربية، كتب سموه بين سطورها عندما أكون في فرنسا اشعر كأنني في قمة الدنيا ، وأضاف فليسمح لي الرئيس أن أذيل توقيعي بصديق فرنسا، وأكد سموه أن كلمة شيراك تلك كانت في حق العرب ولم تكن كلمة فقط، بل أثبتها بأفعاله ومواقفه اتجاه العرب التي يشهد لها الجميع. وبيّن سموه خلال كلمته، مدى الاهتمام والحرص اللذين توليهما الجمهورية الفرنسية للوثائق التاريخية التي استعان بها في إنجاز العديد من أبحاثه ومؤلفاته، واعداً سموه بأن يكون له كتاب قريب ذو قيمة فعلية ومادة للدراسة تخدم الباحثين حول التواجد الفرنسي في المحيط الهندي، باعتبارها فترة تاريخية مهمة قلما تذكر في كتب التاريخ، ومادتها غزيرة ينظر إليها سموه برهبة واحترام وتقدير، وتتطلب جهداً كبيراً لإنتاجها، وسيعمل سموه على ذلك خدمة للتاريخ بشكل عام، ولتاريخ منطقة الخليج على وجه الخصوص. واختتم صاحب السمو حاكم الشارقة كلمته بتسليط الضوء على الكتابين المحتفى بهما والمترجمين إلى اللغة الفرنسية، وهما كتابا حصاد السنين وحديث الذاكرة في جزئه الثاني، اللذان يحكيان فترة تاريخية لدولة الإمارات العربية المتحدة شهدت خلالها تطورات عدة، وتحققت فيها نجاحات وإنجازات كثيرة، موضحاً سموه أن تلك النجاحات والإنجازات لتلك الدولة الفتية مستمرة، وأن كتاباته فيها لم تتوقف، إنما سموه كالغواص يخرج لسطح الماء ليملأ رئتيه بالهواء، ويعود مجدداً ليغوص في أعماق التاريخ. من جانبه، ألقى فريدريك ميتران وزير الثقافة الفرنسي السابق، كلمة بهذه المناسبة رحب في مستهلها بصاحب السمو حاكم الشارقة والحضور، وقدم لمحة تاريخية عن إمارة الشارقة، مبرزاً دورها الريادي في صون التراث والتاريخ، وجهودها السباقة دائماً في السير على نهج مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، صاحب الحلم الكبير المغفور له، بإذن الله، تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وكيف أن للشارقة دوراً كبيراً في تحقيق ذلك الحلم وترسيخه حتى يومنا هذا. وأثنى وزير الثقافة الفرنسي السابق على عطاء وجهود صاحب السمو حاكم الشارقة الذي وصفه بالصديق الوفي لفرنسا، مشيداً بما وجده في الشارقة من تطور عمراني لم يطغ على حفظ التراث، ولم يطغ على الميزة النادرة للشارقة وهي الحفاظ على الطابع الإسلامي، فالشارقة كانت دائماً وأبداً مدينة الإسلام السمح المستنير في ظل قيادة حاكمها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي. وأوضح في كلمته أنه خلال زيارته للشارقة انبهر بعدد المتاحف المتخصصة المنتشرة فيها ومراكز الفنون والآداب، ومعاهد التعليم والجامعات والمراكز البحثية، ودارة الدكتور سلطان القاسمي، حيث تحفظ أنفس المخطوطات والوثائق وتتاح أمام الجميع للاستفادة منها، وقال كل ذلك ما كان ليرى النور لو لم يكن بين يدي رجل الثقافة، فقد وضع في صميم نظامه السياسي العناية بالطفل والتعليم والصحة والثقافة. واستعرض فريدريك ميتران بعض الجوانب السياسية لإمارة الشارقة، كالتجربة البرلمانية الأخيرة التي اختصت بانتخاب نصف أعضاء المجلس الاستشاري، وإقامة برلمان للأطفال والشباب، اللذين يساهمان في تحقيق تنمية شاملة للمجتمع. واختتم حديثه بالإشارة إلى شخصية صاحب السمو حاكم الشارقة، صاحب المؤلفين اللذين يقدمان هذا اليوم للقارئ الفرنسي، واصفاً إياه بقوله إن هذه المؤلفات تشكل يوميات بناء دولة يشار إليها بالبنان، كتبت بفلسفة رجل دين وثقافة متسامح وعميق دائماً ما كنت اسمعه يردد ويقول: لا حدود للمعرفة. عقب ذلك عرض فيلم تسجيلي قصير لمحتوى المؤلفين، مستعرضاً ما فيهما من حقائق ومعلومات ووثائق وصور توضيحية لمختلف الفترات والمراحل التاريخية التي واكبت قيام دولة الإمارات العربية المتحدة وشهدت على تطورها. كما تفضل صاحب السمو حاكم الشارقة بعدها بالتوقيع على مجموعة من النسخ المهداة للحضور. شهد الحفل كل من معضد حارب مغير الخيلي سفير دولة الإمارات لدى جمهورية فرنسا، وعبد الله مصبح النعيمي المندوب الدائم لدولة الإمارات في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونيسكو، ورونو دونديو دو فابر وزير الثقافة الفرنسي السابق، وأحمد بن ركاض العامري رئيس هيئة الشارقة للكتاب، زجواكيم بيو رئيس لجنة الصداقة البرلمانية الفرنسية الإماراتية، ونيكولا بايس نائب رئيس لجنة الدفاع في البرلمان الفرنسي، وندى الناشف نائبة مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو)، وصوفي بيشلر مدير العلاقات الدولية في مؤسسة عالم العلوم، والسيناتورة نتالي غوليه رئيسة لجنة الصداقة في مجلس الشيوخ، وعدد من السفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية العرب لدى فرنسا، وجمع غفير من أصحاب دور النشر الفرنسية والأدباء والمؤرخين والمثقفين وممثلي وسائل الإعلام المختلفة.

مشاركة :