أبوظبي في 16 أكتوبر /وام/ تشهد أبوظبي على مدار اليومين المقبلين، انعقاد فعاليات مؤتمر العلاج بالفن، الذي ينظمه مركز أبوظبي للإيواء والرعاية الإنسانية "إيواء"، التابع لدائرة تنمية المجتمع. ويناقش المؤتمر الذي ينعقد في فندق "إرث" بأبوظبي تحت شعار «التمكين من خلال الإبداع»، أساليب العلاج بالفن، الذي يعتبر من أقدم العلاجات في تاريخ البشرية، ويتوقع أن يحدث نقلة نوعية في مجال العلاج بالفن في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ليوضح دوره كأداة لتحفيز الشفاء والتعافي من الصدمات. ويشكل المؤتمر محطة مهمة للتطرق إلى تطور هذا النوع من العلاج في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث يستقطب نخبة من الخبراء المختصين في هذا المجال من شتّى أنحاء العالم، بمن فيهم المعالجين النفسيين والمختصين الاجتماعيين، وغيرهم من المهتمين، لمناقشة الأفكار وتبادل المعرفة والخبرات. وقالت سعادة سارة شهيل، المديرة العامة لمركز أبوظبي للإيواء والرعاية الإنسانية "إيواء": "برز مجال العلاج بالفن كأحد الأساليب الفعالة لتحسين قدرة الإنسان على التحكم بمشاعره والتعامل معها، ويعد هذا المؤتمر خطوة مهمة في سياق جهودنا المستمرة للمساعدة في علاج الجروح النفسية العميقة، التي قد لا تكون واضحة للعيان". من جانبها قالت إيما ميلز، أخصائية علاج بالفن من المملكة المتحدة، التي تشارك في جلسة حول بروتوكول علاج الصدمات بالفن خلال المؤتمر: "عندما يتعرض الإنسان لحدث مؤلم، قد لا تُسعفه الكلمات في التعبير عمّا مرّ به، وهنا يأتي دور العلاج بالفن كأداة فعالة تتيح له التواصل والتعبير بأساليب مختلفة غير الكلمات، وأعتقد أن المؤتمر يمثل فرصة مهمة للمختصين في هذا المجال للتواصل وتبادل المعلومات والخبرات حول أساليب العلاج الجديدة والمعروفة". ويقدم المؤتمر برنامجاً غنياً بالفعاليات، ويحتضن في يومه الأول العديد من الجلسات الحوارية المتميزة، التي تتطرق إلى موضوعات تشمل الشفاء من الصدمات، ورحلة العلاج بالفن في منطقة الخليج العربي، والتدخّل المُركز لعلاج الصدمات بالفن، وغيرها الكثير من الموضوعات المهمة. ويشارك في هذه الجلسات متحدثون بارزون من بينهم كلير جيردن، من أستراليا، وعوض مبارك اليمي، من المملكة العربية السعودية، وكارول حمّال، من مصر، وقمر بهبهاني، من الكويت، وغيرهم الكثير. ويشارك في اليوم الثاني من المؤتمر، خبراء من دولة الإمارات العربية المتحدة من بينهم سارة باول، ونتاليا جوميز، في عدة جلسات لمناقشة العلاج بالفن في منطقة الخليج العربي وبروتوكول علاج الصدمات بالفن، والعلاج بالفن الرقمي، وغيرها الكثير. ويختتم المؤتمر فعالياته بجلسة تتطرق إلى مستقبل العلاج بالفن في المنطقة، فضلًا عن أهم المستجدات العالمية في مجال ممارسات وأبحاث العلاج بالفن. وتتضمن أجندة المؤتمر أربع ورش عمل تفاعلية، تقدم لمحة مباشرة عن تقنيات العلاج بالفن، ويمكن للحضور استكشاف أساليب التعافي من الصدمات من خلال الرسم الموجه كمنهجية حسية حركية لتعزيز الوعي بالجسم، ودور الجانب الروحاني للعميل خلال علاجه بالفن في دعم مسيرة التعافي من الصدمات النفسية، واستخدام العلاج الحسي الحركي بالفن لتطوير الخيارات الإبداعية ودعم الأفراد. ويهدف مؤتمر العلاج بالفن إلى توفير منصة لتطوير أساليب العلاج بالفن، وإنشاء بيئة مواتية لتعزيز المعرفة وتحسين سبل العلاج الإبداعي من خلال الفن. ويوفر العلاج بالفن مساحة آمنة للأفراد للتعبير عمّا يدور في داخلهم، وتطوير وعيهم وتعزيز قدرتهم على تطوير الذات، ويجمع بين العلاج النفسي والإبداعي، ليساعد الشخص على التعبير عن ذاته بحرية أكبر ويسرّع من رحلة شفائه. ويمكن أن يسهم العلاج بالفن في إحداث نقلة نوعية في رحلة الشفاء من خلال الإبداع، ويتيح للأفراد أدوات قوية للتعافي والتعامل مع ما يمرّون به من صعوبات وضغوطات، وعادة ما يكون المختصون في هذا المجال مؤهلين للتعامل مع مشاعر الإنسان ومساعدته في التعبير عنها من خلال الفنّ، ويعملون مع توجيه المرء لاستكشاف وفهم مشاعره والتعبير عن ذاته، وتحسين قدرته على تخفيف التوتر بكفاءة أكبر. ويقدم المؤتمر معلومات ورؤى قيّمة حول الإمكانات الكبيرة التي يمكن أن يوفرها العلاج بالفن في منطقتنا، ويمثل خطوة مهمة نحو تطوير هذا المجال في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا واتباع أساليب إبداعية جديدة لتحسين جودة حياة الإنسان وقدرته على الشفاء والتعافي من الصدمات.
مشاركة :