وزارة الثقافة تكرم الكتاب والباحثين في فعاليات ملتقى السرد الخليجي

  • 3/17/2016
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

كرمت وزارة الثقافة وتنمية المعرفة في اختتام فعاليات الدورة الثالثة لملتقى السرد الخليجي، الأدباء والنقاد المشاركين في إنجاح جلساته ممن أسهموا في بذل جهود واضحة من خلال ما قدموه من أوراق عمل سلطت الضوء على السرد الخليجي، وما تزدحم به المكتبات من أعمال روائية وقصصية لمبدعين خليجيين من مختلف الأجيال، نظم الملتقى وزارة الثقافة وتنمية المعرفة بالتعاون مع الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، وعقدت جلساته في أبوظبي. شهد اليوم الأخير ثلاث جلسات تناولت شهادة روائية للإماراتية لولوة المنصوري تحت عنوان سرد الجبل وأمومة الحكاية، والقص المدرج بين فضيلة الافتراض ووهم الفصل للبحريني حسين المحروس، كما تحدث في الجلسة الأخيرة كل من مشاري محمد العبيد من الكويت في شهادة روائية تحت عنوان كيف تولد الحكايا؟، وباسمة يونس من الإمارات وقدمت شهادة عن مجمل المشهد الروائي، مسلطين الضوء على قيمة السرد ودوره البارز في المنتج الأدبي الخليجي، وأعقبت ذلك قراءة التوصيات التي استقر عليها كل المشاركين في ملتقى السرد الثالث بالإمارات. من جهتها، ثمنت عفراء الصابري وكيل وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، دور الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي في انعقاد هذا الملتقى، وأثنت على جهود كل الأدباء والنقاد المشاركين فيه، ونقلت إليهم تقدير الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة وتنمية المعرفة، لجهودهم الدؤوبة لتطوير السرد الخليجي والأدب بصفة عامة. وخرج المجتمعون بمجموعة من التوصيات وبعض هذه التوصيات بحسب، ما أكدت الصابري، سوف ترفع إلى الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي لإعادة صياغتها، وتأتي على رأسها توصية بتغيير مسمى الملتقى ليصبح ملتقى السرد لدول مجلس التعاون الخليجي، كما أوصى المشاركون بأهمية تشكيل لجنة في الدولة المستضيفة لوضع محاور وموضوعات الملتقى وغيرها من الأمور الفنية الأخرى، مع تفعيل الشراكات بين وزرات الثقافة ومنظمات المجتمع المدني المشتغلة بالأدب باعتبارهم أهل الاختصاص. وأضافت أن من بين التوصيات تكريم شخصية أدبية من كل دولة من دول المجلس في كل دورة انعقاد، وتوثيق أعمال الملتقى وإطلاق موقع إلكتروني باسم الملتقى، وهي التوصية التي اقترحها الشاعر حبيب الصايغ الأمين العام للاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب، مع ضرورة دعوة عدد من الباحثين والنقاد للاشتغال بموضوعات وقضايا السرد التي يحددها الملتقى، ووضع أدب الطفل والقصة القصيرة جداً ضمن المحاور التي يجب أن تركز عليها الدورات المقبلة بالملتقى، مع الاهتمام بإطلاق مبادرات نوعية تتعلق بالمحددات المنهجية لأشكال السرد. وفي شهادته الروائية قال الكاتب مشاري العبيد مذ بدأت أكتب، وأنا أهوى المسير على تخوم الحقيقة، أن أذيب ذاك البرزخ الذي يفصل الواقع عن الخيال، أن أختار شخوصاً أعرفهم، أو اضطر للتقرب ممن يشبهونهم كي اقترض منهم ومن دون علمهم طريقة تفكيرهم، أن أسير في الأماكن قبل الكتابة عنها، ولو استدعى الأمر السفر، مضيفاً أحببت الكتابة عن الماضي، أن أجمع وأبحث وأصمم بيئة ما عادت موجودة، وأملأ الفراغات بما تمليه علي الفكرة، أو القضية التي تولدُ السطورُ منها، فجاء ثاني أعمالي الروائية (غايب). وقالت لولوة المنصوري الأم المحبة لا تموت وتتحول إلى نخلة البيت ولا يتيتم أولادها، يرتفعون مع النسور ويحلقون على رؤوس الجبال، يتردد ذلك على كل لسان أمهات الجبل، وقت التعازي للأطفال الذين خطف الموت أمهاتهم مبكراً، وهنا أقول إن الكاتبة الأم أرادت لقامتها السردية القصيرة الانتشار بهدوء وأمان والتمدد في رحاب أمومة الحكاية بسلام يكبر، وأرادت لقامتها القصيرة الاندماج الخرافي المجدول في سرد الأرض. من جانبه ثمن سعد سليمان النصبان مدير إدارة الثقافة بالأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي، جهود دولة الإمارات العربية في تنظيم الدورة الثالثة من ملتقى السرد الخليجي معبراً عن تقديره لرعاية الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة وتنمية المعرفة لهذا الحدث الخليجي، مؤكداً أن الدورة شهدت تطوراً كبيراً من حيث التنظيم والحضور النوعي للمشاركين من دول الخليج كافة، ما يجعل هذا الملتقى بما قدمه من جلسات وتوصيات إضافة حقيقية للمشهد الثقافي الخليجي والعربي بشكل عام. أثرى وجود الشاعر حبيب الصايغ ملتقى السرد الخليجي، فقد اقترح أن تدعم وزارات الثقافة الترجمة كي تسهم في إيصال صوت الأدباء إلى العالم، موضحاً أن الوزارات قادرة وتريد من الأدباء أفكاراً ومقترحات، فلماذا نبخل بها عليهم، ولفت إلى تسمية ملتقى الشعر لدول مجلس التعاون الخليجي على غرار ملتقى السرد لدول مجلس التعاون الخليجي، كما دعا إلى تفعيل الشراكة مع اتحادات جمعيات المجتمع المدني، موضحاً أنه تم طرح عقد مؤتمر لرؤساء اتحادات الكتاب العرب، واقترح الصايغ أن يتم تكريم شخصية أدبية متميزة من كل دولة أثناء الملتقى، إضافة إلى تكليف نقاد وباحثين جادين يقدمون أعمالاً رصينة تتم طباعتها ونشرها، موضحاً أن وجود محور أو قضية معينة أو موضوع محدد، يدور الملتقى حوله يسهم في تطوره وارتقائه ليعرف الكتاب ماذا أنجزوا، وتكون التوصيات محددة ودقيقة أكثر، بناء على عنوان دورة الملتقى ومحوره الذي يحدده أهل الاختصاص. وأضاف الصايغ أنه ينبغي النظر إلى أدب الطفل في الملتقيات القادمة، حيث أن ورش أدب الأطفال التي تقام لا يشترك فيها الأطفال، كما دعا الصايغ إلى توسيع عدد المشاركين في الملتقى خاصة في ظل المرحلة العصيبة التي تمر بها الأمة، وأن تخضع اللائحة في كل دورة للمراجعة من أجل التطوير والتحسين. وأكد عدد من الكتاب المشاركين في ملتقى السرد الخليجي الثالث لالخليج أن الملتقيات التي تقام في دول مجلس التعاون الخليجي ذات أهمية قصوى، فهي تمثل التطبيق العملي للاستراتيجية الثقافية وتعمل على تحفيز الذاكرة الخليجية، متمنين أن تتناول الدورة القادمة قضية شائكة ومؤثرة في الثقافة العربية تحتاج إلى عناية وهي أدب الطفل، وأن تتم زيادة عدد المشاركين في الملتقى، ويتم التحضير لفعاليات الملتقى في وقت مبكر. وقال الكاتب والناقد القطري د. حسن رشيد إن استضافة نخبة من المبدعين والباحثين والنقاد في مثل هذه الملتقيات يشكل تحفيزاً للذاكرة الخليجية، يسهم في معرفة موقعنا من السرد العربي ومن ثم العالمي، فالإبداع القصصي الآن في حالة تطور خاصة في أمريكا الجنوبية، ولقد حان الوقت للخروج من الأطر الكلاسيكية إلى الواقعية السحرية، وبعد أن وصل الأدب العربي إلى العالمية عن طريق الأديب الكبير نجيب محفوظ نحاول أن نكون جزءا من العالم المتحضر وجزءاً من ثقافة الكون. بدوره أكد الروائي عبد القادر عقيل البحرين أن جميع الملتقيات التي تقام في دول مجلس التعاون الخليجي ذات أهمية، وهي تمثل التطبيق العملي للاستراتيجية الثقافية التي أقرت من قبل قادة دول المجلس وبعناية من وزراء الثقافة، فالاستراتيجية تهتم كثيراً بتنظيم هذه اللقاءات مثل: ملتقى السرد، وملتقى الفنون البصرية، وملتقى الشعر، وكلها فعاليات مهمة تجمع الخبرات، كما أن هذا الملتقى الذي أقيم في الإمارات احتفاء بعام القراءة، يشكل مناسبة جميلة ضمن المشاريع المهمة التي تتبناها الإمارات. من جهته نوه حمود حمد الشكيلي عمان بالتنظيم الجيد لفعاليات الملتقى وتمنى لو كان التحضير لفعالياته في وقت مبكر من أجل تحسين موضوعاته داعياً إلى ضرورة التحضير منذ الآن لفعاليات الدورة الرابعة وأن تتم زيادة عدد المشاركين من الكتاب والباحثين.

مشاركة :