تكرم إدارة مهرجان الشارقة المسرحية في دورتها الجديدة يوم غد وذلك في قصر الثقافة في الشارقة، المسرحي القطري الكبير غانم السليطي، بمناسبة فوزه بجائزة الشارقة للإبداع المسرحي العربي في دورتها العاشرة 2016. وجاء في حيثيات منحه الجائزة الكثير من الثناء والتقدير لدوره الكبير في إثراء حركة المسرح العربي، خلال مسيرته الفنية التي استمرت لأكثر من أربعة عقود، اتسم خلالها عمل السليطي بالشمولية، فإلى جانب اشتغاله بالإخراج المسرحي وتقديمه العشرات من الأعمال المسرحية التي حققت أصداء جماهيرية عالية وطافت دول المنطقة، عرف أيضاً ممثلاً ومنتجاً وناقداً، وقد استحقّ عن مساره الإبداعي المتنوع والمتجدد، تكريمات وجوائز في العديد من العواصم العربية. وغانم السليطي الذي يلقب بعملاق الفن القطري، فنان معروف أمضى أكثر من أربعين عاماً في المجال الفني، حيث تنوع أداؤه بين مجالات التمثيل والكتابة الدرامية التلفزيونية والإذاعية وأيضاً المسرحية. من المهم، في هذا الإطار ونحن نتحدث عن حياة وسيرة السليطي الفنية، أن نذكر بالبدايات، فهو، أي السليطي، بدأ من خلال المسرح، حيث تعود الذاكرة إلى العام 1973 حين ألف عملاً مسرحياً بعنوان بيت الأشباح وكان أحد أبطال هذا العمل، ومنذ تلك الفترة بزغ نجم فنان موهوب، وهو الذي أدى إلى حصوله على بعثة حكومية إلى معهد التمثيل في مصر ليرجع بعدها فناناً واثقاً من خطواته عارفاً بكواليس ومتاهات العمل الفني والمسرحي بوجه عام. تخرج السليطي في القاهرة في النقد والأدب المسرحي عام 1978، وبعد سبع سنوات حصل على جائزة التمثيل في مهرجان أيام قرطاج المسرحية عام 1985، عن أدائه في مسرحية المتراشقون التي كان هو كاتبها أيضاً، وهو الذي ظل حاضراً بقوة في المشهد المسرحي الخليجي وكذلك العربي، حيث نوع بين الإخراج والتمثيل، لكنه لم يكتف بذلك، بل أصبح منتجاً لأعماله الكثيرة التي تجاوزت في ذلك الزمن (في ثمانينات وتسعينات القرن الفائت) وما بعده، نحو 20 عملاً مسرحياً جماهيرياً. ومن المواقف اللافتة في مسيرة الفنان السليطي التي تنسجم مع قناعاته للدور الكبير الذي يلعبه الفن والمسرح بوجه خاص في التنمية والتطور والتثقيف الحضاري للأمم والشعوب، قوله إنه لن يشارك في أي عمل درامي إلا إذا كانت فكرته جديدة، منوهاً بأن اختيار القضايا في الدراما الخليجية لم يعد سهلاً، مشيراً إلى أن المشاهد لم يعد يتابع الأعمال التي تناقش مشكلاته بسطحية، لذا يتطلب من الكاتب والمنتج التأكيد على المحور الأساسي للدراما وهو هموم المواطن، لأن دور الفن الحقيقي نقل معاناة الناس إلى أصحاب القرار.
مشاركة :