جيـــرارد يعتـــــرف: لويس أفضل لاعب لعبت إلى جانبه

  • 3/17/2016
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

ترجمة: ضمياء فالح ثورة رودجرز، هذا هو العنوان الذي أطلقه سواريز على الفصل السادس من كتاب سيرته. يبين أن أول محادثة جرت معه كانت بخصوص احتمالية انتقاله إلى نادي يوفنتوس الإيطالي فطمأنه انه باق في ليفربول، يصف خططه بالســهلة وتتمثـــــل في الحفـــاظ على الكــــرة والضغـــــط لاســـترجـاعهـــا بســـرعة وعــدم التهـــور أو الفــــزع واللعــــب بهــــدوء. يحكي عن خدعة مارسها معهم رودجرز بأن أحضر ثلاثة مغلفات وقال لهم ان في كل واحد منها اسم لاعب سيتسبب بخذلان الفريق في الموسم القادم وعلى كل لاعب ان يضمن عدم وجودة اسمه في إحداها، بالنسبة لسواريز كانت طريقة لتحفيزهم فقط وليست حقيقية. ويعترف ان رودجرز غير من لعب الفريق تماما وأصبح اقرب إلى الأسلوب الأسباني، نابع من دراسته في إسبانيا، ولكنه لم يصل أبدا إلى أسلوب برشلونة في السرعة واللمسة الواحدة وتكنيك التمريرات لذا يشيد سواريز كثيرا بالفترة التي أشرف فيها رودجرز على تدريب ليفربول. ومن الحقائق التي يكشفها سواريز في هذا الفصل انه غالبا ما يشاهد مقاطع فيديو لحراس المرمى ليدرس حركاتهم وأسلوبهم والزوايا التي يفضلون الاتجاه إليها عند مواجهتهم، ويكشف سواريز في هذا الفصل أيضا عن سر تقبيله لإصبعه ورسغه بعد كل هدف يسجله. ويقول إنه منذ الصغر كان يشاهد مشاهير اللاعبين وهم يقومون بحركات عقب كل هدف يسجلونه بحيث أصبحت بصمتهم الخاصة التي يعرفون بها لذا فكر أن تكون له مثل هذه البصمة الشخصية يوماً ما، وقف أمام المرآة يفكر فاهتدى إلى هذه الطريقة. في البداية كان يقبل خاتم الزواج تحية لزوجته صوفي وعندما ولدت ابنته دلفينا اصبح يقبل خاتم الزواج ثم رسغه حيث وشم اسم ابنته، وحينما ولد ابنه بنيامين عرف انه إذا ما وشم اسمه على الرسغ الآخر فسيحتاج إلى وقت طويل للاحتفال عقب كل هدف لذلك قرر ان يوشم اسمه على نفس الرسغ بجوار اسم دلفينا. يبين سواريز أن من الطقوس التي اعتاد عليها لاعبو ليفربول بعد كل مباراة حضور المعالجين ومعهم العصائر المعدة بشكل خاص لتوزيعها على اللاعبين، كما هو الحال في برشلونة مثلا، ولكن مهما فعلوا وألحوا كان سواريز يرميها في سلة المهملات لأنه لا يشرب سوى الماء. يعشق سواريز شرب الماء لدرجة لا يمكن تخيلها قبل المباراة أشرب بكل سهولة 4 أو 5 لترات وتراه يحمل قنينة ماء أينما ذهب وكان لذلك يسرع عقب كل مباراة إلى الحمام لدرجة تثير سخرية زملائه. بسبب الماء خاصم سواريز الطعام رغم توسلات المعالجين والمدربين وخبراء التغذية الذين لا يفهمون حتى اليوم لم لا يعاني سواريز إصابات عضلية رغم تغذيته غير الكافية. في الفصل السابع يتحدث سواريز عن العلاقة مع اسطورة ليفربول ستيفن جيرارد حيث يكيل له المديح كثيرا لأخلاقه العالية واحترافيته وذكائه وكيف انه اقنعه بالعدول عن فكرة مغادرة إنجلترا بأكملها بعد حرمانه من اللعب لعشر مباريات في عام 2013. لم يكن الحرمان بحد ذاته ولا هجوم الإعلام عليه ولكن يقول سواريز إن ما أشعل فتيل قرار المغادرة هو تدخل السياسيين في القضية حتى وصل إلى أن يصفه ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء البريطاني، بـالقدوة الرهيبة. أحس سواريز بالاختناق من ملاحقته وعائلته من قبل مصوري الباباراتزي وعيون الناس التي تلاحقهم في كل مكان وعناوين الصحف المحرضة عليه. من ذا الذي سيتعاقد مع لاعب بهذه السمعة ومحروم 10 مباريات؟ هذا هو السؤال الذي طرحه سواريز على نفسه حينها رغم انه كان له الحق في مغادرة ليفربول. تردد ان بيب غوارديولا كان يرغب بضمه ولكنه عدل عن ذلك عندما وصل لمسامعه ان هناك فريقا مستعدا لدفع اكثر من 40 مليون جنيه استرليني وهو أرسنال. ضاق الحال بسواريز وعائلته كثيرا بحيث انه لم يعد قادرا على مغادرة المنزل او الذهاب إلى أي متجر فهناك ثلاث سيارات باباراتزي والرابعة رابضة أمام منزله. الانتقال إلى ناد آخر في إنجلترا لن يغير الواقع كثيرا، علاوة على أنه شعر بأن الأمر أشبه بالخيانة لنادي وأنصار ليفربول. وهنا تدخل جيرارد وأقنعه بأنه إذا ما أراد الرحيل فعليه أن يفعل ذلك كخطوة إلى الأمام ونقلة كبيرة في مسيرته وأن الوقت لم يحن بعد، خاصمه المدرب لأنه تحدث أمام الإعلام وليس معه شخصياً واتهمه لاعبو ليفربول السابقون بالخيانة وتجرع الكثير من الألم ولكنه سمع نصيحة جيرارد وتغلب على آلامه وظروفه وقدر كثيرا تمسك إدارة ليفربول به حتى أصبح أهم لاعبيه لدرجة أنهم كانوا يرسلون طائرة خاصة لإحضاره عقب مشاركته مع منتخب الأوروغواي، وهذه سابقة في النادي. يعترف سواريز أن كومباني، مدافع مانشستر سيتي، هو أفضل مدافع واجهه وبين الأفضل في مركزه بحيث أنه كان يتمنى أن يغيب عن أي مباراة يلعب فيها أمامه. ويكشف ان في منزله قميصاً موقعاً من ستيفن جيرارد ومكتوباً عليه جملة مؤثرة للغاية بحقه أفضل من لعبت معه،ويضيف ان المثالين اللذين يحتذي بهما في أخلاق اللاعب تجاه زملائه في الفريق في الأوروغواي هما سباستيان ال لوشو ودييغو فورلان. ويقول سواريز: من النادر أن يكون للاعب كرة القدم صديق حقيقي ربما بسبب طبيعة كونه لاعب كرة قدم، لدي الكثير من الزملاء سابقا وحاضرا لكن العثور على صديق حقيقي أمر صعب للغاية، يمكن أن تجد افضل صحبة عندما تكون الأمور جيدة ولكنهم فجأة يحتفلون بمصائبك مثلما يحتفلون بنجاحاتك. في الفصل الثامن يروي سواريز تداعيات الهزيمة والإحباط والقهر الذي عاناه ليفربول في عام 2014 رغم المجد الشخصي الذي حققه حينها. كان موسما لا ينسى واقترب جدا من الفوز بأول لقب بريميرلييغ منذ عام 1990 إذ سجل الفريق 101 أهداف وهو الأعلى في تاريخ النادي وأنهى جيرارد الموسم بأعلى رصيــد من صناعة الأهداف وحصل ســـــــواريز على الحــذاء الذهبي وجائزة أفضل لاعب في الدوري الممتاز، كل ذلك ضــــاع هباء بخسارة ليفربول أمام تشيلسي 2-0 في مباراة كان يكفيهم التعادل فيها. كان من المقرر أن يتوجــه ســـــواريز ومعـــه جيــرارد وبعض اللاعبين والمدرب إلى لندن لاستلام الجوائز ولكن الحزن وخيبة الأمل جعلت سواريز الوحيد على متن الطائرة. لم يكن يرغب بالذهاب هو الآخر ولكن شعر انه سيغدر بمن صوت له وخصوصا زملاءه. يشير سواريز في هذا الفصل أيضا إلى المحنة التي يعيشها مدربو الفرق والصعوبات التي يواجهونها والوقت الذي يمضونه لصالح فرقهم علاوة على التفكير المستمر ومحاولة إيجاد الحلول للمشاكل والعقبات في طريقهم، لذلك يؤكد أنه في نهاية مشواره لن يكون مدربا فهذه المهنة لا تناسبه فهو شخص يحب التواجد مع عائلته والمكوث في المنزل ويكره التركيز في أي شيء ولن يطيق ابدا ان يتواجد من جديد بين الوكلاء والأضواء. ويرى سواريز أن عليه، بعد سنوات طويلة من السفر والفنادق والمباريات عدم العودة من جديد بل سيعود إلى منزله وعائلته. في الفصل التاسع يأتي سواريز على ذكر والتر فيريرا المعالج الطبيعي الذي أمضى ربع قرن مع منتخب الأوروغواي وأصيب قبل كأس العالم في البرازيل بمرض السرطان ولكنه لم يتخل عن سواريز بعد إصابته وخضوعه لجراحة قبل المونديال بشهر واحد فقط. يقول عنه يده السحرية وخبرته لا تضاهى وتأثيره في روحي المعنوية هي التي أعادتني إلى الملعب بسرعة لا تصدق. ويحكي سواريز كيف أنه بكى عندما كان في المنزل في الأوروغواي عقب طرده من كأس العالم بسبب عضة كيلليني وشاهد مدربه تاباريز يعلن استقالته من اللجنة الاستراتيجية للفيفا تضامنا معه. ذهل سواريز من موقف مدربه ودفاعه عنه وشعر بألم كبير في قلبه بعد أن رأى مقدار محبة المدرب له وما فعله هو بالمقابل للفريق. ويتذكر هنا حادثاً وقع له عندما كان بعمر 12 عاماً حيث مرت سيارة على قدمه وأصيب بكسر في مشط القدم، رغم انهم وضعوا ساقه في جبيرة إلا أنه ظل يلعب الكرة في ساحة المدرسة وعندما رفعها الطبيب وجد المكان تالفاً شعر بالفزع. يقول إنه دائماً ما كان يصاب بجروح وكدمات وخدوش لكن لم يمنعه ذلك من اللعب أبدا لذا عقب خضوعه لجراحة قبل كأس العالم قال له الأطباء انه لن يلعب إلا بعد شهرين لكنه فاجأ الجميع باللعب أمام إنجلترا بعد 4 أسابيع فقط. يعترف سواريز أن المعالج والتر هو الذي حثه على المشي من جديد رغم ممانعته فكان يشتمه ويصرخ عليه ليتشجع بل وصل الأمر إلى الكذب عليه وادعاء أن كل شيء على ما يرام. بعد خسارة الأوروغواي من كوستاريكا في المونديال عاد سواريز للمشاركة أمام إنجلترا، المباراة التي يقول انها كانت حلم حياته. في ليلة المباراة عاد الألم إليه ورغم علاج والتر وحقنته في الركبة ظل الألم مستمراً لكنه قرر الثقة بهذا الرجل وخوض المباراة ونسيان الألم إنها إنجلترا. وبالفعل سجل سواريز هدفاً وتوجه راكضاً لمعالجه ورفع يده وأشار للمشجعين لتحية صاحب الفضل عليه في لقطة لن تنسى أبداً. ســــجل ســـواريز هدف الفوز وضج الملعــــــب بالهتاف للأوروغواي وله وقفزت زوجته صوفي فرحة وإلى جوارها ابنتها دلفي التي قالت لها بنظرات بريئة بعد أن اعتادت على رؤية والدها إلى جوار جوردان، رحيم، دانيل وستيفن جيرارد، لماذا أنت فرحة يا أمي بخسارة ليفربول؟.

مشاركة :