يوجد معرض أيام التصميم دبي حواراً بين الشرق والغرب، وبين التراث والمعاصرة من خلال التصاميم التي يقدمها في الدورة الخامسة منه، التي انطلقت فعالياتها أخيراً، في ذا أفنيو وسط دبي. ويقدم المعرض الذي يُقام تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، مجموعة من الأعمال من 21 دولة، بينما يصل عدد التصاميم الموجودة الى 782 عملاً لأكثر من 180 مصمماً. ويحمل المعرض إبداعات وابتكارات عدة تبدأ من عالم الأثاث والمفروشات والثريات، لتصل إلى المساكن الشعبية كالعريش الإماراتي، والذهب المصمم بحروف عربية، وتصاميم مستوحاة من الأرابيسك، بينما تتجاور فيه الكثير من المواد المختلفة بدءاً من الأقمشة والخشب وصولاً الى الرخام والزجاج والريزن وغيرها. وقال مدير المعرض سيريل زاميت، لـالإمارات اليوم: بعد خمس سنوات على انطلاقة المعرض، تحمل الدورة الحالية الكثير من التطورات، فقد حدثت الكثير من المبادرات في مجال التصميم بعد انطلاقته في عام 2012، وهذا يدل على أننا لم نعد وحدنا في السوق، وهنا الخبر الجيد، فالمشهد تغير. كما أشار زاميت الى أن الدورة الجديدة تحمل مصممين شاركوا بأنفسهم وليس من خلال صالات، إلى جانب العروض الحية، وورش العمل اليومية التي تأتي ضمن ثلاثة مواعيد، الى جانب المحادثات مع المصممين، وكذلك أربعة أفلام ستعرض يوم الجمعة، وهي تروي حكايات التصميم وتاريخه وبعض القطع المميزة في القرن 19. ونوه زاميت بأن المشاركة الإماراتية توسعت خلال الدورة الحالية، ووصل عدد الصالات الى 14، وهناك مجموعة من الأعمال لمصممين من الإمارات ومنهم الجود لوتاه، وشمسة العبار، بالإضافة الى وصل الذي يقدم مجموعة من أعمال فنية لمصممين مقيمين في الإمارات. ورأى أن أهم ما قدمه المعرض خلال السنوات الخمس هو أنه غير النظرة للتصميم في المنطقة، وبدأ يرتفع عدد المصممين الشباب. وقالت المدير الأول للمشاريع في هيئة الثقافة والفنون في دبي، نورة الجامع، تعتبر (دبي للثقافة) الراعي الاستراتيجي للمعرض منذ انطلاقته، وهو من المحطات الأساسية في موسم دبي الفني، وكان لنا الدور في المحافظة على وجوده واستمراريته. ولفتت الى ان جناح الهيئة، اختار مصمماً من بين المرشحين النهائيين لجائزة أشغال مدنية، وقدم جناح الهيئة من خلال تصميم تراثي لبيت مصنوع من العريش، موضحة أن مشهد التصميم يعد جديداً الى حد ما على المدينة، ولكن المبادرات التي تحدث، ومنها افتتاح حي التصميم، وأسبوع التصميم، كلها تسهم في جعل مكانة دبي مميزة في التصميم كما بقية الفنون. وصنفت الجامع، التصميم بكونه صناعة يمكن للدولة الاعتماد عليها كمصدر للدخل في المستقبل، فهو مجال يحمل أبعاداً أكثر من مجرد عمل جمالي، منوهة بأن دعم الهيئة للمصممين الشباب لا يتوقف عند حدود المعرض. وقدم المصمم فورتشوني بينامن، التصميم الذي وضعه لجناح الهيئة، بالقول، استخدمت العريش مع الحديد، وهنا جمعت العناصر التراثية مع المعاصرة، لأوجد من خلال هذه الصياغة الحوار بين القديم والحديث، ولكن ليس بوضع ما هو تراثي في قرية خاصة بالتراث، بل بوضعه ضمن كل ما يحيطنا في حياتنا اليومية، ليصبح جزءاً من المشهد. ولفت الى أن العمل استغرق الكثير من الوقت، خصوصاً أن العريش يتم العمل عليه يدوياً، ثم يتم ربطه مع الحديد، معتبراً المعرض، فرصة مميزة لدعم الأفكار الجديدة، ومنحها منصة للعرض بين المصممين المخضرمين. أمّا مصممة المجوهرات الإماراتية شمسة العبار، فشاركت في المعرض للمرة الثالثة، وقدمت مجموعة من المجوهرات التي تصيغ فيها الحروف العربية بأسلوب هندسي، وقالت، أردت وضع الحروف بطريقة معاصرة، واستخدمت خبرتي في الخط العربي، فأتت الحروف مشكلة من تكوينات هندسية أكثر. وأشارت الى أن القطع التي حملت أشكالاً هندسية من دون حروف، أتت كشكل تطويري وتفكيكي من الأشكال والتكوينات الموجودة في الحروف، فهي تحمل ما هو جديد، وبالتالي أصبحت ذات شخصية مميزة بشكل لافت. وشدّدت على أنها تستخدم الذهب الزهري، لأنها تراه يليق بجميع أنواع البشرات، مشيرة الى أنها تقدم الذهب المرصع بالألماس، أو الذي يدخله اللؤلؤ، الى جانب القطع المصممة من الذهب ومن دون أحجار، بهدف تقديمها لمختلف الشرائح، ونوهت بأنها تقدم من خلال المعرض بعض القطع التي تقدم لأهداف خيرية. ورأت العبار في المعرض فرصة للتواصل مع المصممين من حول العالم، كما أنه يمنح المصمم الكثير من الخبرة في التحضير وطريقة العرض. استوحت المصممة الكويتية لولوة رضوان، المجموعة التي عرضتها من الطاووس الأبيض، وتكونت من طاولة ومرآة ومكتبة، وكلها مصنوعة من الرخام الأبيض. وأشارت الى أنها اختارت الرخام الأبيض، لأنها تحب شكل الطاووس الأبيض، فهو نادر الوجود، لافتة الى أن هذه المادة تحمل تحديات جمة في التصميم ومنها تعرضه للكسر أثناء العمل، وكذلك الوزن الثقيل. وشدّدت على أن المادة لا تعيق المصمم في تقديم الفكرة مهما كانت صعبة، موضحة أن مشاركتها في المعرض للمرة الأولى محطة مهمة، لأنها تمنح المصمم فرصة الوصول الى العالمية من خلال دبي. ومن الرخام الأبيض أيضاً قدمت المصممة الإماراتية الجود لوتاه، مجموعتها وعنوانها مربعين، ولفتت الى أنها اعتمدت على شكل المربعين للحصول على شكل النجمة المثمنة الموجودة في الأرابيسك المستوحى من الفنون الإسلامية. ولفتت الى أن المجموعة مكونة من كرسي وطاولة وإضاءة من الرخام، وكلها مصممة من مربعات تمنح الشكل المطلوب من خلال الظل والإضاءة أو بالنظر إليها من الأعلى. وشرحت منسفة المعارض في 1971 موزة المطروشي، مشاركتهم في المعرض، التي أتت من خلال عمل تركيبي لثلاثة مصممين حاولوا تمثيل الطبيعة باستخدام مواد غير طبيعية، فبدى كأنه مغارة. ولفتت الى أن كل من فيصل طبارة وخولة الهاشمي وندى تريم، عملوا في تصميم الأثاث والمعارض ولهم مجموعة من الأعمال التركيبية، مشددة على أن المعرض يجذب التصميم الى مكان آخر، خصوصاً أنهم يسوقون أنفسهم كمنصة غير ربحية لتشجيع المصممين على الإبداع في مجال غير تجاري. جائزة الفنان الناشئ أعلن خلال الحدث عن الفنان الفائز بجائزة الفنان الناشئ في الشرق الأوسط 2016، التي تنظمها فان كليف أند آربلز، وفازت بالجائزة المصممة السورية رنيم عروق، التي قدمت تصميماً لثريا مستوحاة من قناديل البحر، والتي تسير في البحر وفق مجموعات، فقدمت الأضواء على شكل القناديل تحت عنوان وهج. وقالت عن فوزها، أخذت الوظيفة الخاصة بقنديل البحر وهي الضوء، واستوحيت منها القطعة، ولهذا قدمته كضوء، وإني متحمسة لزيارة الأكاديمية في فرنسا، خصوصاً أنني أصمم المجوهرات، وهذا سينعكس على تجربتي. كما تم تكريم الفنان مايكل رايس بالمركز الثاني للمرة الأولى نظراً لإبداعه في التصميم الذي قدمه وعنوانه الوعاء الكرستالي. إصدارات شخصية يتضمن المعرض الذي يُقام تحت مظلة موسم الفن إطلاق العرض الافتتاحي لمجموعة المصمم الهولندي العالمي مارسيل واندرز بعنوان إصدارات شخصية، وكذلك مجموعة من العروض الافتتاحية الأخرى، ومنها الحصاد الذهبي لاستديو وهو عبارة عن مجموعة مؤلفة من ثلاث قطع تمّ العمل عليها باستخدام العشب الذهبي المصنوع من حصاد محاصيل منطقة الأمازون، بينما يقدم عرض أينما يتوقف المطر، وحدة إنارة مستوحاة من معبد البانثيون الشهير في روما. وكذلك يقدم المعرض وللمرة الأولى في المنطقة الأعمال الطليعية للمصمم الإسباني ناتشو كاربونيل. ويُعد برنامج وصل الذي أطلق احتفاء بالتزام أيام التصميم دبي بدعم وتنمية المواهب المحلية والإقليمية، من أكبر المعارض الاستعادية عن تاريخ التصميم في الإمارات مع 25 مصمماً ومصنّعاً (ناشئون ومخضرمون). في حين تتابع دبي للثقافة بالتعاون مع حي دبي للتصميم في دعم مسابقة أشغال مدينيّة التي تركّز على الجيل الصاعد من المصممين المقيمين في الإمارات العربية المتحدة. وقال الرئيس التنفيذي للعمليات في حي دبي للتصميم، محمد سعيد الشحي، يشكل المعرض منصة للتصميم في المنطقة، ونحن في حي التصميم، فخورون بهذا التعاون المستمر بما يسهم في تعزيز مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة مركزاً للتصميم على الصعيد الدولي. وأضاف أسهمت هذه الشراكة المزدهرة برعاية وتشجيع المواهب المحلية في المنطقة وتقديمها إلى الجمهور الدولي، وكذلك توفير منصة مهمة للعلامات التجارية الدولية، ونحن نلتزم بالعمل على تطوير مجتمع إبداعي مزدهر وبدعم الفعاليات التي تقام في صناعة التصميم.
مشاركة :